مع استمرار الاحتجاجات.. مستشار خامنئي يعترف بخسارة "معركة الإعلام"
اعترف اللواء رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، مساء الأربعاء، أن بلاده خسرت حرب الإعلام في احتجاجات مهسا أميني.
وقال اللواء رحيم صفوي، في كلمة له خلال ندوة بطهران: "لقد خسرنا الحرب وحرب الفضاء الافتراضي في الاحتجاجات الأخيرة، ويجب أن ندافع عن أنفسنا ضد الخوارزميات القادرة على تحديد من هو عرضة لقبول المحتوى المرسل ومن يرغب في إعادة نشر هذا المحتوى".
- بعد إطلاق نار واشتباكات.. "احتجاجات مهسا" تطيح بمحافظ إيراني
- سماع دوي أصوات مجهولة المصدر جنوبي إيران
كما زعم اللواء صفوي أنه "تم تشكيل جبهة موحدة بقيادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي و(إسرائيل) وحتى بعض الإيرانيين في الخارج ضد إيران بهدف إسقاط النظام، و في هذا الصدد، فإن السكان المستهدفين هم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا".
واعتبر مستشار خامنئي أن "الشبكات الاجتماعية والتقدم التكنولوجي أصبح خطراً يهدد إيران ما لم يتم فرض رقابة شديدة عليه".
وتابع: "اليوم انتهى وقت الحرب العسكرية وحان وقت الحرب الإلكترونية"، مضيفا: "الشبكات الاجتماعية والتقدم التكنولوجي الذي يمكن في غضون دقائق قليلة أن يوزع الكثير من المعلومات على مليارات الأشخاص، أصبح تهديدًا اجتماعيًا وأيديولوجيًا".
واستطرد: "بناءً على ذلك، يتعين علينا الدفاع عن أنفسنا ضد الخوارزميات القادرة على تحديد من هو عرضة لقبول المحتوى المنشور ومن يرغب في إعادة نشر هذا المحتوى".
وأشار اللواء صفوي إلى أن "السكان المستهدفين هم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا؛ لأن هؤلاء الأشخاص يشكلون 70٪ من سكان إيران".
وتابع: "لهذا السبب يجب مضاعفة استعدادنا للهجوم في الحرب الإعلامية والمعرفية والخروج من وضع الدفاع في هذه الحرب".
استمرار الاحتجاجات
وفي إطار استمرار الاحتجاجات، قامت 20 منظمة نقابية ومدنية مستقلة داخل إيران بتجميع ونشر "ميثاق الحد الأدنى من المطالب" وسط تأكيد على استمرارها بالتظاهر.
وكان من بين الموقعين على هذا الميثاق نقابات عمالية مستقلة ومنظمات مدنية نظمت احتجاجات نقابية واسعة النطاق في إيران في السنوات الأخيرة.
وضمت المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمزارعين الإيرانيين، ونقابة المتقاعدين، ومركز المدافعين عن حقوق الإنسان، واتحاد عمال إيران الحر، ونقابة عمال شركة نيشكار هفت تبه، واتحاد المنظمات الطلابية للطلاب المتحدين، ومجلس تنظيم احتجاجات عمال عقود النفط، ومنظمة بيدرزاني من بين المنظمات التي وقعت على هذا الميثاق.
وكتبوا في جزء من بيانهم أن "حركة الاحتجاج الأخيرة في إيران كانت تهدف إلى إنهاء تشكيل أي سلطة من الأعلى إلى الأبد وبدء ثورة اجتماعية وحديثة وإنسانية لتحرير الناس من جميع أشكال القهر والتمييز والاستغلال والاستبداد والدكتاتورية".
وصدر ميثاق المنظمات المدنية داخل إيران بينما عقد 8 من أعضاء المعارضة في وقت سابق اجتماعا خارج البلاد وقالوا إنهم يعتزمون إعداد "ميثاق تضامن وتنظيم" لإيران.
وهذه المؤسسات داخل إيران وتعرض العديد من النشطاء فيها لضغوط واعتقال واستدعاء من قبل السلطات الأمنية والقضائية للحكومة في السنوات الماضية.
وفي الأسابيع الماضية وبالتزامن مع الاحتجاجات التي أعقبت الشابة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية، نشر ناشطون سياسيون ومدنيون وطلبة في السجون رسائل وبيانات تشير إلى عدم فاعلية الإصلاحات في الحكومة، وتوقعوا عودة الاحتجاجات ورغبة غالبية الشعب الإيراني بـ"تغيير النظام".
وخلال 4 أشهر من الاحتجاجات على مستوى البلاد، طالب المتظاهرون في شوارع إيران بتغيير النظام السياسي.
وفي هذه الاحتجاجات الحاشدة قُتل ما لا يقل عن 500 شخص واعتقل ما لا يقل عن 19 ألفا آخرين، فيما أعدمت السلطات 4 من المتظاهرين.