الجيش الجزائري يتأهب للدفع بفرقه الطبية لمواجهة كورونا
قائد الجيش الجزائري يتفقد وحدة طبية عسكرية خاصة ومدى تحضيراتها للتدخل في أي وقت
أعلن الجيش الجزائري اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة بشأن فيروس كورونا، واستعداده للدفع بفرقه الطبية لمواجهة الفيروس.
يأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه على اتخاذ الاحتياطات لمنع انتشاره في صفوف قواته ومع الحفاظ على "روحه القتالية بالوتيرة ذاتها".
جاء ذلك، خلال زيارة اللواء السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الجزائري بالإنابة، الثلاثاء، إلى الناحية العسكرية بمحافظة البليدة التي باتت أكبر محافظة جزائرية يسجل بها أكبر عدد إصابات ووفيات.
ووفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية، الذي اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، فقد عقد رئيس أركان الجيش الجزائري اجتماعاً قيادة وإطارات الناحية وقادة القطاعات العسكرية ومسؤولي المصالح الأمنية "تضمن مختلف الإجراءات المتخذة، تنفيذا لتعليمات القيادة العليا، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في إقليم الاختصاص، لاسيما على مستوى ولاية البليدة".
ووجه اللواء السعيد شنقريحة توجيهات وتعليمات لقادة الجيش والأجهزة الأمنية حول "إجراءات الوقاية من انتشار وباء كورونا في صفوف الجيش الوطني الشعبي واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في أعلى مستوياته".
كما أكد قائد الجيش الجزائري –وفق البيان– "عدم إهمال أو تناسي نشاطات التحضير القتالي والمحافظة على الجاهزية العملياتية لفوج المظليين المغاور، فضلا عن تنفيذ المهام القتالية المسندة بنفس الوتيرة والتحفز والإتقان".
ووقف اللواء شنقريحة على استعدادات الفوج الطبي "52" التابع لمحافظة البويرة (شرق) وتحضيراته للتدخل في أي وقت "لإسناد المنظومة الصحية الوطنية في هذا الظرف الصحي الاستثنائي".
ويضم الفوج 52 الطبي تجهيزات طبية حديثة، بينها مستشفى ميداني قادر على التكفل بعدد معتبر من المصابين "في حال تطلب الوضع ذلك" كما جاء في بيان وزارة الدفاع الجزائرية.
وسجلت الجزائر، مساء الثلاثاء، أثقل حصيلة في عدد المصابين والوفيات بفيروس كورونا منذ بدء انتشار الوباء في البلاد نهاية فبراير/شباط الماضي، والذي امتد إلى 38 محافظة.
وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية في آخر إحصائية لها، عن تسجيل 132 حالة مؤكدة جديدة يفيروس كورونا، ليبلغ عدد المصابين الإجمالي بـ(كوفيد - 19) في الجزائر إلى 716 حالة مؤكدة.
كما سجلت الجزائر خلال الـ24 ساعة الماضية أكبر عدد وفيات بالفيروس بـ9 وفيات جديدة، ويصل معها عدد الوفيات الإجمالي إلى 44 وفاة.
وأكدت وزارة الداخلية، الثلاثاء، إصابة والي محافظة معسكر (غرب) عبدالخالق صيودة بفيروس كورونا (كوفيد – 19)، و"يتلقى العلاج "على غرار باقي المواطنين الذين أصيبوا بهذا الفيروس".
ونفى البيان، الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ما تم تداولها عن وفاته، وأوضح أنه "على إثر تداول معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها وفاة والي ولاية معسكر عبد الخالق صيودة، فإن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية تفند هذه الشائعات".
كما سارع وزير الاتصال (الإعلام) والناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر إلى نفي ما تردد عن وفاة محافظ معسكر، وكشف في تصريحات صحفية عن نقله إلى مستشفى محافظة وهران لتلقي العلاج، وطمأن عائلته وسكان المحافظة بأن وضعه مستقر.
وبذلك، يصبح والي معسكر أول مسؤول جزائري يصاب بفيروس كورونا، وسط تقارير غير رسمية عن إصابة مسؤولين آخرين، فيما لم تعلق السلطات الجزائرية على تلك الأخبار.
ومنذ تفشي وباء كورونا في البلاد نهاية الشهر الماضي، اتخذت السلطات الجزائرية حزمة قرارات في محاولة لكبح سرعة انتشاره، زادت وتيرتها مع دخول البلاد المرحلة الثالثة من تفشيه.
ومن أبرز القرارات التي اتخذتها الجزائر، غلق المدارس والجامعات والمساجد وقاعات الحفلات والمقاهي والمطاعم ومنع المظاهرات والتجمعات، وغلق كافة الحدود البرية وتعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية، ومنح عطلة إجبارية مدفوعة الأجر لـ50% من الموظفين في القطاعين العمومي والخاص.
بالإضافة إلى فرض حظر تجول وحجر صحي كلي على محافظة البليدة، وحظر جزئي للتجوال في 9 محافظات بينها العاصمة.
ومن المرتقب أن تمدد الجزائر حالة الطوارئ في البلاد إلى ما بعد 5 أبريل/نيسان المقبل، خاصة مع القرارات التي اتخذت مؤخراً واعتبرها الأخصائيون مؤشراً على تمديد ورفع حالة الطوارئ إلى القصوى.