هاري وتشارلز.. «جدار الحاشية» يحول بين الملك ونجله

شنّ الأمير هاري النجل الأصغر للعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث هجوماً حاداً على "رجال الحاشية" في قصر باكنغهام، متهماً إياهم بمحاولة إفشال جهوده لإعادة بناء العلاقة مع والده.
ويُنظر إلى هذه التصريحات بوصفها امتداداً لانتقادات والدته الراحلة الأميرة ديانا، التي لطالما حمّلت أعوان القصر الغامضين مسؤولية تقويض مكانتها، وأشارت إليهم بالوصف نفسه، معتبرة أنهم يقفون وراء كثير من الأزمات التي أحاطت بها، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبحسب ما تسرّب إلى الإعلام، فقد شعر الأمير هاري بغضب بالغ مما يراه حملة منظمة يقودها بعض مسؤولي القصر - الذين لم يذكر أسماؤهم – تهدف إلى نسف أي تقارب محتمل بينه وبين والده الملك تشارلز الثالث عبر تسريبات متعمّدة للصحافة.
وقال مصدر مقرّب من هاري للصحيفة إن "العلاقة بين الدوق والملك شأن يخصهما فقط، وعلى رجال الحاشية أن يظلوا خارجها".
مواجهة مفتوحة بين معسكر هاري والقصر
تفجّر الخلاف بعد أن كشفت "الديلي ميل" الأسبوع الماضي أنّ هناك محادثات تمهيدية بين المساعدين للتمهيد لظهور علني يجمع الملك ونجله الأصغر في مشهد يوحي بالوحدة العائلية.
وأشارت التسريبات إلى أنّ هاري قد يشارك في فعاليات عامة داخل بريطانيا، لكن دون أن يستعيد وضعه كعضو عامل في العائلة المالكة.
وجاءت هذه الأنباء عقب لقاء جمع هاري بوالده في كلارنس هاوس مطلع الشهر الجاري، استمر 50 دقيقة.
لكن بعد نشر الخبر بساعات، بدأت بعض التسريبات الصحفية تشير إلى أنّ هاري "لن يُسمح له بالعودة أبداً كعضو ملكي"، وهو ما لم يرد أصلاً في التقرير الأصلي.
ووصل الأمر إلى حد السخرية، إذ علّق أحد المطلعين قائلاً إن فريق هاري "اعتبر فنجان شاي وقطعة كعك بمثابة معاهدة فرساي".
تضارب حول لقاء الأب والابن
كانت صحيفة "ذا صن" ذكرت أن اللقاء بين الأمير هاري ووالده كان "رسمياً للغاية"، وأن هاري وصفه لاحقاً بأنه "زيارة رسمية"، مشيرة إلى أنّ تبادل الأحاديث بينهما اتخذ طابع استقبال الضيوف الرسميين.
وذكرت الصحيفة أنّ اللقاء كان الأقصر ضمن جدول الملك في ذلك اليوم، وأنه لم تُسجَّل أي ترتيبات لظهور علني يجمع الأب بالابن.
وعندما رفضت الصحيفة التراجع عن هذه الرواية، أصدر المتحدث باسم الدوق بياناً حادّ اللهجة قال فيه: "التقارير الأخيرة التي تزعم موقف الدوق من اللقاء لا أساس لها من الصحة.. فالاقتباسات المنسوبة إليه مختلقة بالكامل، ويبدو أنها صيغت من مصادر تهدف بوضوح إلى إفشال أي مصالحة بين الأب والابن".
استدعاء لذكريات ديانا
يُذكر أن الأمير هاري كثيراً ما اتهم كبار موظفي القصر - أي رجال الحاشية - بالوقوف وراء القصص السلبية عنه وعن زوجته. ففي مذكراته المثيرة للجدل "البديل"، وصف 3 منهم بأسماء رمزية "النحلة، والدبور، والذبابة"، معتبراً أنهم قادوا المفاوضات التي انتهت بخروجه وزوجته من الحياة الملكية وانتقالهما إلى كاليفورنيا عام 2020.
وكتب هاري قائلا: "قضيت حياتي أتعامل مع أعوان القصر بالعشرات، لكنني وجدت نفسي في النهاية تحت رحمة ثلاثة فقط، رجال بيض في منتصف العمر تمكنوا من تركيز السلطة بين أيديهم عبر سلسلة من المناورات الميكافيلية".
هذه التصريحات تعيد للأذهان ما كانت تقوله الأميرة ديانا، التي وصفت أعوان القصر الذين سربوا أخباراً ضدها أثناء انهيار زواجها من تشارلز بأنهم "رجال الحاشية".