جحيم الحرب في السودان.. الأمطار تفاقم مأساة النازحين (صور)
معاناة إنسانية يعيشها الهاربون من جحيم الحرب بمدينة كسلا شرقي السودان، إثر تساقط الأمطار والنقص الحاد في الغذاء والدواء.
وشهدت مدينة كسلا خلال الساعات الماضية، أمطارا غزيرة، مصحوبة ببرق ورعد ورياح قوية.
واجتاحت مياه الأمطار الغزيرة التي استمرت لأكثر من 6 ساعات، مخيمات النازحين، وخلفّت أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد مع شلل كامل للحياة اليومية، وتوقف حركة المواصلات العامة والسيارات الخاصة.
وامتلأت الشوارع بالمياه، دون تدخل سريع من الجهات الرسمية والشعبية لتصريف المياه التي غطت الشوارع والميادين العامة.
وناشدت غرفة طوارئ شباب مدينة كسلا، أصحاب "طلمبات الشفط" بالتوجه فورا إلى مراكز إيواء النازحين بالمدرسة الصناعية، والهيكل الخرساني/ عمر الحاج موسى، والمستشفى المرجعي، للمساعدة في تصريف مياه الأمطار.
كما ناشدت غرفة الطوارئ الجميع بتوفير الملابس والأغطية خاصة ملابس الأطفال.
ويستمر موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وتهطل عادة أمطار غزيرة في هذه الفترة.
معاناة إنسانية معقدة
يقول أسامة التاج (46 عاما) إن الأمطار الغزيرة غمرت مخيمات النازحين بمدينة كسلا، ما أدى إلى مضاعفة المعاناة الإنسانية.
وأوضح التاج في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن مياه الأمطار تسببت في تدهور البيئة، والناس تخشى تفشي الأمراض والأوبئة.
وتقول النازحة منال عبدالله، (25 عاما)، إن مخيمات النزوح تعاني نقصا كبيرا في الغذاء والدواء والأغطية وملابس الأطفال، مشيرة إلى أن مياه الأمطار غمرت مراكز الإيواء بشكل كامل، والمعاناة الإنسانية فوق طاقتنا".
ويقول هيثم الأمين (51 عاما) إن مياه الأمطار غمرت المساحات كلها، والأغراض الشخصية ومواد الغذاء أصابها بعض التلف.
وأوضح أن الوضع يتطلب تدخلا عاجلا من السلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الإنسانية المتمثلة في الغذاء والدواء والملابس.
ووصل آلاف النازحين إلى مدن القضارف، وحلفا الجديدة، وكسلا، شرقي السودان، بعد اجتياح قوات "الدعم السريع" مؤخرا القرى والمدن في ولايتي الجزيرة وسنار.
ويقول الناشط في مجال حقوق الإنسان معمر يوسف إن الأمطار الغزيرة التي تشهدها مدينة كسلا تحتاج إلى تضافر الجهود لدرء الكارثة وتخفيف المعاناة عن كاهل النازحين.
وأوضح يوسف أن مراكز الإيواء بمدينة كسلا تواجه حاليا صعوبات في تصريف المياه، وتوفير الغذاء والدواء.
أسوأ أزمة إنسانية
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.
وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA= جزيرة ام اند امز