تشارلز إلى واشنطن في أبريل.. رحلة ملكية بين الرمزية والحساسية الصحية
في زيارة تحمل دلالات تاريخية واستراتيجية عميقة تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد، تتجه الأنظار في واشنطن ولندن إلى شهر أبريل/نيسان المقبل، حيث يحل الملك تشارلز ضيفا على الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يشارك الملك في الاحتفالات الخاصة بالذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة، والتي تُعرف بـ"ذكرى اليوبيل الـ250"، في مناسبة تعيد إلى الواجهة مسار العلاقات بين البلدين منذ حرب الاستقلال وحتى قيام ما بات يُعرف بـ"العلاقة الخاصة".
ووفق ما أوردته صحيفة "ذا صن" البريطانية، يُنتظر أن ترافق الملكة كاميلا زوجها في هذه الرحلة، بما يعزز الثقل الدبلوماسي للزيارة التي تخطط الإدارة الأمريكية لأن تكون من أبرز فعاليات الربيع في البيت الأبيض، في رسالة واضحة على عمق الشراكة عبر الأطلسي.
لكن خلف هذه الأجواء الاحتفالية، يظل العامل الصحي للملك تشارلز هو المتغير الأكثر حساسية في معادلة الزيارة. فالقصر الملكي كان قد أعلن عام 2024 تشخيص إصابة الملك بنوع من السرطان، وهو يخضع منذ ذلك الحين لعلاج مكثف.

وفي مارس/آذار 2025، تعرض لانتكاسة صحية خفيفة استدعت دخوله المستشفى لفترة قصيرة نتيجة الآثار الجانبية للعلاج، بحسب تقارير طبية.
ورغم استئنافه جزءًا محدودًا من مهامه الرسمية من خلف مكتبه في قصر باكنغهام، ومن خلال اجتماعات افتراضية، تبقى مسألة قدرته على خوض رحلة طويلة وبرنامج مزدحم قيد التقييم الطبي المستمر.
ويتابع الفريق الطبي للملك حالته بدقة، في وقت يحرص فيه القصر على تطبيق مبدأ "الصحة أولاً". وهذا يعني أن الزيارة، على أهميتها الدبلوماسية والرمزية، قد تُعاد جدولتها أو تُلغى في اللحظة الأخيرة إذا ما تبين أنها قد تشكل أي مخاطر على صحته.
وتكتسب الزيارة، إن تمت، بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الاحتفال باليوبيل الأمريكي؛ إذ تأتي في لحظة يشهد فيها العالم تحولات جيوسياسية عميقة تجعل من تعزيز متانة التحالف البريطاني–الأمريكي أولوية للطرفين.
فمن الجانب البريطاني، تُعد الزيارة فرصة لإعادة تأكيد دور الملك كرمز للتراث والدبلوماسية البريطانية، ولتفعيل ما يشبه "بريكست دبلوماسي" يرسّخ الشراكة مع أقرب الحلفاء. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي مناسبة لإبراز استمرار التحالف الوثيق في ملفات الأمن القومي والتجارة والتكنولوجيا والسياسات الدولية المشتركة.
وحتى اللحظة، يلتزم قصر باكنغهام الصمت بشأن التفاصيل النهائية للزيارة، تماشيًا مع حالة الترقب المرتبطة بالتقييم الطبي. وفيما ينتظر العالم ما ستكشف عنه الأسابيع المقبلة، فإن نجاح الزيارة - إن تمت - سيشكل علامة فارقة تسبق احتفالات الرابع من يوليو/ تموز، وسيُسهم في كتابة فصل جديد من فصول العلاقات الأنجلو–أمريكية التي امتدت لقرنين ونصف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز