باستخدام "أسلوب النبي محمد".. خامنئي يكشف خطة التعامل مع المتظاهرين
مع استمرار وتيرة الاحتجاجات في إيران للأسبوع العاشر، ووسط فشل السلطات المحلية في قمعها، حاول المرشد الإيراني الدخول على خط المظاهرات.
فبينما ترفع الاحتجاجات شعار إسقاط النظام وهتافات منددة بالمرشد، كشف علي خامنئي عن خطة التعامل مع المتظاهرين الذين يزدادون يوما تلو الآخر.
تلك الخطة قال عنها المرشد الإيراني علي خامنئي، إنها مستنبطة من "أسلوب النبي محمد"، مشيرًا إلى أنها تتضمن تصنيف المتظاهرين إلى فئتين، أولهما من لم يرتكب "جريمة"، وثانيهما من فعل ذلك.
طريقتان للتعامل
وقال خامنئي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن أسلوب السلطة القضائية في التعاطي مع مثيري الشغب هو "أسلوب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مضيفًا أن "من خُدعَ ولم يرتكب جريمة ينبغي تنبيهه ووعظه، وأن تحثّوه على التفكير. يجب إيقاظ مَن يتماشى مع العدو ورغباته دون التفات منه".
خامنئي أضاف: أما مَن يرتكب الجريمة أو القتل أو التخريب أو التهديد، فتجب معاقبته. ينبغي أن يعاقبوا بمقدار ذنبهم. القاتل على نحو، ومرتكب التخريب على نحو آخر، وذاك الذي حثّهم على فعل هذه الأشياء عبر الإعلام كذلك... كل منهم يجب أن يعاقب وفق فِعلته.
وأشار خامنئي إلى أن "أعداء" الدولة ربما يحاولون حشد العمال بعد الفشل في الإطاحة بالحكومة خلال الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهرين.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله "حتى هذه الساعة، الحمد لله، هُزم الأعداء. ولكن الأعداء لديهم حيلة جديدة كل يوم، ومع هزيمة اليوم، ربما يستهدفون الطوائف المختلفة مثل العمال والنساء".
دور بارز
وأدى طلاب الجامعات والنساء دورا بارزا في الاحتجاجات الميدانية المناهضة للحكومة، ولوحت بعض المتظاهرات بالحجاب وأحرقنه للتنديد بقواعد الزي الصارمة المفروضة على النساء.
وامتدت الاحتجاجات إلى عمال قطاع الطاقة الحيوي في الشهر الماضي، لكن المظاهرات التي نظمها العمال، التي نادت بشكل جزئي بمطالب مرتبطة بالأجور وظروف العمل، كانت محدودة.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) مساء السبت أن هناك إضرابات واعتصامات واحتجاجات في أكثر من 20 جامعة في العاصمة طهران ومدن كبيرة أخرى، بينها أصفهان وتبريز وشيراز ترفع شعار "الحرية، الحرية، الحرية".
تعامل "عنيف"
ونشرت الجماعة الحقوقية الكردية (هنجاو) مقاطع فيديو تقول إنها تُظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على محتجين في ديواندره مما أسفر عن مقتل محتج.
وقالت هرانا إن 402 من المحتجين قُتلوا في الاضطرابات حتى أمس الجمعة بينهم 58 قاصرا، مضيفة أن نحو 54 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضا. وتابعت أن السلطات اعتقلت أكثر من 16800 شخص.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في الشهر الماضي أن أكثر من 46 من أفراد الأمن قُتلوا من بينهم رجال شرطة. ولم يقدم مسؤولو الحكومة تقديرا لأي وفيات أخرى.
وأصدر القضاء الإيراني أحكاما بإعدام خمسة محتجين، وقال إنه سيحاكم أكثر من ألفي شخص شاركوا في الاضطرابات فيما يمثل تكثيفا لجهود سحق المظاهرات المستمرة منذ أسابيع.