التجربة الأوكرانية.. الملك تشارلز «عالق في خط النار»
يقف الملك تشارلز على خط النار في أزمة دبلوماسية تعصف بضفتي الأطلسي، لكن الترجيحات تشير إلى قدرته على تجاوز "التجربة الأوكرانية".
وبعد المشهد الدرامي في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني، كان على العاهل البريطاني استقبال فولوديمير زيلينسكي، فيما ينتظر تلبية سيد البيت الأبيض دعوته لزيارة بلاده.
ويرى مراقبون أن تشارلز، بما يملكه من خبرة، قادر على توظيف القوة الناعمة والسير على حبل مشدود بين إظهار الدعم لكييف من دون إغضاب واشنطن.
ووفقًا للمعلِّقة الملكية جيني بوند، فإن الملك يجب أن يكون فوق السياسة، لكنه يجب أن يكون أيضًا في أعلى مستويات الدبلوماسية.
وفي مقال بصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، قالت بوند إن تشارلز، مثل والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، يتمتع بثروة من الخبرة في المجال الدولي.
وأوضحت أنه حين كان تشارلز أميرًا لويلز، دفع أحيانًا حدود منصبه، فعلى سبيل المثال، رفض مرتين حضور مأدبة الدولة لقادة صينيين.
والآن، يفعل الملك بالضبط ما يجب عليه فعله من خلال الامتثال لطلب داونينغ ستريت ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة دولة ثانية غير مسبوقة، وفي الوقت نفسه مدّ يد الصداقة علنًا للرئيس الأوكراني.
وتأتي زيارة زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن عقب اللقاء الصادم مع ترامب، والذي شهد جدالًا عنيفًا انتهى بطرد الرئيس الأوكراني من البيت الأبيض، مما أثار ردود فعل داعمة لأوكرانيا، كما استضافت لندن قمة للتضامن مع كييف.
ولا شك أن هناك حبلًا مشدودًا للغاية يجب على تشارلز أن يمشي عليه، ومع ذلك، فهذه هي وظيفة الملك، الذي يتعين عليه تمثيل البلاد كرئيس للدولة في الأوقات الجيدة والسيئة، وتنفيذ أوامر حكومته أيًّا كان الحزب الموجود في السلطة.
وحتى الآن، قد يكون هذا هو الموقف الدبلوماسي الأكثر صعوبة الذي يفرض نفسه على الملك تشارلز.
واستنادًا إلى ما قالت إنها "معرفة محدودة بالملك"، أعربت بوند عن اعتقادها بأنه قادر تمامًا على القيام بالمهمة، وأشارت إلى أنها لا تعتقد أن قصر باكنغهام يريد سحب دعوته لترامب، خاصة عندما تم تقديمها علنًا.
إن التراجع عن الدعوة سيكون مسيئًا للملك ولترامب، المعروف بتمسّكه بالضغائن لفترة طويلة جدًا، ورغبته في الانتقام.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzYuMTA5IA== جزيرة ام اند امز
