"عدو الإرهاب".. أصغر جنرال يتقلد ثالث مناصب جيش الجزائر
تعيين اللواء محمد قايدي رئيسا جديدا لـ"دائرة الاستعمال والتحضير" بالجيش.
يعرف بأنه "عدو الجماعات الإرهابية" في الجزائر.. إنه اللواء محمد قايدي، وأصغر جنرال في الجيش، يتقلد المنصب الثالث في المؤسسة العسكرية.
واليوم الأربعاء، عين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اللواء محمد قايدي رئيسا جديدا لـ"دائرة الاستعمال والتحضير" لأركان الجيش الوطني الشعبي، خلفا للواء محمد بشار.
- الرئيس الجزائري يعين قائدا جديدا للقوات البرية
- الجيش الجزائري يتأهب للدفع بفرقه الطبية لمواجهة كورونا
ويُعد منصب "دائرة الاستعمال والتحضير" ثالث أهم منصب في هرمية الجيش الجزائري، بعد قيادة الأركان والقوات البرية، حيث تشرف على التنسيق والتحضير بين القوات البرية والجوية والبحرية.
خطوة تأتي في سياق تغييرات يجريها تبون داخل الجيش، ويرى مراقبون أن الرجل يريد من ورائها الدفع بـ"الشباب وأصحاب الكفاءات" في المناصب الكبيرة وفق استراتيجية العمل التي تبناها قائد الجيش الراحل الفريق أحمد قايد صالح.
وقبل نحو شهر، عين الرئيس الجزائري اللواء عمار عثامنية قائدا جديدا للقوات البرية خلفا للواء سعيد شنقريحة الذي يشغل حاليا منصب قائد أركان الجيش الجزائري بالإنابة.
من هو اللواء محمد قايدي؟
يعرف بأنه "عدو الجماعات الإرهابية" وأصغر جنرال في الجيش الجزائري، وعاد اسمه للبروز بعد سقوط نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
وفي أعقاب سقوط نظام بوتفليقة ظهر اسم الرجل كواحد من قادة الجيش الذين قادوا حربا ضروسا ضد الفساد بعد سنوات من الحرب على الإرهاب.
ينحدر اللواء محمد قايدي صاحب الـ59 عاماً من منطقة "تابلاط" في محافظة المدية الواقعة وسط البلاد، والتي ولد بها عام 1961.
وفي سبعينيات القرن الماضي التحق بمدرسة "أشبال الأمة" التي أسسها الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين، وتخرج منها بشهادة مهندس دولة في الإعلام الآلي.
تقلد بعدها عدة مناصب عسكرية، بينها قائد "وحدة المغاوير"، ثم عين قائدا لوحدة عسكرية بمحافظة سيدي بلعباس (غرب) خلال فترة التسعينيات التي شهدت تغول الجماعات الإرهابية ضد الجيش والمواطنين الأبرياء.
وبين عامي 2012 و2014، ترأس اللجنة العسكرية المشتركة الجزائرية الفرنسية.
وفي عام 2012، تمت ترقيته إلى رتبة عميد، ثم إلى جنرال عام 2014 وهو في الـ53 من عمره، ليكون بذلك أصغر جنرال في الجيش الجزائري.
قاهر الإرهاب
في ذروة الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر سنوات التسعينيات بعد توقيف المسار الانتخابي سنة 1992، وإعلان "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الإخوانية "التمرد المسلح" وشروعها في تنفيذ عمليات إرهابية، عُين اللواء قايدي قائدا لـ"وحدة المغاوير والمطاردة" في محافظة سيدي بلعباس التي كانت واحدة من أكثر المناطق سخونة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الجنرال قاد حرباً ضروساً ميدانية ضد الجماعات الإرهابية في مرتفعات سيدي بلعباس، وتمكن مع وحدته العسكرية من القضاء على أخطر رؤوس تلك الجماعات وقادتهم في المنطقة، بينهم الإرهابي "قادة بن شيحة".
وفي يوليو/تموز 205، أدلى اللواء محمد قايدي بتصريح فاجأ كثيراً من الجزائريين، خلال يوم برلماني لوزارة الدفاع حول "مكافحة الإرهاب الدولي الجديد، القواعد والآليات".
مداخلته المؤثرة وقتها والتي كانت بعنوان "هكذا نشأ الإرهاب في الجزائر، وهكذا تم القضاء عليه"، كشف فيها عن تجربته الميدانية التي خاضها ضد الجماعات الإرهابية، وعن الصراع النفسي الذي كان يعيشه الجنود في معاركهم ضد الإرهاب.
وبعد إقالة منسق الأجهزة الأمنية (التسمية الجديدة للمخابرات) الجنرال بشير طرطاق في أبريل/نيسان 2019، وإلحاقه بقيادة الجيش، تداولت أوساط إعلامية وسياسية شائعات تحدثت عن تولي اللواء محمد قايدي قيادة جهاز المخابرات، فيما لم تصدر قيادة أركان الجيش أي قرار بذلك.