لأول مرة في العالم.. زراعة كلى مرتبطة بالبنكرياس لطفل عمره 4 أعوام
لأول مرة في العالم، نجح أطباء إيطاليون في إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 4 أعوام بإجراء زراعة كلى مرتبطة بالبنكرياس.
وأنقذت عملية زرع كلية مرتبطة بالبنكرياس حياة الطفل الصغير الذي خضع أيضا لعملية زرع كبد، من مرض خطير يعانيه، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
وأدخل الطفل المريض إلى مستشفى الأطفال، ريجينا مارجريتا في مدينة تورينو بشمالي إيطاليا، بسبب معاناته من الفشل الكلوي، حيث قرر الأطباء استخدام تجربة تقنية لم تُستخدم من قبل في العالم على مريض صغير في السن.
وهذه هي أول جراحة أطفال من هذا النوع في العالم يتم إجراؤها لهذه السن من المرضى، وفقاً للعاملين الصحيين في مدينة تورينو الصحية (المستشفى الجامعي) الذين أجروا العملية.
وبدأت محنة الطفل عندما أخذاه والداه بسبب القيء المستمر إلى غرفة الطوارئ في مستشفى ريجينا مارجريتا للأطفال، حيث شخّص الأطباء حالته بالفشل الكلوي النهائي.
ومنذ أن بلغ الشهرين من عمره، لم يغادر الطفل الذي يعاني أمراضاً مختلفة، المستشفى، وخضع لإجراء عملية زرع كبد أيضا.
وبعد 3 أعوام كاملة، أصبح هناك حاجة ملحة لعملية لزرع كلى، إذ أوضح مستشفى تورينو أن الكلى تحجرت تماماً بسبب مرض وراثي نادر وخطير، وهو فرط أوكسالات البول الأولي، والذي يؤدي في أشد أشكاله إلى تكلس كلوي (ترسب الكالسيوم في قاعدة الكلية) في غضون أسابيع قليلة.
وأشاروا إلى أن علاج هذا المرض يتكون من غسيل الكلى لمدة 5 ساعات يومياً لمنع الترسبات الهائلة من أكسالات الكالسيوم من تدمير العينين والعظام والجسم بأكمله، انتظاراً لزرع كبد مشترك (وهو موضع الخلل الخلقي في الإنزيم الضروري لتنقية الأكسالات من الجسم) والكلى.
وتمت أول عملية زرع كبد - كلى عندما كان عمر الطفل 15 شهراً فقط، ولكن على الرغم من العلاج واستعادة الوظيفة الإنزيمية، فإن الكلية المزروعة أصيبت أيضاً بأضرار لا يمكن إصلاحها وكان من الضروري استئناف غسيل الكلى يومياً، ما تسبب في صعوبات كبيرة في النمو والتغذية، والتي جعلت من المستحيل على الطفل حتى اللعب في الحديقة مع أقرانه.
ثم أصبح الوضع السريري معقداً تدريجياً بسبب تجلط الأوردة الحرقفية والوريد الأجوف، والتي تستخدم عادة لإجراء عملية زرع كلية جديدة، ما يجعل النهج الجراحي التقليدي مستحيلًا.
ومن خلال دراسة متعمقة للأوعية الدموية، تبين أن الطريقة الوحيدة الممكنة كانت استخدام وريد الطحال في مساره داخل البنكرياس باتجاه الكبد، وهو طريق لم يجريه الأطباء في العالم لمريض خضع لعملية زرع كبد حتى الآن.
وبالفعل سجل الطفل لعملية الزرع في قائمة زراعة الكلى للأطفال، وبعد 20 يوماً، وصل العضو، وأجريت الجراحة التي كانت عبارة عن زرع كلى ملحقة بوريد الطحال داخل البنكرياس باتجاه الكبد.
واستمر التدخل الذي شهد مشاركة فريق متعدد التخصصات بمساعدة أطباء التخدير، حوالي 6 ساعات، وبدأت الكلية الجديدة، الملتصقة بوريد الطحال داخل البنكرياس باتجاه الكبد، بإنتاج البول، بالفعل في غرفة العمليات، دون أي معاناة من الكبد المزروع قبل 3 أعوام.
وكان الطفل قادراُ على الاستيقاظ على الفور، بعد نجاح العملية بشكل مثالي
وبعد يومين فقط من إجراء جراحة زرع الكلى الفريدة من نوعها، أصبح الطفل الآن يأكل ويلعب، وأصبح بإمكانه الذهاب للحديقة واللعب بحرية وأمان، بعد 4 أعوام قضاها في المستشفى.