المُصمم كريم آدم لـ"بوابة العين": غلاف الكتاب يخلق الانطباع الأول عنه
مصمم أغلفة الكتب البارز كريم آدم يتحدث عن جديده في عالم التصميم، والإصدارات التي يشارك بها ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب.
لنحو 9 سنوات، يخطو الفنان المصري كريم آدم بثبات في دنيا تصميم أغلفة الكتب، صنع أكثر من 500 غلاف، من بينها أغلفة لأعمال بارزة مثل مذكرات الدبلوماسي المصري أحمد أبوالغيط والإعلامي أحمد المسلماني، والروائي الراحل مكاوي سعيد، والكاتب عمر طاهر، وفي هذا العام يشارك في معرض الكتاب بعدد مميز من أغلفة الكتب.
آدم تحدث لـ"بوابة العين" عن أعماله الجديدة في معرض القاهرة للكتاب، وكيفية استعداده لهذا الموسم الأدبي، وآلية التواصل بينه ودور النشر، وكيف يعمل على تطوير أدواته للخروج بأفضل الأغلفة، وطقوسه أثناء العمل.
- بداية.. كم عدد الأغلفة التي قمت بتصميمها هذا العام؟
صممت أغلفة لـ35 كتابا، بالتعاون مع 6 دور نشر مصرية.
- حدثنا عن أبرز كُتبك في معرض الكتاب؟
غلاف "ألبومات عمر طاهر الساخرة" للكاتب عمر طاهر، و"مُر مثل القهوة، حلو مثل الشوكولا" لميرنا الهلباوي، و"كتالوج الحب" لغادة كريم، و"سلسلة روايات المجهول إكس" لخالد أمين، و"صائد الموتى" لمحمد إبراهيم محروس، و"قواعد جارتين" لعمرو عبدالحميد، و"ميلانوفيا" لأحمد الجلاد، و"سكن" لريهام حلمي"، والطبعة الجديدة من رواية "سارة" للكاتب الكبير عباس العقاد.
- كيف تستعد لهذا الموسم الثقافي الهام؟
أبدأ مبكراً، قبل المعرض بـ6 أشهر، لكن هذا لا يمنع ازدياد ضغط العمل في الشهر الأخير، خاصة بسبب رغبة دور النشر في اللحاق بالمطابع.
- هل تضطر لعمل "معسكر مغلق" في تلك الفترة؟
أقضي أغلب الوقت في مكتبي، وأضطر في أيام كثيرة إلى المبيت حتى أتمكن من تسليم الأغلفة في الموعد المُحدد، وخلال تلك الفترة التقي أصحاب دور النشر والمؤلفين لمناقشة التفاصيل الأخيرة للأغلفة والاتفاق على الشكل الأمثل لها.
- وما أبرز الصعوبات التي تواجهك في معرض الكتاب؟
أغلبها متعلق بعامل الوقت، عدد من أصحاب دور النشر يرسلون لي الأعمال في وقت متأخر، لذا أخوض سباقاً شرساً مع الزمن من أجل اللحاق بمعرض الكتاب.
- ما الذي يدفعك لقبول كتاب بعينه من أجل تصميمه؟
المحتوى هو ما يجذبي للعمل بحماس، وعند شعوري بأن المحتوى غير جيد أرفض فوراً.
- هل تقرأ كافة الكتب التي تضع لها الأغلفة؟
أقرأ الكتب كاملة، لكن أحياناً أكتفي بملخص عن الكتاب أو أتصفحه كقراءة سريعة نظراً لضيق الوقت.
- ما آلية التعامل مع دور النشر والمؤلفين؟
في حالة وجود أعمال جديدة داخل دور النشر، ولديهم رغبة في مشاركتي بتصميم الأغلفة، يتواصلون معي، وبعد الموافقة نتفق على وقت التسليم، وعلى الفور أعمل على وضع تصور للغلاف، ثم تطويره حتى نصل إلى الشكل النهائي بموافقة ثلاثية، بيني وبين الناشر والكاتب.
- إلى أي مدى تعتقد أن أغلفة الكتب تسهم في التسويق لها وانتشارها؟
غلاف الكتاب يسهم في بيعه بنسبة أكثر من 40%، لأنه يمنحك الانطباع المبدئي عن المحتوى، لذلك يكمن نجاح المُصمم في قدرته على لفت انتباه القارئ، لدفعه إلى اتخاذ قراره بشأن الشراء من عدمهن وأعتقد أن هناك عددا كبيرا من الكتب ظلمت بسبب سوء الأغلفة والعكس صحيح.
- بدأت مسيرتك في 2009.. كيف ترى اختلاف أعمالك بين الماضي والآن؟
عندما أضع أعمالي الأولى والحالية أمامي، أشعر أن الأغلفة مؤخراً صارت أكثر نضجاً، في البداية كانت سطحية، ركزت فقط على ربط اسم الكتاب بالغلاف، وفي فترة أُخرى انصب اهتمامي على وضع أسلوب خاص لأعمالي عن طريق تيمة الألوان المبهجة الزاهية ومعظمها تعتمد على الكولاج والرسم، لأنني في الأصل فنان تشكيلي، لكن أدركت أنه أسلوب غير مناسب، لأن الفن التشكيلي يختلف عن تصميم الجرافيك، لأن الغلاف لا بد أن يشبه روح الكتاب وليس المُصمم، لذلك أستخدم الآن تقنيات مختلفة.
- كيف تعمل على تطوير أدواتك وفنك؟
أعتمد في المقام الأول على متابعة الأعمال الفنية الجديدة باستمرار، خاصة العالمية، أُخصص 3 ساعات يومياً لهذا الأمر، لأن التصميم يُشبه الموضة، مع الزمن تختلف الأذواق، لذلك يجب أن يتحلى المُصمم بالمرونة لتجربة الجديد وتغيير أساليب العمل حتى لا يقف في مكانه.
- هل لديك طقوس مُحببة أثناء العمل؟
لا يمكنني العمل في أجواء هادئة، لذلك لا بد من تشغيل التلفزيون أو المذياع حتى أتمكن من التركيز.
- ما أكثر الأشياء التي تهتم بها في أغلفتك؟
أن يمنح القراء انطباعا حقيقيا عن محتوى الكتاب، حتى يثق الجمهور في الأغلفة، وأعتقد أن أي عنصر في الكتاب يساعد في هذا الانطباع، الألوان والخطوط وعلاقة الكتلة والفراغ وشكل الصور وأسلوب الرسم وغيرها، هذا يعطي القارئ فكرة عن طبيعة الكتاب.
- قد نرى قريباً معرضاً لأهم الأغلفة التي صممتها؟
تلك فكرة واردة، لكن ما يزال الوقت مبكراً لتنفيذها.