جاء إعلان المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة عن انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة بإجماع أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام دولة الإمارات..
بناء على أحكام الدستور وضوابطه، ليؤكد ويدعم الاستمرارية والاستقرار الذي بات يرمز إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي كانت مرحلة حكمه طوال 18 عاماً عنواناً بارزاً للتمكين لمشروع بناء دولة الإمارات التي عمل على تأسيسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، بمعية ومشاركة إخوانه من شيوخ الدولة الفتية الفخورة بتاريخها والمتحكّمة بحاضرها والواثقة بمستقبلها.
تبدأ الإمارات إذًا، مرحلة جديدة وحاسمة في تاريخها الوطني ستكون بمثابة استمرارية وتجسيد لكل المشاريع الكبرى التي دشّنتها القيادة السياسية للبلاد، والتي تمس مختلف القطاعات التنموية والاستراتيجية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
فبالنسبة للتنمية المحلية ستظل الإمارات خلال العقود المقبلة، محطة مفصلية لأبرز الإنجازات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، وستشهد مزيداً من التقدم في تعزيز دور المرأة في القيادة والتسيير في تجسيد كل تطلعات المواطن الإماراتي، إضافة إلى توطيد مكانة البحث العلمي والتقني، لا سيما في مجال الفضاء والثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وهي قطاعات قدمت وما زالت تقدم بشأنها القيادة السياسة على مستوى المجلس الأعلى للاتحاد، كل الإمكانيات البشرية والمادية من أجل السماح للإمارات بتبوؤ مراكز متقدمة على المستوى العالمي.
ويمكن القول في هذه العجالة، إن الاستمرارية التي ستسم مسيرة الإمارات بميسمها خلال المرحلة المقبلة من حكم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليست فقط استمرارية لبناء مؤسساتي مستقر ومزدهر يشهد له العدو قبل الصديق، وإنما هي أيضاً استمرارية لعطاء على مستوى شخصية متفردة وفذة أعجب بذكائها وبكفاءتها كبار قادة العالم في مذكراتهم وتصريحاتهم، وكانت مثار إشادة وثناء من قبل العديد من المؤسسات الدولية، من منطلق أنها شخصية استطاعت أن ترسّخ مواهب وتراكم خبرات على مختلف الصعد، وبخاصة بعد أن أصبحت القوات المسلحة الإماراتية تتمتع، بفضل حنكة سموه، باحترام وتقدير كل الجيوش في العالم، جراء التجربة المتميّزة التي راكمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ توليه قيادة القوات الإماراتية التي شاركت في معركة تحرير الكويت.
ويجمع المراقبون لشؤون منطقة الخليج على أن انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات، سيسهم في استقرار المنطقة، نظراً لعلاقته الأخوية الوطيدة بأمراء وملوك دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويذهب هؤلاء المراقبون إلى أن التحديات التي تواجهها دول الخليج ستتم إدارتها بكفاءة واحترافية خلال المرحلة المقبلة، بناء على قاعدة التشاور والتوافق بين كل أعضاء المجلس.
أما على المستوى الدولي، فإن صاحب السمو رئيس الدولة، يمتلك معرفة دقيقة وعميقة بأهم الملفات المتعلقة بالعلاقات الدولية، فقد قاد وفد الإمارات في العديد من المحافل الدولية، وله ما يكفي من الخبرة ليجنّب بلاده والمنطقة العربية برمتها، تبعات التحولات الجيوسياسية الخطِرة التي يشهدها العالم، لذلك فإننا نُلفي على المستوى العالمي تنويهاً كبيراً بالسياسة الخارجية للإمارات التي استطاعت أن تنسج علاقات متوازنة مع الدول الكبرى، لا سيما مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، ولم تفرّط على الرغم من كل الضغوط التي مورست عليها في مصالحها الوطنية والقومية.
ونخلص في الأخير إلى أن الرقي والنضج الحضاري الذي بلغته دولة الإمارات، والذي يمثل انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أحد أبرز محطاته التي عبّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقوله: "محمد بن زايد هو ظل زايد وامتداده فينا ومؤسّس مئوية دولتنا"، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك نضج وتطور المؤسسات السيادية لدولة الإمارات التي استطاعت أن تحقق انتقالاً سلساً للسلطة، بات من الصعب في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية أن نجد مثيلاً له حتى في أعرق الديمقراطيات الغربية، بعد أن شهدت أمريكا قلعة الديمقراطية الغربية، انتقالاً سياسياً عاصفاً في عهد الرئيس بايدن.
نقلا عن صحيفة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة