محاكمة الخليفي.. مسمار جديد في نعش الفساد القطري

تصدر المحكمة الفيدرالية الجنائية بسويسرا حكمها في قضية فساد ناصر الخليفي مالك قنوات بي إن سبورتس ورئيس باريس سان جيرمان، يوم 30 أكتوبر.

وكانت مدينة بيلنزونا السويسرية مسرحا، في شهر سبتمبر/أيلول المنقضي، لجلسات محاكمة الخليفي، المتهم بالتحريض على ارتكاب أعمال فساد ودفع رشا لحصول قنواته على حق إذاعة مباريات كأس العالم عامي 2026 و2030.

إدانة ثابتة

عاش المسؤول القطري أوقاتا صعبة في سويسرا  بحكم الإجراءات الاستثنائية التي طبقت عليه، خوفا من أن يتسبب في انتشار فيروس كورونا المستجد داخل أرجاء المحكمة. 

صحيفة "ليكيب" الفرنسية كشفت في هذا الصدد عن قيام السلطات الصحية السويسرية بوضع الأخير في قفص زجاجي بشكل منعزل على مدار 8 جلسات خلال 11 يوما، كما منعته من إزالة الكمامة الطبية إلا لفترة وجيزة، بحكم تصنيف بلده قطر ضمن قائمة الدول ذات مستوى الخطر المرتفع، بسبب تفشي فيروس كورونا فيها بشكل غير مسبوق، وفشل السلطات السياسية في احتواء هذه الأزمة الصحية.

• محاكمة الخليفي.. حيلة لتهريب عراب الفساد القطري من جلسة الحكم
  

الخليفي تعرض أيضا لانتقادات لاذعة من قبل المدعي العام، الذي اتهمه بعدم التعاون مع العدالة، فضلا عن ازدراء القواعد الأخلاقية لكرة القدم والمؤسسات القضائية السويسرية. 

وأثبتت التحريات التي أجراها القضاء السويسري، قيام ناصر الخليفي بشراء فيلا بيانكا بجزيرة سردينيا الإيطالية لفائدة المسؤول الفرنسي جيروم فالكه الأمين العام الأسبق للفيفا بطلب من الأخير، قبل أن يقوم في مرحلة ثانية بالتنازل عنها لشقيق أحد أبرز مساعديه.

وفي هذ الصدد، أكد النائب العام السويسري أن خطوة الخليفي بتزوير الوثائق الرسمية التي تربطه بشراء فيلا بيانكا التي أهداها إلى فالكه، تأتي بهدف إبعاد نفسه عن الشبهات بعد أن قامت الصحافة الأمريكية في عام 2015 بتفجير مفاجآت كبيرة بخصوص فساد الفيفا.

• لماذا رفض جيمس بوند اللعب مع مانشستر يونايتد؟
  

وكان الفرنسي جيروم فالكه اعترف خلال المحاكمة أيضا بسفره مع ناصر الخليفي على متن طائرة خاصة بهدف ملاقاة أمير قطر.

كريستينا كاستيلوت مساعدة المدعي العام الاتحادي وجهت اتهامات خطيرة لفالكه من بينها  حصوله على مبلغ نصف مليون يورو من القطري ناصر الخليفي، فضلا عن مفاتيح فيلا بيانكا في صفقة حصول شبكة بي إن سبورتس على الحقوق التلفزيونية لمونديالي 2026 و2030.

من جهته، فشل فريق دفاع الخليفي في مهمته حيث لم ينجح في إقناع المحكمة بكون  علاقة "تبادل" المنافع بين الخليفي وفالكه شخصية، ولا تدخل في إطار صفقة حصول شبكة بي إن سبورتس على الحقوق التلفزيونية لكأس العالم.

وتبعا لذلك، طالبت النيابة السويسرية بسجن الخليفي رئيس قنوات بي إن سبورتس ومالك نادي باريس سان جيرمان، لمدة 28 شهرا بتهم الفساد، فضلا عن حبس الفرنسي جيروم فالكه الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لـ3 سنوات.