الرئيس التونسي يعلن "ساعة الصفر" للحرب ضد هؤلاء
"أريدها حربا بلا هوادة ضد هؤلاء".. بهذه العبارة يعلن الرئيس التونسي قيس سعيد "ساعة الصفر" للحرب ضد "من يُنكل بالشعب".
ودخلت تونس أزمة شح كبير في العديد من المواد الغذائية وغياب بعضها من الأسواق التونسية تماما، لتضيف مزيدا من الأعباء المعيشية على التونسيين.
ومنذ نهاية 2021، تسجل المحلات والفضاءات التجارية في تونس، نقصا في العديد من المواد مثل الزيت النباتي المدعم والسميد والسكر والأرز، وإن وُجدت يتم تحديد كمية معينة لكل مواطن.
وأمام هذا الواقع، أجرى الرئيس قيس سعيد، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، زيارة لمقر وزارة الداخلية وسط العاصمة، ومن هناك أطلق العنان لمواجهة من "يُنكل بالشعب ويسعى لضرب السلم الأهلي".
وفي كلمة له، قال الرئيس: "ما يشاع عن رفع الدعم هو مغالطات تهدف إلى زرع الفزع والخوف في نفوس التونسيين"، متسائلا في هذا الصدد "بأيّ حقّ تحتكرون مواد مدعومة من الدولة؟".
وأضاف "من يضارب بقُوت التونسيين، هو لا يسعى إلى التنكيل بالشعب فحسب، بل يسعى إلى ضرب السلم الأهلي".
ودعا سعيّد النيابة العمومية إلى التحرك بسرعة ضدّ المحتكرين في نطاق القانون، معتبرا أن "من يجرم في حقّ الشعب التونسي أو يحاول إدخال الفوضى في البلاد، فليعلم أنّ هناك وطنيين يعملون من أجل تطبيق القانون".
وتابع: "لقد دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ بعزم وإرادة ثابتة لنحقق آمال الشعب رغم حملات التشويه والمغالطة"، مستطردا: "أريدها حربا دون هوادة ضد هؤلاء المحتكرين المجرمين، في إطار القانون".
وشدد قيس سعيد على أن الاحتكار "بفعل فاعل، والأمر ليس عاديا"، متوعدا بالتصدي لهذه الظاهرة، "حيث تم تحديد ساعة الصفر للقيام بالواجب الذي تقتضيه المسؤولية".
قبضة من حديد
سمير الغرايري ممثل عن المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك، اعتبر أن هذا النقص يعود أساسا إلى المضاربة خاصة في مسالك التوزيع.
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، دعا الغرايري، الدولة إلى التدخل والتمسك بقبضة من حديد لوضع حد لما يعيشه التونسيون.
ولفت إلى أن الكثير من الشكاوى وصلته من مواطنين بخصوص انعدام مواد غذائية والترفيع غير القانوني في الأسعار.
وذكر بأن وزارتي التجارة والداخلية قامتا خلال الفترة الماضية بحجز أطنان من المواد الغذائية المخبأة بعناية فائقة من أجل عدم كشفها، وذلك للمضاربة والتحكم في السوق، واصفا المضاربين بـ"المجرمين الذين يعملون لتجويع التونسيين".
وأكد أن هذه الحملة تأتي كلها قبل شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا على شراء المواد الغذائية، مشددا في الوقت ذاته على أنه من غير المعقول أن يتحمل التونسي عبء الزيادات المتتالية في الأسعار.