خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول وفاتح العراق والشام
الصحابي الجليل خالد بن الوليد يلقب بـ"سيف الله المسلول"، واشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين.
كان قائدا عسكريا مغوارا ومحنكا في الجاهلية والإسلام، ولم يُهزم في أي معركة سواء مع المسلمين أو حتى ضد المسلمين قبل إسلامه، إنه الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله من بني مخزوم من قريش، الذي كان سبب تحويل مسار معركة "أُحد" سنة 3 هـ ضد المسلمين وهزيمتهم، عندما التفّ حول جبل الرّماة وأطبق على المسلمين من الخلف.
لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"سيف الله المسلول"، وكان طويلا وذا بنية كبيرة ولحية كثيفة، وكان شبيها بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
واشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر، وشارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة "مؤتة" وفتح مكة.
اعتنق خالد بن الوليد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، بينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في عام 7 هـ، وفقا للاتفاق الذي أُبرم في صلح الحديبية، أرسل الرسول إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: "ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره" فأرسل الوليد إلى خالد رسالة يدعوه فيها للإسلام.
وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك، ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه إلى ذلك، وبينما هما في طريقهما إلى يثرب، التقيا عمرو بن العاص مهاجرا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".
فلما وصل إلى المدينة المنورة، قصّ خالد على أبي بكر رؤيا رآها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".
وقاد خالد جيش المسلمين في معركة مؤته بعد استشهاد كلّ من زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وجعفر الطيار، وتحقّق الانتصار على يده، حيث عمل على تغيير مقدمة الجيش وميمنته، فجعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة، ثم جعل سرية من الجيش تأتي من بعيد كأنها مدَد قادم للمسلمين، وبهذا استطاع أن يربك جيش الروم ويجعلهم يعتقدون أن هناك مددا قدم للمسلمين، ودبّ الرعب في قلوبهم، وانسحب بالجيش من المعركة بأقلّ الخسائر وعاد بهم إلى المدينة المنوّرة.
عُرف خالد بن الوليد ببراعته في إدارة الحروب وبحنكته التي يسيّر بها الحروب بين المسلمين والمشركين، وكان قبل إسلامه أحد أهم الأسباب في خسارة جيش المسلمين، وكان ذلك في غزوة أحد، وذلك بعدما انشغل بعض من جنود الجيش في الإسلام بجمع الغنائم الموجودة بعدما ظنوا أنهم قد فازوا بتلك الحرب، وقد رآهم خالد بن الوليد والتف من حول جبل الرماة وصعد عليه وانقض على المسلمين فاستشهد عدد كبير منهم.
وفي يوم 18 رمضان عام 21 هـ توفي خالد بن الوليد، فحزن عليه المسلمون حزنا شديدا، وطلب رجل من عمر بن الخطاب أن ينهي نساء قريش عن البكاء، فقال عمر له: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله؟!".
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز