معرض الخرطوم الدولي للكتاب يحتفي برائد المسرح السوداني الفاضل سعيد
أستاذ الدراما بجامعة السودان يؤكد أن الفاضل سعيد تصدى لتحولات اجتماعية أفرزت مظاهر سلبية عبر عدد كبير من الشخصيات التي قدمها.
أجمع متحدثون في ندوة "مسرح الفاضل سعيد"، التي أقيمت بالمقهى الثقافي، ضمن برنامج معرض الخرطوم الدولي للكتاب، أن الفاضل سعيد يعد من أهم رواد المسرح في السودان بكل أشكاله المتعددة، كما تفرد بأداء شخصيات عكست واقع السودانيين ونمط حياتهم.
وأكد المتحدثون أن الفاضل سعيد بعبقريته وتفرد أدائه وتميزه بالعفوية والسخرية استطاع الوصول إلى قلوب جميع السودانيين بمختلف لهجاتهم وقبائلهم.
وقال الدكتور سعد يوسف، أستاذ الدراما بجامعة السودان، إن المسرح حاصر الفاضل سعيد في كل مناحي حياته، موضحا أن سلطة المدرسة والسلطة الدينية شكلتا حماية له في بداية عهده ومنحته طاقة خلاقة ليقدم فنا محترما.
وأشار إلى أن الفاضل تناول قضايا اجتماعية وتصدى لتحولات اجتماعية أفرزت مظاهر سلبية عبر عدد كبير من الشخصيات التي قدمها طوال مسيرته.
وشدد يوسف على تفرد مسرح الفاضل سعيد، وبعده عن التقليد كما تناول دوره في مناصرة المرأة، موضحا أنه أحد مؤسسي اتحاد المرأة.
وأشار إلى أن الفنان الراحل كان متعدد المواهب وامتد فنه للإذاعة والتلفزيون والسينما، وشكل وجودا فاعلا ومؤثرا على المشاهد التي يؤديها على خشبة المسرح باعتماده الارتجال وفن المونولوج.
من جانبه أكد الممثل والمؤلف والمخرج سيد عبدالله صوصل أن الفاضل سعيد ليس ظاهرة محلية سودانية وحسب، بل يعد ظاهرة عالمية، مضيفا أن جهده الضخم معرض للنسيان والزوال بسبب ضعف التوثيق، وتساءل صوصل عن إمكانية وصول الفنانين السودانيين للعالمية، استنادا إلى محاولات الفاضل سعيد.
وقالت هبة محمد صالح، أستاذة الدراما بجامعة السودان، إن شخصية الفاضل سعيد وأسلوبه في صناعة المسرح وطريقته المميزة وشخصيته الطاغية أسهمت في تميز أدائه المسرحي الارتجالي الذي كان بعيدا عن التقليد والإسفاف، والذي يعد مدرسة بحد ذاتها يجب على الأجيال دراستها وتحليلها للاستفادة منها كجزء من التراث المسرحي السوداني الذي استطاع الفاضل حجز مقعده فيه.