ودعت شهر العسل.. هل انفجرت فقاعة كامالا هاريس؟
منذ انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق البيت الأبيض الشهر الماضي، نجحت نائبته كامالا هاريس في إثبات نفسها كمرشحة ديمقراطية لانتخابات الرئاسة.
وسرعان ما تقدمت هاريس على خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في أكثر من 12 استطلاعا للرأي وأصبحت لفترة المرشحة المفضلة للفوز في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مع عدد من شركات المراهنات.
إلا أنها تعرضت في الأيام الأخيرة لعدد من الضربات التي جعلت البعض مثل توماس جفت، الذي يرأس مركز السياسة الأمريكية في جامعة كوليدغ لندن، يشير إلى «انتهاء شهر العسل الخاص بها»، مرجحا أنها قد تواجه تدقيقا متزايدا لمقترحاتها السياسية.
والخميس الماضي، عرضت شركات المراهنات"Paddypower" و"Betfair" و"William Hill" و"888.sport" مرة أخرى أن احتمالات فوز ترامب أصبحت أكثر منها.
وقبل أيام، أظهر استطلاع رأي أجرته شركة "Navigator Research " في خمس ولايات متأرجحة وجد أن هاريس إما متعادلة مع ترامب وإما تتراجع عنه، حيث تقدم المرشح الجمهوري في ولايتي أريزونا وبنسلفانيا بينما تعادل الخصمان في ولايات ميشيغان وكارولينا الشمالية وويسكونسن.
ويوم الجمعة الماضي، علق المرشح المستقل روبرت إف. كينيدي جونيور حملته الانتخابية وأعلن تأييده لترامب، الأمر الذي قد يكون كافيا لفوز ترامب في ولايتي كارولينا الشمالية ونيفادا، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها موقع "RacetotheWH".
وقبل انسحاب كينيدي أظهر تجميع الاستطلاعات الذي أجراه موقع "538" حصول هاريس على 47.2% مقابل 43.7% لترامب في حين حصل المرشح المستقل السابق على 4.4%.
وقال جفت في تصريحات لصحيفة «نيوزويك» الأمريكية: «على مدار أسابيع كانت هاريس تستمتع بالإطراء والتغطية الإعلامية الإيجابية.. لكن شهر العسل الخاص بها سينتهي بمجرد إجبارها على تحديد السياسات».
وأضاف: «سيتذكر الأمريكيون سبب تصنيف هاريس كواحدة من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ ليبرالية في الكونغرس»، معتبرا أن سجلها ومقترحاتها السياسية يسارية إلى درجة تبتعد كثيرا عن الناخب الأمريكي.
وأشار إلى أن ترامب «سيصبح أفضل في معرفة نقاط الهجوم التي تعمل ضد هاريس»، متوقعا أن تتردد عبارات مثل «ليبرالي سان فرانسيسكو» أكثر من مرة.
انقلاب السباق
وقبل أسابيع فقط، بدا الأمر وكأن ترامب سيفوز بسهولة قبل أن تنقلب الأمور مع دخول هاريس السباق ومن الآن وحتى يوم الانتخابات في 5 نوفمبر/تشرين الثاني يمكن أن يحدث الكثير.
وقال مارك شانهان، المتخصص في العلوم السياسية الأمريكية في المملكة المتحدة، إن سباق البيت الأبيض «متقارب للغاية»، لكنه توقع أن خطاب هاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي سيمنحها «دفعة».
وأضاف «لكن السباق الحقيقي يبدأ هنا»، متسائلا «هل يمكنها الحفاظ على هذا الشغف بعد مؤتمر شيكاغو؟ وكيف ستتصرف عندما تجلس أخيرا مع وسائل الإعلام؟».
ولا يزال ترامب يحافظ على موقعه القوي في استطلاعات الرأي بشأن الاقتصاد والهجرة والجريمة، ما يعني أنه سيكون على هاريس تغيير السرد المتصور، إلا أنها لا تملك الكثير من الوقت لفعل ذلك.
وقال كريستوفر فيلبس، المؤرخ للسياسة الأمريكية الـ"نيوزويك"، إن هاريس من المرجح أن تشهد انتعاشا عقب "خطاب قبول الترشيح جيد التنفيذ" في مؤتمر الحزب لكنه حذر من أن استطلاعات الرأي قد تعطي انطباعا مضللا، خاصة أن نتائج الانتخابات يحسمها المجمع الانتخابي، وهو ما منح ترامب الفوز في 2016 على منافسته الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
وقال دافيد تاونلي، المتخصص في السياسة الأمريكية في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة، إن حملة هاريس اكتسبت زخما ويمكنها الحفاظ عليه بأداء قوي في المناظرة وحملة قوية.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز