عودة الرجل المثير للجدل.. تشارلز يمدّ يده لـ«ذراعه اليمنى» السابق

كشفت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية عن اجتماع سري جرى داخل قلعة وندسور بين الملك تشارلز الثالث ومساعده السابق مايكل فوسيت، في أول لقاء يجمع الرجلين منذ استقالة فوسيت عام 2021 إثر الفضيحة المعروفة إعلاميًا باسم "المال مقابل الأوسمة".
وبحسب الصحيفة، فقد تم إدخال فوسيت، البالغ من العمر 62 عامًا، إلى الأجنحة الملكية عبر مدخل جانبي نادر الاستخدام، وغادر بالطريقة ذاتها في عملية وُصفت بأنها "شبه عسكرية"، أشرف عليها كبار موظفي القصر، في محاولة واضحة لإبقاء اللقاء بعيدًا عن الأنظار وتجنب أي ضجة إعلامية.
ويرى مراقبون أن الاجتماع جاء في إطار مسعى من الملك لتصفية الخلافات القديمة مع أقرب مستشاريه السابقين وأكثرهم تأثيرًا، إذ لطالما اعتبر تشارلز مايكل فوسيت "ذراعه اليمنى" و"الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه".
لكن الخطوة أثارت استياءً داخل العائلة المالكة، لا سيما لدى الأمير ويليام والملكة كاميلا، اللذين حذّرا - وفق مصادر مقربة من القصر - من أن أي محاولة لإعادة فوسيت إلى دائرة العمل الرسمي قد تُلحق ضررًا بسمعة العائلة الملكية.
إضافة إلى ذلك، لا يبدو المزاج داخل أروقة القصر متسامحًا تجاه المساعد السابق. إذ قال أحد الموظفين إن فوسيت "كان يفرض سيطرته ويجعل حياة الآخرين صعبة"، بينما أشار آخر إلى أن "البراءة القانونية لا تمحو ما تبقى من سمعة مثيرة للجدل".
الفضيحة التي هزّت مؤسسة الأمير
تعود جذور القضية إلى عام 2021 حين وُجهت إلى فوسيت اتهامات بعرض المساعدة على مانح ثري للحصول على وسام الفروسية والجنسية البريطانية مقابل تبرعات سخية لمؤسسة الأمير - التي أصبحت لاحقًا “مؤسسة الملك”.
وفي مطلع هذا العام، خلص تقرير صادر عن هيئة الرقابة على الجمعيات الخيرية البريطانية إلى أن فوسيت عرّض المؤسسة لـ"مخاطر كبيرة"، رغم نفيه ارتكاب أي مخالفات متعمّدة.
وأشار التقرير إلى أنه أُوكلت إليه إدارة المؤسسة دون تحديد واضح لمسؤولياته أو وصف وظيفي، ما منحه صلاحيات مفرطة تسببت في "إخفاقات خطيرة وغير مقبولة" تتعلق بإدارة التبرعات.
ورغم انتهاء التحقيقات بتبرئته من التهم الجنائية، فقد ألحقت الفضيحة ضررًا بالغًا بصورة المؤسسة الملكية، ودَفعت الشرطة إلى فتح تحقيق أُغلق عام 2023 دون توجيه اتهامات.
من خادم بسيط إلى أقرب رجال الملك
بدأ مايكل فوسيت مسيرته داخل القصر الملكي عام 1981 كخادم بسيط لدى الملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يرتقي تدريجيًا ليصبح أحد أقرب الأشخاص إلى الأمير تشارلز آنذاك.
وفي عام 1998، استقال من منصبه كمساعد خادم شخصي بعد شكاوى من زملائه اتهموه بـ"استغلال قربه من الأمير"، لكنه عاد بعد أسبوع واحد فقط في منصب أرفع.
ثم عاد الجدل ليلاحقه في عام 2003 بعد اتهامه ببيع هدايا ملكية غير مرغوب فيها والاستفادة من عائداتها، ما أكسبه لقب "فوسيت الوسيط".
وعلى الرغم من تبرئته من الاختلاس، لكنه غادر الخدمة الرسمية ليستمر كمستشار خاص لتشارلز، قبل أن يُعيَّن لاحقًا مديرًا تنفيذيًا لمقر "دمفريز هاوس" الخيري، ثم رئيسًا لمؤسسة الأمير عام 2018.
وتشير مصادر ملكية إلى أن الملك تشارلز كان يصفه دومًا بأنه "الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه"، بينما نقل مقربون عن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ارتياحها بعد رحيله، قائلة إن العائلة "لن تضطر للتعامل معه مجددًا".
دلالات اللقاء الأخير
جاء الاجتماع مع فوسيت بعد أيام من لقاء آخر جمع الملك تشارلز بابنه الأمير هاري - وهو الأول منذ فبراير/ شباط 2024 - ما أثار تكهنات بأن العاهل البريطاني، الذي تعافى مؤخرًا من علاج السرطان، يسعى إلى إعادة ترتيب علاقاته الشخصية والعائلية، وربما إغلاق ملفات مثيرة للجدل طالت سمعته خلال السنوات الماضية.
ورغم أن القصر الملكي وصف اللقاء بأنه "اجتماع خاص لا يحمل طابعًا رسميًا"، يرى المراقبون فيه رسالة رمزية أعمق - إذ يعكس رغبة الملك في إعادة بناء دائرته المقربة واستعادة من يعتبرهم ركيزة ثقته، حتى لو كان ذلك يعني نكء جراح الماضي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز