لم يكن يوم الجمعة الموافق 13 مايو الجاري يومًا عاديًا في سنة ٢٠٢٢م، ففيه خيّم الصمت، وعمَّ الحزن ونعى العالم فقد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي فُجع العالم بفقده..
وتفرغت وكالات الأنباء العربية والإقليمية والدولية لنعيه، فهو من وقف بجانب القضايا الإنسانية، وأسهم في دعم الاستقرار والسلم، وهو أحد رموز الأمتين العربية والإسلامية، وهو واحد من الذين حولوا مجرى التاريخ، وارتقوا بنهضة بلادهم وتحقيق تطلعات شعوبهم، فقد نقل الإمارات من الثرى حتى الفضاء، فحقق للشعب الإماراتي أفضل درجات العيش الكريم، وأصبح في عهده من أكثر شعوب العالم رفاهية مقرونةً بالعلم والمعرفة، وباتت البلاد معه مركزًا للمبادرات التنموية.
لهذا لا نستغرب تنكيس الأعلام ونعيه في وسائل الإعلام، فقد كرَّس جهده طوال فترة رئاسته داعمًا لقضايا الشعوب، مُقدمًا المساعدات الخارجية لدول العالم، مستشعرًا مسؤولية بلاده تجاه شعوب العالم، حتى غدت الإمارات موطنًا للتسامح والتعايش، فقد انفتحت على العالم الخارجي، وعززت علاقاتها مع القوى الدولية، وأصبحت في عهده منارة لنصرة القضايا العربية.
أجمع العالم على حب خليفة، فمنذ توليه قيادة سفينة الإمارات في 3 نوفمبر 2004م. سار على نهج والده القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- مستكملًا مسيرة البناء والعطاء والرخاء والازدهار، فكان خير خلف لخير سلف في نشر السلام والعلم والمعرفة والمساعدات الإنسانية، وممهدًا الطريق نحو توطيد العلاقات الخليجية، وتعميق روابط دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها.
وختامًا.. خالص العزاء وصادق المواساة للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة حكومةً وشعبًا، فبرحيل الشيخ خليفة فقدت الأمتان شخصية متفردة في التواضع والحكمة وداعمة للسلام والاستقرار، وإن عزاءنا هو تولي أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مقاليد الحكم، بعد انتخابه من المجلس الأعلى رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة.
فاللهم وفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وخذ بيده لخدمة الإسلام والمسلمين، وارحم الشيخ خليفة، وأسكنْه الفردوس الأعلى، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان، وإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة