مَن هو الملك أخناتون الذي يتغنّى المصريون بشبيهه؟
صدفة غير متوقعة جعلت حارس مقبرة أحد ملوك الحضارة المصرية القديمة، مثار أحاديث رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
وتصدر الحارس، المعروف باسم "الحاج كامل"، ترند منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بعدما تداول مستخدمون صورة يظهر فيها تشابه كبير بين ملامحه وملامح الملك أخناتون، المدفون داخل المقبرة محل عمل الأول في مدينة تل العمارنة بمحافظة المنيا جنوب القاهرة.
وبتداول اللقطة، التي وثقها المصور المصري كريم بدر، أبدى مستخدمون دهشتهم لوجه الشبه الكبير بين حارس المقبرة وبين الملك، بحيث دعمت التعليقات فكرة وراثة جينات القدماء المصريين للأجيال الجديدة.
مَن هو الملك أخناتون؟
اسمه الحقيقي أمنحوتب الرابع، وُلد في عام 1353 قبل الميلاد، وهو من حكام الأسرة الـ18، وظل متربعاً على عرش البلاد 17 عاماً.
وأحدث أخناتون في سنوات حكمه ثورة دينية، حينما قرر أن يوحد العبادة للإله "آتون"، ورمز له بـ"قرص الشمس"، ووصفه بأنه "قوة كامنة وراء القرص، وهو واحد لا شريك له".
وترويجًا لهذا المعتقد، شيّد أخناتون معبدًا في مدينة طيبة (الأقصر حاليًا بصعيد مصر)، وهو ما لم يقابل باعتراض من جانب كهنة الإله السابق "آمون رع"، خصوصًا أن الأخير كان ممثلاً في الشمس كذلك.
وفي سبيل التوحيد، أمر أخناتون بتحريم عبادة الآلهة الأخرى وعلى رأسها "آمون"، وفي ظل قبول الفكرة، نجح الملك في نشر مذهبه في جميع أرجاء مصر.
مما سبق، عمد الملك المصري إلى بناء عاصمة جديدة عُرفت بـ"أخيتاتون"، وتضمنت منازل كبار الدولة ورجال البلاط، الذين بدورهم نقشوا أسماءهم وألقابهم على جدرانها، وهو ما عززوه بأدعية للإله الجديد "آتون".
وفي مرحلة لاحقة، انضم إلى العاصمة العمّال، بحيث شيدوا منازلهم المتواضعة وسط مساكن كبار الدولة الفخمة، فيما سُميت الشوارع على اسم أفخم منزل فيه، منها على سبيل المثال لا الحصر: "شارع الوزير" و"رئيس الكهنة" وغيرهما.
اهتمام أخناتون بالجانب الديني، أثر سلبًا على المجالات السياسية والاقتصادية في وقت لاحق، فرغبته في التوحيد قوبلت بتمرد في عدد من المناطق، إلى أن توفي في عام 1336 قبل الميلاد، مع وجود ترجيحات غير مؤكدة بأن يكون المتآمرون ضده اغتالوه.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز