مباحثات ملك البحرين ورئيس إسرائيل.. رسائل دعم فلسطين تتوج اللقاء التاريخي
مجددا تثبت الدول التي وقعت الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام مع إسرائيل أن تلك المعاهدات لم ولن تكون على حساب القضية الفلسطينية.
ظهر ذلك جليا خلال اللقاء الذي جمع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عقب وصوله إلى البحرين" يوم الأحد، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى المملكة البحرينية.
رسائل مهمة
وخلال اللقاء، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة موقف البحرين الثابت والداعم لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والذي سيؤدي إلى الاستقرار والنماء والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجميع شعوب المنطقة.
تصريحات تؤكد أن معاهدات السلام أسهمت في توفير مسار جديد لدعم القضية الفلسطينية من دول داعمة للسلام، أصبح لها صوت مسموع ومؤثر، وأضحت لها القدرة على إيصاله لإسرائيل بشكل مباشر.
تؤكد البحرين أيضا من خلال تلك التصريحات دعمها للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
أيضا تؤكد من خلالها أن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة، وأنه لن يستطيع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حسم الصراع لصالحه مهما طال الوقت.
وبتوقيع اتفاق السلام الإبراهيمي بين دولة الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، فتحت الإمارات الباب أمام العرب لتوسيع مظلة السلام وآفاق الاستقرار، حيث شجع الاتفاق انضمام البحرين والسودان والمغرب تباعا لقطار السلام، وبدء حقبة جديدة من التعاون بين تلك الدول وإسرائيل تقوم على التعاون والشراكة.
وعقب خطوة دولة الإمارات الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
وعلى نفس مسار السلام الإماراتي، التي تعد دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتها، انضمت مملكة البحرين لنفس المسار، لتؤكد الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح السلام ولغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
مباحثات رسمية
واستقبل عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية في العاصمة المنامة، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني.
وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية، أعرب خلالها عاهل البحرين عن تطلعه في أن تسهم زيارة هرتسوغ في تعزيز وتنمية علاقات البلدين.
وأكد عاهل البحرين خلال المباحثات أهمية زيارة رئيس إسرائيل لبلاده، قائلا "نحن على ثقة بأن هذه الزيارة لها دور مهم في توطيد العلاقات بين بلدينا، ودعم تطلعاتنا المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم".
وأردف -حسب وكالة الأنباء البحرينية- أنه "ونثمن بكل التقدير التطورات التي شهدتها العلاقات بين بلدينا، منذ توقيع اتفاق المبادئ الإبراهيمية، وإعلان تأييد السلام، مما يفتح آفاقا أرحب أمام نشر ثقافة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم".
وأكد أن بلاده "لديها إيمان راسخ بأن الحوار والنهج السلمي والحضاري ضرورة حتمية لتسوية الصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، وضمان حقوق البشرية في الأمن والنماء والازدهار".
وتابع "نؤكد موقفنا الثابت والداعم لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والذي سيؤدي الى الاستقرار والنماء والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجميع شعوب المنطقة".
من جهته أعرب الرئيس الإسرائيلي عن سعادته بزيارة البحرين، قائلا "إنني أفتخر بكوني هنا في مملكة البحرين".
وأكد أن عملية السلام تصب في مصلحة البلدين والشعبين وكذلك في مصلحة دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع.
وأعرب عن تطلعه للعمل على تقوية العلاقات بين شعب إسرائيل وشعب البحرين.
حماية أمن المنطقة
وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع في المنطقة، والتحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأكدا ضرورة مواصلة بذل مزيد من الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية، والعمل على حماية أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز جهود إحلال السلام الدائم والتعايش المبني على الثقة والاحترام المتبادل، ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف لما فيه خير شعوب المنطقة والعالم.
وأكد عاهل البحرين والرئيس الإسرائيلي أن اتفاق المبادئ الإبراهيمية وإعلان تأييد السلام بين البلدين يجسدان عزم البلدين على تعزيز قيم السلام والتعايش والإخاء، وترسيخ التسامح والتعايش بين الأديان والمعتقدات، والعمل المشترك على بناء علاقات تعاون بناء ومثمر يؤدي إلى تحقيق الخير والنماء والاستقرار والازدهار لما فيه خير وصالح شعوب المنطقة.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع بمسار التعاون المشترك إلى آفاق أوسع وأشمل بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز الجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة.
كما تركزت المباحثات على سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والعلمية، والتقنية، وكذلك في مجالات الصحة والتعليم والشباب والسياحة والثقافة.
أيضا بحث الجانبان سبل تشجيع التواصل بين القطاع الخاص وتبادل الزيارات والوفود الرسمية، لما من شأنه زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، بما يعود بالخير والنفع على البلدين.
وأكد الجانبان أهمية مواصلة العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز دور اللجان الاقتصادية المشتركة في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لما من شأنه خدمة المصالح المشتركة.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز