علي الصلابي.."ذراع إرهابية لقطر" تحالف مع القذافي وانقلب عليه
علي الصلابي، المعروف بـ"قرضاوي ليبيا"، تحالف مع القذافي ثم قاد مليشيات إرهابية لمقاتلة الرئيس السابق ونظامه بدعم من قطر.
"التلون وفق المصالح".. كان ذلك لسان حال الإخوانجي علي الصلابي، شأنه شأن تنظيم الإخوان الإرهابي، ليعارض نظام الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي، ثم يصطف إلى جانبه في خطوة أخرى "مُحَرّماً الخروج عليه"، ليتحول إلى مفتٍ للجماعات الإرهابية لمقاتلة الرئيس الليبي السابق بدعم عسكري وإعلاني من قطر.
معارض ثم حليف للقذافي
عرف عن الصلابي، المولود في 1963، معارضته نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ورغم ذلك بدأ مرحبا لمشروع "ليبيا الغد"، الذي أطلقه نجل القذافي سيف الإسلام.
ومع تبلور مشروع "ليبيا الغد" تناسي الصلابي معارضته السابقة للقذافي، وقفز لدعم المشروع السياسي الليبي الجديد، مساهما في العديد من الملفات التي فتحها سيف الإسلام القذافي في إطار هذا المشروع.
وتحول الصلابي، بين ليلة وضحاها، إلى ناشط في مؤسسة القذافي للتنمية، كما أشرف على مسيرة الحوار مع تنظيم"الجماعة الليبية المقاتلة"، التابع للقاعدة، للقيام بمراجعات فكرية داخل السجون.
واستغل الصلابي تقربه من سيف الإسلام القذافي، في هذه الفترة، وقام بدور الوسيط بين الحكومة الليبية وهذا التنظيم الإرهابي ما أدى إلى الإفراج عن أعضاء "الجماعة المقاتلة" من السجون الليبية، وعلى رأسهم القيادي الإرهابي عبدالحكيم بلحاج.
وفي عام 2009 كان الصلابي من أبرز القيادات التي تولت المراجعات الفكرية لمسجوني "الجماعة الليبية المقاتلة"، وخرج حينها الصلابي مع قادة الجماعة في مؤتمر صحفي، معلنين أن العقيد الراحل معمر القذافي "ولي أمر لا يجوز الخروج عليه، وإن الخروج على ولاة الأمر بالسلاح أمر محرم شرعا".
الخروج على الحليف
علاقة الصلابي، التي توطدت مع النظام الليبي في فترة القذافي الأخيرة وفتواه بعدم الخروج على "ولاة الأمر"، سرعان ما تبخرت وتبدلت، بل كان الصلابي من أوائل من خرج على فتواه المذكورة.
ومع أحداث فبراير/شباط 2011، لعب الصلابي على الوترين معا: وتر التواصل مع القذافي، حتى إذا استطاع النظام إنهاء الاحتجاجات يكون اصطف إلى جانب النظام. ووتر المعارضة، فإذا انتصرت المعارضة لا يُحسب على النظام.
وبالفعل، استأنف الصلابي اتصالاته مع نظام القذافي من خلاله لقاءاته مع رئيس مخابرات ليبيا داخ النظام أبوزيد دوردة، أثناء المواجهات العسكرية بين قوات القذافي والمعارضة، مبررا اتصالاته، التي لاقت انتقادات كثيرة من الليبيين، بأنها كانت "بدافع حقن الدماء".
من ناحية أخرى، تحول القذافي، وفقا للصلابي وجماعته الإخوان، إلى "ولي أمر غير شرعي"، وتحولت الدول الليبية إلى "كيان غير شرعي يجوز الخروج عليه بقوة السلاح".
بل لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انخرط الصلابي في أحداث فبراير/شباط وما تبعها من أعمال عنف، عبر تصريحاته المحرضة على قناة "الجزيرة" القطرية، وتعاونه مع القيادي في تنظيم القاعدة عبدالحكيم بلحاج، من خلال تشكيل ما عرف بالمجلس العسكري بطرابلس.
قطر تدعم الصلابي ضد القذافي
وقالت لجنة الأمن القومي الفرعية في الكونجرس الأمريكي، في 12 يوليو/تموز الجاري، إن الصلابي، الذي عاش في قطر قبل 2011 وتلمذ على يد الأب الروحي لتنظيم الإخوان يوسف القرضاوي وجماعته، حيث تلقوا "أسلحة وقاذفات قنابل صاروخية، وأسلحة أخرى صغيرة أخرى وتدريبا عسكريا من الدوحة"، خلال أحداث فبراير/شباط، بهدف الإطاحة بنظام القذافي.
وبعد سقوط القذافي ونظامه تخندق الصلابي، المعروف بـ"قرضاوي ليبيا"، إلى جانب الإخوان والتنظيمات الدائرة في فلكها مثل القاعدة، ومشروعهم في السيطرة علي الدولة الليبية، بدعم سياسي ومالي وإعلامي من الدوحة، التي ما فتأت تدعم "الإخوان" بكل فروعها في الدول العربية، خدمة لأهدافها بالسيطرة على المنطقة.
ومع تحول الأوضاع في ليبيا إلى فوضى عارمة، قامت قطر بتوريد معظم شحنات الأسلحة والدعم للمليشيات الإرهابية من خلال الصلابي، الذي شارك مع شقيقه "إسماعيل" في تأسيس كتيبة "رأف الله السحاتي"، وهي من أكثر المليشيات الإرهابية التي تتلقى دعما من قطر، كما نفذت عشرات الاغتيالات ضد أبناء مدينة بنغازي من المدنيين والعسكريين.
الصلابي ينتقد الليبراليين
ومع تشكيل الحكومة الليبية الأولى بعد نظام القذافي، أدلى الصلابي بتصريح، عبر منبره المفضل "الجزيرة" القطرية، دعا فيه رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل إلى "تقديم استقالته، وترك الليبيين والقوى الوطنية الحقيقية يبنون مستقبل بلادهم"، حسب وصفه، معتبرا أن الإخوان هم "القوى الوطنية الحقيقية" في البلاد.
وأضاف الصلابي أن "جبريل ليس عليه إجماع في الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه ويرفضون من يدورون في فلكه"، قائلا: "لو سمح الليبيون لجبريل -والذين معه- بأن يمارس عقليته لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والدكتاتورية".
كما لم يتورع الصلابي في اللجوء إلى "استعمال الدين والتكفير ضد الجناح الليبرالي الذي يقوده جبريل".
وأدت تصريحاته التي ادعى أنها باسم الشعب الليبي، ضد جبريل، إلى تظاهر آلاف الليبيين في مدن عدّة، معلنين تخوّفهم من دور الصلابي السياسي، حتى عاد الصلاّبي بعد ذلك وأقر أنه في تصريحاته ضد جبريل لا يمثل سوى نفسه.
ثم ظهر الصلابي مجددا، عبر الإعلام، معلنا أن دوره في إسقاط حكم القذافي كان جوهريا، الأمر الذي عرضه لانتقاد من الرئيس مصطفى عبدالجليل، حيث أعلن الأخير أن الشعب الليبي بأكمله أسهم في التغيير ولا يوجد لأحد فضل على آخر.
الصلابي يقود الإرهابيين ضد الجيش
وبعد مرور 7 سنوات على أحداث فبراير/شباط -لم يستطع خلالها "الإخوان" الاستمرار في الحكم لفشلهم في إعلاء مصالح الوطن- لم يتوارَ الصلابي عن السير في النّهج المنحاز جماعات الإسلام السياسي، داعما مشاريعها السياسية القائمة على سياسة التمكين، والسيطرة على مفاصل الدولة الهشة، وتأييد سطوة مليشيات الفساد والإرهاب.
وفي هذا السياق، شكل الصلابي "التجمع الوطني للحرية والعدالة والتنمية"، وهو اسم مشابه لحزب العدالة والتنمية التركي، وحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان في مصر.
وفي أعقاب إعلان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عن عملية "الكرامة" لاستعادة المدن الليبية من سيطرة الإرهابيين، انضم الصلابي إلى مجلس شورى بنغازي، مدعوما من قطر في بنغازي عبر ميناء مصراتة، حيث كانت ترسل الأسلحة إلى مطاري معيتيقة ومصراته، وعبر الميناء كان يتم إرسالها إلى موانئ بنغازي.
ويعد الصلابي، الذي تستضيفه قطر علي أراضيها منذ عدة سنوات، ضمن قائمة تضم 59 شخصاً تتهمهم الدول الأربعة الداعية لمكافحة بأن لهم صلات بالإرهاب، ويتمتعون بدعم تنظيم "الحمدين" الإرهابي.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز