مكارثي والمطرقة.. هل تمنحه "التنازلات" رئاسة النواب الأمريكي؟
لليوم الثالث على التوالي، لم ينجح مجلس النواب الأمريكي في اختيار رئيس جديد له، حيث لم يتمكن المرشح الأوفر حظا كيفن مكارثي في الحصول على الأغلبية المطلوبة.
ومع استمرار المعركة على "المطرقة"، أصبحت الآن أطول منافسة على رئاسة المجلس خلال 164 عاما.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن كل جولة تصويت فاشلة تزيد الضغط على مكارثي لإنهاء ذاك الجمود، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من انتزاع رئاسة المجلس مع تزايد صعوبة الوضع بالنسبة لآفاقه السياسية المستقبلية.
وحتى بعد اقتراح تنازلات كبيرة لخصومه المحافظين المتشددين، الأربعاء، لم يتمكن الجمهوري من ولاية كاليفورنيا في تأمين الـ218 صوتا التي يحتاجها للفوز بالمطرقة.
وكلما طال أمد تلك المعركة كلما ازدادت صعوبة الوضع على مستقبل مكارثي عبر مزيد من الانشقاقات وفقدان الثقة بقائد الحزب الجمهوري.
وقال مكارثي بعد تأجيل المجلس، الخميس، إنه تم إحراز تقدم في المفاوضات، دون تحديد "جدول زمني" بشأن توقيت حصوله على الـ218 صوتا.
وتواصلت المحادثات بين الجمهوريين، بينما تأمل الأغلبية الجمهورية في إيجاد سبيل للمضي قدما، ويدفع المفاوضون بين حلفاء مكارثي وخصومه للتوصل إلى اتفاق في محاولة لإظهار تقدم.
وبدأ الصبر ينفد بين المشرعين وازداد استياء المعتدلين بشأن التنازلات، التي يعتقدون أنها قد تصعب على الأغلبية الجمهورية الجديدة الحكم بشكل فعال، بالرغم من أنهم سيقبلونها على الأرجح.
وتمسك مكارثي بموقفه، الخميس، في مواجهة الرياح المعاكسة الشديدة، قائلًا إنه سيواصل مواجهة المعارضة حتى يتوصل إلى اتفاق مع منتقديه، وقال لشبكة "سي إن إن" "سيسير الأمر بهذه الطريقة حتى التوصل إلى اتفاق، الأمر أسهل إذا تمكنا من التوصل جميعا لاتفاق معا".
ولدى سؤاله عن المرحلة التي سيدرك فيها أن النتيجة لن تتغير، قال مكارثي: "بعدما أفوز".
خطوط عريضة
وفي سلسلة من التنازلات التي نقلتها "سي إن إن" أولا، مساء الأربعاء، وافق مكارثي على اقتراح تغيير في القواعد من شأنه أن يسمح لعضو واحد بالدعوة إلى تصويت على الإطاحة برئيس مجلس النواب، حسب مصدرين مطلعين على المسألة.
وكان مكارثي اقترح في البداية أن تكون العتبة خمسة أعضاء، وهو أقل من العدد الذي تحدده القواعد الداخلية والتي تتطلب دعوة نصف الجمهوريين لمثل هذا التصويت.
وقالت مصادر جمهورية إنه حتى وإن تمت الموافقة على عروض مكارثي، لا تزال لن تمنحه الـ218 صوتا التي يحتاجها ليصبح رئيسا للمجلس. وفي حين قد تجتذب تلك التنازلات مزيدا من الدعم، أثار خصوم آخرون مخاوف مختلفة لم يتم تناولها كليا بعد.
من جانبها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الخطوط العريضة للاتفاق الذي قد يجعل القائد الجمهوري كيفن مكارثي رئيسا لمجلس النواب بدأت في الظهور بعد ثلاثة أيام مرهقة و11 جولة تصويت فاشلة في عرض سياسي لم ير منذ مائة عام، لافتة إلى أن الأمر ترك الجمهوريين في حالة اضطراب وكشف مجددا هشاشة الديمقراطية الأمريكية.
ويتركز الاتفاق الذي عرضه مكارثي على معارضيه من تكتل الحرية المحافظ وآخرين حول تغيير القواعد الذي يسعون إليه منذ شهور. ومن شأن تلك التغييرات تقليص سلطة مكتب رئيس المجلس وتعطي المشرعين العاديين نفوذا أكبر في صياغة التشريعات وإقرارها.
تكلفة "المطرقة"
وحتى إذا تمكن مكارثي من تأمين الأصوات التي يحتاجها، سيبرز كرئيس مجلس ضعيف، بالنظر إلى أنه تخلى عن بعض سلطاته، ويتركه معرضا باستمرار لخطر تصويت معارضيه على الإطاحة به. لكن ربما يمنحه الأمر أيضًا جرأة باعتبار أنه ناج من أحد المعارك الشرسة على المطرقة في التاريخ الأمريكي.
وقال الديمقراطيون إنه حان الوقت للتعامل بجدية. وأضاف الديمقراطي من كولورادو، جو نيغوز: "مجلس النواب المقدس يحتاج إلى قائد"، مرشحا زعيم حزبه حكيم جيفريز رئيسا للمجلس.
واعتبر تحليل نشرته "واشنطن بوست" أن مكارثي يقدم العديد من التنازلات تحت مسمى إنقاذ حملته الرازحة لرئاسة مجلس النواب.
وبحسب التحليل، رضخ الرئيس المحتمل للمجلس إلى رغبة تكتل الحرية من خلال سلسلة من التنازلات الكبيرة، بالرغم من عدم وجود أدلة كافية على أن يغير ذلك رأي عدد كاف من الأعضاء، أو أي عضو حقا.
وصوت 21 جمهوريا ضد مكارثي في الجولات السابعة والثامنة والتاسعة، الخميس، نفس عدد جولات يوم الأربعاء، بالرغم من حديث حلفاء الزعيم الجمهوري عن إحرازهم تقدما.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تنازلات مكارثي لن تؤثر سلبا فحسب على داعميه ورؤيتهم في مجلس النواب، لافتة إلى أن حلفاءه على ما يبدو بدأوا يسألون أنفسهم عما ستعنيه كل هذه التنازلات بقدرتهم على تحقيق أهدافهم.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز