مسؤولية الهزيمة.. «رجة» ديمقراطية بعد «زلزال الانتخابات»
لا تزال تبعات الهزيمة المدوية في انتخابات الرئاسة الأمريكية تقض مضاجع الديمقراطيين، الذين تبادلوا الاتهامات المسؤولية عن الخسارة.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ألقت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي، بالمسؤولية في الهزيمة في الانتخابات الرئاسية، قائلة "لو انسحب الرئيس في وقت مبكر، لربما كان هناك مرشحون آخرون في السباق. كان التوقع هو أنه إذا تنحى الرئيس، فستكون هناك انتخابات تمهيدية مفتوحة، بدلاً من (تنصيب) كامالا هاريس مرشحة للحزب".
وأضافت في المقابلة مع بودكاست The Interview الذي تنتجه الصحيفة، وتقدمه لولو جارسيا نافارو، ونشر نصها كاملاً اليوم، إن التوقعات كانت تشير إلى أنه في حال انسحاب الرئيس، ستكون هناك انتخابات تمهيدية مفتوحة.
وتابعت: "رغم هذا، ربما كانت كامالا هاريس لتؤدي بشكل جيد في هذه الانتخابات التمهيدية، وكان موقفها ليكون أقوى بعد ذلك، ولكن لا يمكننا أن نعرف ذلك الآن. هذا لم يحدث. نحن نعيش مع ما حدث، ولأن الرئيس أيد كامالا هاريس بشكل فوري بعد تنحيه، جعل هذا من المستحيل علينا عقد انتخابات تمهيدية، وإذا حدث هذا في وقت مبكر، لربما كان الوضع مختلفاً".
وعادة ما يختار الحزب مرشحه عبر انتخابات تمهيدية في الولايات الأمريكية الخمسين، يصوت فيها ناخبو الحزب على المرشحين المتقدمين، وهي عملية تنتهي إلى مرشح واحد، ولم يتمكن الحزب من القيام بهذه العملية، نظراً لأن الانتخابات كانت قد انتهت بحلول الوقت الذي انسحب فيه بايدن، في وقت متأخر وقبل 108 أيام من الانتخابات.
وأعلن بايدن تأييده لهاريس بعد أقل من ساعة على إعلان انسحابه من سباق إعادة انتخابه في 21 يوليو/تموز الماضي، وهو قرار اتخذه بعد حملة ضغط قادتها بيلوسي.
وقطع دعم بايدن لنائبته كامالا هاريس، وكذلك، دعم الكثير من الديمقراطيين الآخرين، الطريق على ظهور شخص آخر للظهور في المنافسة.
وبعد أسبوعين على ذلك، حصلت هاريس على دعم مندوبي الحزب الديمقراطي قبل المؤتمر الوطني للحزب.
وفيما ألمح بعض الديمقراطيين إلى فكرة عقد انتخابات تمهيدية سريعة لاختيار مرشح الحزب، إلا أن هذه المقترحات لم تحصل على اهتمام أحد، ولم تتبناها اللجنة الوطنية للحزب، أو مندوبي الحزب الديمقراطي.
ورغم انخراط الديمقراطيين في تبادل اللوم بشأن هزيمة هاريس وفوز ترامب بولاية ثانية، الذي وصفه كبار الديمقراطيين بأنه "فاشي"، هبطت كلمات بيلوسي مثل قذيفة متفجرة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن بيلوسي "بذلت قصارى جهدها للدفاع عن الإنجازات التشريعية لإدارة بايدن، والتي حدث معظمها خلال أول عامين له، عندما كانت رئيسة مجلس النواب". ويقال إن بيلوسي لعبت دورًا رئيسيًا في إقناع بايدن بالتنحي. لكنها لم تسع إلى تهدئة مشاعره. وفي أغسطس/ آب، أخبرت صحيفة نيويوركر أنها "لم تكن معجبة قط بعمله السياسي".