حدث في رمضان.. وفاة خالد بن الوليد "سيف الله المسلول"
في يوم 18 من رمضان عام 21 هـ توفي خالد بن الوليد، فحزن عليه عمر بن الخطاب والمسلمون حزنا شديدا.
في يوم 18 من رمضان عام 21 هـ توفي خالد بن الوليد، فحزن عليه عمر والمسلمون حزنا شديدا، فطلب رجل من عمر بن الخطاب أن ينهي نساء قريش عن البكاء، فقال عمر له: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله؟!"، وقد مات في حمص بسوريا ودفن فيها".
نبذة عن خالد بن الوليد
اسمه خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله من بني مخزوم من قريش، ولد في مكة، وكان قائدا عسكريا مغوارا ومحنكا في الجاهلية وفي الإسلام، فهو القائد الذي لم يهزم في أي معركة سواء مع المسلمين أو حتى ضد المسلمين قبل إسلامه، وكان سبب تحويل مسار معركة أحد سنة 3 هـ ضد المسلمين وهزيمتهم، عندما التفّ حول جبل الرّماة وأطبق على المسلمين من الخلف، وقد لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"سيف الله المسلول"، وكان طويلا وذا بنية كبيرة ولحية كثيفة، وكان شبيها بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
إسلامه وغزواته:
قَدِم خالد بن الوليد ومعه رفيقاه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة إلى المدينة المنوّرة ليعلنوا إسلامهم وكان ذلك بعد صلح الحديبية، في الأول من صفر في السنة الثامنة للهجرة، وعند قدومه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير"، وبعدها بايع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد الشهادتين معلنا إسلامه، وقد استغفر له الرسول لما حدث منه قبل الإسلام، وقال له: "الإسلام يجُبُّ ما قبله"؛ أي يمحو ما كان قبله من الكفر والذنوب.
شارك خالد بن الوليد في معركة مؤتة في البداية كجندي عادي، ولكن بعد استشهاد كلٍّ من زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر الطيار، وهم قادة المعركة الذين عيّنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعركة مؤتة، اختار المسلمون خالد بن الوليد ليكون قائدا لهم وليكمل هذه المعركة، وقد قاد جيش المسلمين في هذه المعركة إلى بر الأمان وتحقّق الانتصار على يده، حيث عمل على تغيير مقدمة الجيش وميمنته، فجعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة، ثم جعل سرية من الجيش تأتي من بعيد كأنها مدَد قادم للمسلمين، وبهذا استطاع أن يربك جيش الروم ويجعلهم يعتقدون أن هناك مددا قدم للمسلمين، ودبّ الرعب في قلوبهم، وانسحب بالجيش من المعركة بأقلّ الخسائر وعاد بهم إلى المدينة المنوّرة.
شارك خالد بن الوليد أيضا في معارك الردّة واستطاع القضاء على الفتنة التي حدثت في هذه المعارك، وشارك في الحروب ضد الفرس وانتقل من حدود فارس إلى حدود الروم شمالا قاطعا الصحراء، وأتى نهر اليرموك واستطاع الانتصار في معركة اليرموك، فهزم الروم ودخلت سوريا كلها في الدولة الإسلامية والإسلام.
وفاته
لمّا حضرته الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"، وتوفي في يوم 18 من رمضان عام 21 هـ في حمص بسوريا ودفن فيها، وشُيِّد بالقرب من قبره جامع حمل اسمه".