«تأثير هاريس» ينهي «سحر ترامب».. فجوة مالية وإدارية
مع دخول كامالا هاريس المعترك الانتخابي كمرشحة للحزب الديمقراطي، تغير كل شيء، وما كان ميزة لحملة المنافس دونالد ترامب تحول لمشكلة.
تضاعف إنفاق حملة دونالد ترامب الانتخابية بأكثر من الضعف الشهر الماضي، حيث أنفق أموالاً طائلة على الإعلانات التي تهاجم منافسته الجديدة كامالا هاريس.
لكنه لا يزال متخلفا بشكل كبير عن نائبة الرئيس فيما يتعلق بالبنية التحتية للحملة التي يمكن أن تساعده في تحويل معدلات تأييده إلى أصوات في الانتخابات الرئاسية المقررة 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتؤكد الإيداعات الجديدة لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية مدى تأثير صعود هاريس في السباق، بما في ذلك وضع دونالد ترامب في الخلف مرة أخرى من حيث الأموال التي يمتلكها في حملته الانتخابية، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
مع إعادة ضبط السباق للأشهر الحاسمة يمكن أن يكتسب المال أهمية أكبر من أي وقت مضى، حيث يتدافع كلا الطرفين لإقناع قواعدهما والوصول إلى الناخبين القابلين للإقناع في الولايات التي تشهد معارك انتخابية.
وخلال معظم فصلي الربيع والصيف تفوّق الرئيس جو بايدن على حملة ترامب الرئاسية في الإنفاق بشكل مريح، لكن يبدو أن ميزة الإنفاق الهائل لم تعزز موقع بايدن الذي كان يعاني في استطلاعات الرأي قبل فترة طويلة من المناظرة التي جرت في أواخر يونيو/حزيران، التي نسفت فرص ترشيحه.
وبالنسبة لترامب كان هذا السيناريو أفضل ما يمكن تحقيقه، فكانت حملته تحافظ على الأموال للأوقات الحاسمة، مع الحفاظ على تقدم مريح على منافسه الديمقراطي.
تراجع ترامب
وفي الوقت الحالي اختفت هذه الميزة الإضافية، وبدعم من جمع التبرعات القياسي الذي حققته أعلنت حملة نائبة الرئيس عن جمع ما يقرب من 220 مليون دولار نقدا في نهاية شهر يوليو/تموز، مقارنة بـ151 مليون دولار لترامب.
كما أن حملة ترامب أصغر بكثير مما كانت عليه في مثل هذا الوقت قبل أربع سنوات بعدة مقاييس، بما في ذلك إجمالي الإنفاق والموظفون، وفقا لتحليل أجرته "بوليتيكو" لإيداعات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
ووفق المصدر ذاته، لدى ترامب بنية تحتية لحملته الانتخابية أقل بكثير من هاريس، التي ورثت حملة بايدن الضخمة.
فمنذ بداية عام 2023 أنفقت اللجنة الرسمية لحملة ترامب الانتخابية ما مجموعه 117 مليون دولار، مقارنة بـ330 مليون دولار لحملة بايدن التي تحولت إلى هاريس في النهاية.
تباين في الإنفاق
وفي شهر يوليو/تموز أبلغت حملة ترامب عن إنفاق 24.3 مليون دولار، مقابل 80.7 مليون دولار لحملة بايدن التي تحولت إلى حملة هاريس.
وذهب أكثر من نصف إنفاق حملة ترامب في شهر يوليو/تموز، تحديدا 14.1 مليون دولار، إلى إعلانات مدفوعة على وسائل الإعلام، منها 13.5 مليون دولار أنفقت بعد انسحاب بايدن وتأييده لهاريس في 21 من الشهر ذاته.
فيما أنفقت الحملة (3.4 مليون دولار) على البريد المباشر، و(3.3 مليون دولار) على السفر الجوي، كما أنفقت الحملة أيضا ما يقرب من مليون دولار على استطلاعات الرأي.
وشكّل إجمالي الإنفاق في يوليو/تموز زيادة كبيرة لحملة ترامب التي أنفقت ما يقرب من 10 ملايين دولار في يونيو/حزيران.
لكن إنفاق شهر يوليو/تموز الماضي كانت أقل بكثير مما كان ينفقه ترامب عندما كان يسعى لإعادة انتخابه قبل أربع سنوات، وفي يوليو/تموز 2020 وفي خضم دورة انتخابية تغيرت بسبب جائحة كوفيد-19 أنفقت لجنة حملة ترامب الانتخابية 65 مليون دولار.
وفي ذلك الوقت، كان لدى حملة ترامب الانتخابية واللجنة الوطنية الجمهورية أيضا ما يقرب من 800 موظف مجتمعين في جدول الرواتب، وفقا لتحليل أجرته بوليتيكو لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وفي شهر يوليو/تموز من هذا العام كان لدى حملة ترامب واللجنة الوطنية الجمهورية ما يزيد قليلا على 300 موظف على كشوف الرواتب، حسب ما أظهرت إيداعات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وفي الوقت نفسه، كان لدى حملة هاريس واللجنة الوطنية الديمقراطية مجتمعة ما يقرب من 1100 موظف الشهر الماضي.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز