هل تجرؤ تركيا التي تدعي منذ بداية القضية امتلاكها الأدلة والتسجيلات أن تحذو حذو السعودية في الشفافية والمكاشفة وتطرح ما لديها؟
منذ بداية قضية اختفاء جمال خاشقجي، وتركيا تحرك الإعلام المُعادي بجميع أدواته، خاصه قناة الجزيرة القطرية لمحاولة سرد تفاصيل القضية بدون انتظار التحقيقات.
في المقابل، كانت السعوديه تتعامل من أول يوم مع الملف باتزان يعكس ماهية العمل القانوني الصحيح، وفق منهج تحقيق ثابت وبدون أي تأثر بما يتم تناوله في الإعلام، وبعد اتضاح خيوط القضية، ها هي السعودية تخرج لنا ببيان يعكس شفافية وعدالة قضاء، أكدت به بلد الحرمين ألا مجال للمزايدة على تطبيق القانون، ولا يوجد في منهج الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أي محسوبيات تعرقل تحقيق العدالة، لتوجه درسا لكل من حاول تسييس الحادثة واستغلالها.
هل تجرؤ تركيا التي تدعي منذ بداية القضية امتلاكها الأدلة والتسجيلات أن تحذو حذو السعودية في الشفافية والمكاشفة وتطرح ما لديها، أم أن ما تملكه يدينها بشدة، وبالتالي فإن الاحتفاظ به أفضل لها ولموقفها في مواجهة دول العالم بشكل عام والسعوديه بشكل خاص؟
المتابع لقضية خاشقجي يلاحظ، منذ بدايتها، الاندفاع الرهيب من تركيا وأعوانها مرتدين جلباب الإنسانية، بهدف الاستفادة من ظرف حصل ورأوا ضرورة الاستفادة منه بأكبر قدر ممكن، حتى يتخلصوا من دولة تتفوق عليهم على جميع المستويات، وتقف حاجزا أمام تمرير أهدافهم وأطماعهم في المنطقة.
خرج بيان النيابة العامة السعودية، والذي اتسم بالمكاشفة والمحاسبة بجدية، لكن دعونا نتفرض معا أن كل تفاصيل القضية اتضحت ووصلت النتائج إلى العثور على جثة خاشقجي، هل ستصمت تركيا؟ هل سيُلغَى بند خاشقجي من جدول أعمال قناة الجزيرة؟ وهل سيُغلَق ملف القضية؟
أجزم أنه لن يهدأ لهم بال، وسيستمرون في تأويل كل موقف واستغلال كل مشهد، الأزمة بعمقها ليست أزمة قضية جنائية، بل يتعدى الأمر إلى أزمة تداعيات سياسية واستغلال مواقف تعتمد على ما يتوفر من معلومات، وبالتالي فإن خروج أي دلائل جديدة سيكون هدفها تأويل الأزمة وإطالة أمدها، لا أكثر ولا أقل، ومن يتوهم غير ذلك فهو مخطئ جدا.
إن سرد تفاصيل الحادثة، بالطريقة التي ذكرتها المصادر التركية وتوافقها مع الرواية السعودية، يؤكد لنا أن الجانب التركي كان يعلم بكل التفاصيل، وهو من قام بتسريبها للإعلام بهدف مهاجمة المملكة، لكن المكاشفه والمحاسبة الصريحة من الجانب السعودي ضربت كل ادعاءات الجانب التركي في مقتل.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل تجرؤ تركيا التي تدعي، منذ بداية القضية، امتلاكها الأدلة والتسجيلات أن تحذو حذو السعوديهة في الشفافية والمكاشفة وتطرح ما لديها؟ أم أن ما تملكه يدينها بشدة وبالتالي فإن الاحتفاظ به أفضل لها ولموقفها في مواجهة دول العالم بشكل عام والسعودية بشكل خاص؟ من المتوقع أن تحاول تركيا الحفاظ على العلاقة مع المملكة للحفاظ على مصالحها التي لا يمكن حصرها من هذه العلاقه، ولكن الرياض في المقابل تعي جيدا من هو الصديق الثابت، وتعلم متى تتعامل بحزم ومتى من الممكن لها أن تمنح الفرصة تلو الأخرى بكل حكمة وصبر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة