تفاصيل مؤلمة بجريمة قتل ليبي لطفلته "سلقا"
اهتزت ليبيا من أقصاها إلى أقصاها، إثر مقتل طفلة على يد والدها حرقًا، في مدينة أجدابيا، شرقي ليبيا، في حادث أدمت تفاصيله قلوب الليبيين.
وكشفت مديرية أمن أجدابيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن رجلًا من مدينة أجدابيا قتل طفلته البالغة من العمر ثلاث سنوات، بعد أن وضعها في المياه الساخنة بحوض الاستحمام لمدة 45 دقيقة، مما أدى إلى إصابتها بحروق في كامل جسدها.
حروق جسيمة
وقال رئيس وحدة التحريات بقسم البحث الجنائي أجدابيا، محمد الفاخري، إن المديرية تلقت بلاغًا من مستشفى أجدابيا يفيد بوصول طفلة صغيرة (رابحة) تبلغ من العمر ثلاث سنوات تعرضت لحروق جسيمة بجسدها، نتيجة وقوع مياه ساخنة عليها، مشيرًا إلى أنه تم استدعاء والد الطفلة وزوجته للتحقيق معهما ومعرفة التفاصيل الكاملة.
وأوضح المسؤول الليبي، أنه رغم أقوال واد الطفلة والتي قال فيها إنه كان خارج المنزل أثناء وقوع الماء الساخن على طفلته في المطبخ، مع وجود زوجة الأب التي أسعفتها إلى المستشفى، إلا أن الأخيرة اعترفت بالتفاصيل الحقيقية.
اعترافات زوجة الأب
وقالت زوجة والد الطفلة، إن "رابحة" أصيبت بمرض الإسهال ومع كثرة ذهابها إلى الحمام، قام والدها بضربها بواسطة سوط متسببًا في عدة إصابات بجسدها، ثم قام بنقلها إلى دورة المياه ووضعها في حوض الاستحمام وفتح الماء الساخن عليها لمدة بين نصف ساعة و45 دقيقة، ما أدى إلى إصابة الطفلة بحروق في كامل جسدها بنسبة 90 في المئة، وهو ما أدى إلى وفاتها.
وتابعت، أن الوالد وضع طفلته في إحدى غرف المنزل من وقت الظهيرة إلى التاسعة ليلاً (لحظة نقلها للمستشفى)، واتفق معها بأن يخرج من المنزل وتتصل هي بأحد أقاربه لكي يتم إسعاف الطفلة إلى مستشفى محمد المقريف، وبالفعل قام أحد أقاربه بنقل الطفلة إلى مستشفى أجدابيا، حيث وصلت متوفية نتيجة تعرضها للضرب المبرح وسكب المياه الساخنة على كامل جسدها.
وبعد مواجهة والد الطفلة باعترافات زوجته أثناء التحقيقات اعترف بارتكابه الجريمة، بحسب رئيس وحدة التحريات بقسم البحث الجنائي أجدابيا محمد الفاخري، الذي أكد أنه بعد انتقال الجهات المعنية إلى بيته وتفتيشه عثرت أجهزة الأمن على أدوات تستخدم في تعاطي مخدر الحشيش.
إدانات حقوقية
اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا عبرت عن إدانتها الشديدة لمقتل الطفلة "رابحة"، مطالبة السلطات القضائية المختصة بإنزال أقصى وأشد العقوبات المنصوص عليها بقانون العقوبات الليبي في حق والد الطفلة الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة في حق طفلته.
وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن التساهل مع العنف الأسري ضد الأطفال والنساء يساهم في تكرار مثل هذه الجرائم البشعة والتي تمثل صدمة للمجتمع الليبي ككل.
وأشارت إلى أن حماية الأطفال من العنف الأسري التزام على السلطة الليبية بموجب اتفاقية حقوق الطفل التي انضمت إليها، ما يوجب عليها توفير آليات لحماية الأطفال من العنف داخل الأسرة وتمكينهم من الوصول لهذه الآليات بسهولة وفاعلية.
وطالبت ببذل المزيد من الجهود من قبل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة لملاحقة مقترفي جرائم العنف الأسري، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم دون اعتبار لأية أعذار أو مبررات.
كما دعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعدل والداخلية ومركز البحوث والدراسات الاجتماعية بإجراء الدراسات والبحوث الاجتماعية والنفسية، لدراسة تصاعد ظاهرة الجرائم الجنائية داخل الأسرة الليبية، وأسباب ودوافع وآثار هذه الظاهرة على الأسرة الليبية والأمن والسلم الاجتماعي للمجتمع الليبي.
حماية الأسرة
وطالبت اللجنة، مجلس النواب الليبي بإصدار قانون حماية الأسرة من العنف ومواءمة القوانين المحلية مع الاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
وأشارت إلى أنها ستعمل على تشكيل لجنة قانونية لصياغة مشروع قانون "حماية الأسرة" وتحيله إلى السلطات المختصة بعد الانتهاء منه وستطلق بعد ذلك حملة مناصرة من أجل إقراره.
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg
جزيرة ام اند امز