لماذا فشل كارتر في رأب الصدع بين بغداد وأنقرة؟
وزير الدفاع الأمريكي فشل في تهدئة الأزمة بين تركيا والعراق، بعد إصرار أنقرة على المشاركة في معركة تحرير الموصل.
فشل آشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي في تهدئة الأزمة بين تركيا والعراق، بعدما زار البلدين مؤخراً، حيث تصاعد التوتر بين بغداد وأنقرة بعد إصرار الأخيرة على المشاركة في معركة تحرير الموصل، رغم معارضة الحكومة المركزية العراقية، فيما طرح مراقبون سؤالاً حول مستقبل العلاقات بين البلدين.
ورفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضاً تركياً للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على الموصل من تنظيم داعش عقب اجتماعه مع كارتر، السبت، في بغداد.
ويثير الإصرار التركي للمشاركة في تحرير الموصل تساؤلات عن النية الفعلية لأنقرة إن كانت سياسية وجغرافية لحماية حدودها وتأمين النزوح المتوقع لمليون مدني من الموصل، أم لها مطامع اقتصادية وتوسعية تجعل من زيارة كارتر خيبة أمل في إصلاح الوضع.
بينما يرى مراقبون سياسيون أن رفض العبادي لا مبرر له، فمن لا يحتاج مساعدة جيش قوي بإمكانه أن يختصر المدة المتوقعة لتطهير الموصل ويخفف من تكلفة المعركة؟ خاصةً وإن تم الاتفاق ببنود مشروطة حول مدة بقاء القوات التركية، وأماكن تواجدها ومهامها المحدودة.
أما بشأن كارتر، فلم يقدم أي جديد في الزيارة التي فشلت بسبب العهود التي لطالما عرفت أمريكا بعدم التزامها بها منذ غزو العراق 2003، والتي يرمي إليها المحللون بأنها السبب الرئيسي والأول في تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، إضافةً أنه تعامل مع الوضع بشكل متناقض، حينما أعلن تارة تأييده لقرار العراق واحترام سيادتها برفض أي تدخل أجنبي على أراضيها، وتارة أخرى وقف مع أردوغان متفهماً حاجة بلاده للدفاع عن حدودها ضد أي تهديد يشكل خطراً عليها.
يشار إلى أن تركيا على خلاف مع الحكومة المركزية العراقية بشأن المشاركة في معركة الموصل، رغم تواجد قواتها في معسكر "بعشيقة" قرب المدينة، حيث تقوم بتدريب البيشمركة الكردية، ودائماً ما تعلق بشأن السماح لميليشيات الحشد الشعبي المحسوبة على إيران المشاركة في المعركة.
وزار كارتر تركيا قبل أن يتجه إلى بغداد للاطلاع على سير المعارك في الموصل، واتفق مبدئياً مع الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن مشاركتها في المعركة الجارية، موضحاً أنهم لابد أن يتلقون موافقة من الجانب العراقي، الذي حسم أمره بالرفض التام لأي حضور تركي في المعركة.
وتعد الموصل أكبر مدينة عراقيةوضع التنظيم الإرهابي يده عليها، وتمتلك رمزية كبيرة فضلاً عن موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يجعلها محل اهتمام القوى الإقليمية والدولية، وانطلقت معركة تحريرها في 17 أكتوبر الجاري بمشاركة العديد من التشكيلات العسكرية، منها الحشد الوطني والبيشمركة والحشد الشعبي والقوات الخاصة وفرقة مكافحة الإرهاب.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز