بعد ضجة دراسة معبد الكرنك وفيضان النيل.. خبير: إعادة تدوير لحقائق معروفة (خاص)

انتقد المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع ما أسماه "الخداع" الذي تمارسه بعض الدراسات الأجنبية، ومنها الدراسة الخاصة بمعبد الكرنك.
واكتسبت الدراسة على المعبد الشهير بالاقصر، والتي أجراها باحثون من جامعتي أوبسالا بالسويد وساوثهامبتون بإنجلترا، ونشرت بدورية " العصور القديمة"، زخمًا كبيرًا، بعد أن زعم معدّوها أنهم اكتشفوا حقائق جديدة حول تاريخ إنشاء المعبد وعلاقته بفيضان نهر النيل.
غير أن الشماع يرى أن هذا الزخم «غير مستحق»، لأن ما أثبتته الدراسة من خلال تحليل العينات معروف منذ زمن بعيد.
وحلّل الباحثون أصحاب الدراسة 61 عينة من رواسب الكرنك وعشرات الآلاف من القطع الفخارية لتحديد أن المنطقة كانت، قبل نحو 2520 قبل الميلاد، تغمرها مياه النيل سريعة الجريان، مما جعلها غير صالحة للاستيطان الدائم.
وتشير النتائج إلى أن أقدم دلائل السكن تعود إلى عصر الدولة القديمة (حوالي 2300–1980 ق.م)، حيث نشأ المعبد فوق جزيرة طبيعية من مرتفع رملي تشكّلت بين فرعين قديمين للنيل. ومع مرور القرون تغير مسار النهر، مما أتاح توسّع المعبد تدريجيًا.
ويقول الشماع: «فكرة أن هناك حياة مأهولة تعود لعصر الدولة القديمة ليست جديدة، فالأقصر تزخر بآثار تشير إلى حياة مأهولة أقدم من ذلك بكثير، تمتد إلى عصر ما قبل التاريخ – أي قبل نحو نصف مليون عام على الأقل. لذلك ليس من الاكتشاف أن نعرف أن المنطقة كانت مأهولة في عصر الدولة القديمة، لأن ذلك مثبت بالآثار الموثقة في كتب عالم المصريات الشهير كينت ويكس».
أما فيما يتعلق بعلاقة البناء بنهر النيل، فيوضح الشماع أن مياه النيل كانت تغمر في موسم الفيضان طريق الكباش، الذي يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، وهو ما تؤكده دلائل أثرية متمثلة في مناظر على الجدران تُظهر الكهنة وهم يحملون القارب المقدّس الذي يعلوه تمثال المعبود، إلى جانب المكان داخل المعبد الذي كان يوضع فيه القارب.
كما أن الأعمدة البالغ عددها 134 عمودًا في الطريق اتخذت شكل النباتات والزهور في إشارة رمزية إلى المياه التي كانت تغمر الطريق.
وانطلاقًا من ذلك، يخلص الشماع إلى القول: «لم أجد نتيجة مفاجئة في تلك الدراسة، وربما الفائدة الوحيدة أنها أثبتت بالعينات ما نعرفه من النصوص والشواهد الأثرية. وكان الأجدر الترويج لهذا الجانب، لا لفكرة أنها كشفت معلومات جديدة غير معروفة».