الذكرى الـ7 لبيعة الملك سلمان.. احتفاء بسيرة القائد السابع
يحيي السعوديون، اليوم الإثنين، ذكرى مرور 7 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم.
وتمت مبايعة الملك سلمان يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ، الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015، ليصبح سابع ملك للمملكة العربية السعودية.
احتفاء كبير
ويحتفل السعوديون بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سنوات العز والرخاء والإنجازات تحت قيادة الملك سلمان.
وتصدرت الصفحات الأولى للصحف السعودية الصادرة اليوم عناوين رئيسية احتفالية بتلك المناسبة، حيث صدرت جريدة الرياض بعنوان "ذكرى البيعة .. سنوات العز والرخاء وبناء المستقبل"، وجريدة عكاظ تحت عنوان " 7 سنوات في عهد سلمان .. نبايعكم على السمع والطاعة".
كما أعلنت "دار اليوم" للصحافة والطباعة والنشر، بهذه المناسبة، إطلاق كتاب "الملك السابع"، الذي يوثق بفصوله العشرة رحلة المجد والعطاء لخادم الحرمين الشريفين؛ ليكون شاهدًا حيًّا على مسيرة ملك، قاد حزمة إصلاحاتٍ في الصحة والتعليم والسياسة والاقتصاد، وحرص على توحيد كلمة العرب ونصرتهم بمواقفه الواضحة والراسخة تجاه قضايا الأمة الإسلامية، وفق مبادئ الإسلام وقِيَم العروبة، وواصل التصدي للإرهاب الإيراني، ووقف إلى جانب الشرعية في اليمن، وعزَّز التكامل الخليجي، وتُوِّج ذلك بتشكيل تحالفٍ عسكريٍّ إسلاميٍّ من 41 دولة، بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب.
أيضا احتفى المغردون السعوديون بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد.
وأكدوا، في تغريداتهم، على تجديد البيعة والولاء والوفاء للعاهل السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأطلق المغردون عدة هاشتاقات؛ احتفاء بتلك المناسبة، من بينها #ذكري_البيعة_السابعة، وهاشتاق يحمل اسم #الملك_سلمان_بن_عبدالعزيز.
وتتزامن ذكرى البيعة السابعة مع نجاح رؤية السعودية 2030 في تحقيق إنجازات استثنائية خلال السنوات الخمس الأولى من إطلاقها، رغم التحديات الناجمة عن جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، وإطلاق خطة خمسية جديدة خلال الفترة من 2021-2025 لدفع عجلة الإنجاز في إطار الرؤية.
يحتفل السعوديون بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سيرة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي ترتبط بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها على مدار 9 عقود.
سيرة قائد ومسيرة وطن
فقد ولد الملك سلمان في 31 ديسمبر/كانون الأول 1935 بعد 3 أعوام فقط من قيام والده بتوحيد الدولة وتحويل اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر عام 1932م، الموافق 17 جمادى الأولى عام 1351هـ.
وهو الابن الـ25 من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ونشأ مع إخوته في القصر الملكي في الرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم.
تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، حيث درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة، وأبدى منذ الصغر اهتماماً بالعلم، وحصل على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية.
وقد عاصر الملك سلمان جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده، وعمل معهم منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954، ليُكّون سيرة زاخرة بالعطاء والخبرات.
خبرات وظفها لإحداث نقلة نوعية ونهضة تنموية في المملكة عقب توليه مقاليد الحكم ، ليقود المملكة في سنوات معدودة إلى ما بات يوصف بـ"سعودية جديدة" .
ولم يكتفي بالملك سلمان بتطوير الحاضر بل رسم ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق أطلقها بعد عام واحد من توليه الحكم تحمل اسم "رؤية 2030" تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات.
لذا يحتفل السعوديون بالذكرى السابعة للبيعة، وهم يستذكرون بمشاعر الفخر والاعتزاز والتقدير والامتنان والوفاء سيرة مليكهم التي ترتبط ارتباطا وثيق بمسيرة مملكتهم.
العمل السياسي
دخل الملك سلمان بن عبدالعزيز العمل السياسي في الـ19 من عمره بتعيينه، في 16 مارس/آذار 1954، أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف.
وفي العام التالي، عين أميراً لمنطقة الرياض إحدى أكبر مناطق السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة، وذلك خلال الفترة من 18 أبريل/نيسان 1955 حتى استقالته في 25 ديسمبر/كانون الأول 1960، لكن في 4 فبراير/شباط 1963 أعيد تعيينه أميراً للمنطقة نفسها.
واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من 5 عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً وتطورا في العالم العربي.
ولاية العهد
في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، صدر قرار من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آنذاك وزيراً للدفاع، وشهدت الوزارة في عهده تطويراً شاملاً لجميع القطاعات في التدريب والتسليح.
وفي 18 يونيو/حزيران 2012، أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً باختياره ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
مبايعة الملك سلمان
عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في 23 يناير/كانون الثاني 2015 (الموافق 3 ربيع الآخر 1436هـ) تمت مبايعته ملكاً، ليصبح الملك سلمان بن عبدالعزيز سابع ملك للمملكة العربية السعودية.
ومنذ مبايعته، شهدت المملكة المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية.
وعقب توليه الحكم، أعاد تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة، فقد أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015 تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا، أبرزها مجلس الأمن الوطني والمجلس الاقتصادي الأعلى.
واستبدلهما بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، ويترأسهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
اقتصاديا، ولمواجهة تحدي انخفاض أسعار النفط، أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016 رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط، المصدر الرئيسي للدخل.
وتمضي السعودية بخطى ثابتة وواثقة لخفض اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الدخل، في إطار رؤية 2030.
ووضع الملك سلمان بن عبدالعزيز إطارا عاما في خطابه أمام مجلس الشورى، في 14 ديسمبر/كانون الأول 2016، لسياسة بلاده الخارجية، مؤكدا أن "خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام"، وهي السياسة التي تلتزم بها المملكة حتى اليوم في إطار حرصها على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
السعودية الجديدة
ضمن إصلاحات واسعة في عهده، قاد الدولة إلى ما بات يطلق عليه العالم "السعودية الجديدة"، وتم خلال العام الأول من حكم العاهل السعودي إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة وذلك في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وتوجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
وتوالت الإصلاحات، حيث بدأت السعوديات بقيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذا لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018، تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
وفي العام الخامس من حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب 2019.
وشهد عام 2019 شغل المرأة السعودية لأول مرة منصب "سفير"، حيث تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/ شباط من العام نفسه.
والعام الماضي ، حققت المرأة السعودية إنجازات ومكاسب تاريخية جديدة، من بينها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج، 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب.
وجاء تعيين المعلمي بعد يومين من إصدار الملك سلمان أمرا ملكيا بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي مساعدة لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضا أول امرأة تتولى المنصب.
وضمن حزمة مكاسب وإنجازات للمرأة خلال العام الجاري، تم تعيين إيناس الشهوان سفيرة المملكة لدى السويد وأيسلندا، في 21 أبريل/نيسان الماضي، لتكون ثالث سفيرة في تاريخ السعودية.
كما تم تعيين إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري نائباً لوزير التجارة بالمرتبة الممتازة في 3 مايو/أيار.
وتأتي تلك الإنجازات والمكاسب ترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، وتعبيرا عن الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في أي منصب تتولاه.
الإمارات في القلب
حظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة خاصة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية في عهده.
وخلال العام الثاني من حكمه، تم تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور العاهل السعودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ومع ختام العام الثاني لتوليه الحكم، قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بجولة خليجية هي الأولى له منذ توليه الحكم استهلها بزيارة الإمارات في 3 ديسمبر/كانون الثاني 2016.
وخلال تلك الزيارة، منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الملك سلمان بن عبدالعزيز "وسام زايد"، تقديرا وعرفانا بدوره المحوري في تعزيز التعاون الأخوي بين البلدين ودعم العمل الخليجي والعربي المشترك.
ومضت مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يساهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
جوائز وأوسمة
توج الملك سلمان سيرته الحافلة بالإنجازات بالعديد من الأوسمة والميداليات تكريما وتقديرا له من دول عدة، من أبرزها -إضافة إلى "وسام زايد"-، قلادة الشريف الحسين بن علي، وهي أرفع وسام في الأردن، وقلادة مبارك الكبير أرفع وسام في الكويت، وقلادة النيل وهي أرفع وسام في مصر.
كما تقلد وسام "كنت" من أكاديمية برلين - براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية، ووسام الكفاءة الفكرية المغربي في الدار البيضاء، ووسام البوسنة والهرسك الذهبي، إضافة إلى وسام نجمة القدس، ووسام نسر الإستيك من درجة القلادة أرفع وسام في الولايات المتحدة المكسيكية، ووسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في دولة فلسطين، ودرع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
فيما أصبح العاهل السعودي يلقب داخليا بـ"ملك الحزم"، على خلفية قراراته الحازمة داخليا وخارجيا، واختارته مجلة "فوربس" الأمريكية ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم لعام 2015.
وتصدر الملك سلمان قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي والرابع عشر عالميا، في القائمة التي نشرتها المجلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وشملت رؤساء وملوكا ورجال أعمال وشخصيات اقتصادية وسياسية شهيرة.
كما فاز بجائزة "الملك فيصل" العالمية لخدمة الإسلام لعام 2017، وقالت لجنة الاختيار للجائزة: "إنها قررت منحها للملك سلمان بن عبدالعزيز لمبررات عدة، منها "عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما"، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، ومنها إنشاؤه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب".
هذا فضلا عن "مواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي"، بجانب "إنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (مايو/أيار 2016)، ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب العربية والإسلامية المحتاجة".
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز