ويليام وهاري.. هل ينجح الزمن في رأب الصدع بالأسرة المالكة؟

رغم ما مثله اللقاء القصير بين الأمير هاري ووالده العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث من خطوة أولى نحو تهدئة المياه المضطربة داخل الأسرة المالكة، يبقى التحدي الأكبر في تحقيق مصالحة حقيقية بين هاري وشقيقه الأكبر ويليام بعد 3 سنوات من القطيعة.
تفاصيل اللقاء الذي استمر 50 دقيقة في "كلارنس هاوس" مساء الأربعاء لا تزال طي الكتمان. ولم يقدم هاري أي تفاصيل عن طبيعة العلاقة حالياً، مكتفياً بالقول إن والده كان "رائعاً" خلال حفل "إنفكتوس"، وهو تحفظ لافت مقارنة بسلوكه السابق في الإفصاح عن التفاصيل الخاصة، وفقا لصحيفة التايمز البريطانية.
يبدو أن الملك تشارلز، بعد 19 شهراً من الابتعاد عن "ابنه الحبيب"، خلال خضوعه لعلاج أسبوعي من السرطان وتحمله عبء ترسيخ إرثه كرمز للوحدة الوطنية، قد توصل إلى قناعة بأن المصالحة تعكس صورة أفضل للمؤسسة الملكية.
هذا التحول في الموقف لم يأتِ بسهولة، فقد استشار الملك مقربين في وقت سابق حول سبل تحقيق المصالحة، وتمت مناقشة فكرة كتابة رسالة بخط يده لتخطي الخلافات، لكنها لم تر النور.
عوامل التغيير.. بين الصحة والعائلة
ثمة عوامل قد تكون ساهمت في تغيير موقف الملك، منها انتهاء المعركة الطويلة لهاري مع وزارة الداخلية بشأن حمايته الأمنية، وإعلانه عن رغبته في "العودة إلى الوطن كثيرًا" مع عائلته ليرى والده أحفاده، حيث لم يلتقِ الملك بحفيديه الأمير آرتشي (6 سنوات) والأميرة ليليبت (4 سنوات) منذ يونيو/حزيران 2022.
كما لعبت حالة الملك الصحية دوراً محورياً في هذه المعادلة. فبعد إعلان تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير/شباط الماضي، طار هاري من كاليفورنيا إلى لندن للقاء دام 30 دقيقة فقط.
وقد عبر أحد أصدقاء الملك عن هذا التحول بالقول: "خلال السنوات الأخيرة، أرهق القصر من تسريب تفاصيل كل لقاء أو مكالمة. لكن من الصعب أكثر فأكثر أن تشرح للناس لماذا لا تجد وقتًا لرؤية ابنك".
ويليام.. جراح لا تندمل
بينما غادر هاري المملكة المتحدة مفعماً بالنشاط متجهاً إلى أوكرانيا في زيارة مفاجئة، حاملاً معه 4 أيام من التغطية الإيجابية نسبياً ووقتاً ثميناً مع والده، يبقى سؤال المصالحة مع شقيقه الأكبر الأمير ويليام معلقاً في الهواء.
ووفقاً لمصدر ملكي، كان ويليام "مرحاً طوال الأسبوع"، لكنه لم يعلّق علنًا على زيارة شقيقه، مفضلاً التركيز على ارتباطاته الرسمية، وإن كان قد تابع عن كثب تغطية زيارة هاري وردود فعل الرأي العام.
وتبدو الجراح بين الشقيقين أعمق مما عليه. فإلى جانب كل الانتقادات التي وجّهها هاري للعائلة الملكية في مذكراته "البديل" ووثائقي "نتفليكس" والمقابلات الإعلامية، يرى المقربون أن ما آلم ويليام أكثر هو فقدانه شقيقاً يسانده ويتقاسم معه عبء المسؤوليات الملكية.
وقد لا يغفر لهاري الأثر الذي تركه ذلك على كيت ميدلتون زوجة ويليام، التي تتعافى من السرطان، وعلى أطفاله الثلاثة جورج وشارلوت ولويس، الذين كان مستقبل أدوارهم ربما سيختلف لو بقي آل ساسكس في صفوف العائلة.
مستقبل العلاقة.. على محك الثقة
بعد أن اتخذ الملك أول خطوة حذرة نحو المصالحة، تتجه الأنظار إلى ويليام مع تساؤلات عما إذا كان سيفعل الشيء نفسه. ويتوقع أن تكون هناك ضغوطات وتوقعات عامة بأنه "إذا كان الأب مستعدًا للمغفرة، فلماذا لا يفعل الأخ؟".
لكن أحد أصدقاء ويليام المقربين يوضح أن العلاقات مع الملك المستقبلي "تقوم كلها على الثقة والولاء"، وويليام يشعر أنه فقد هذين العنصرين مع هاري، وقد يكون ذلك عقبة يصعب تجاوزها.
التحدي لا يقتصر على ويليام وحده، فالملكة كاميلا التي وصفها هاري ذات مرة بأنها "خطيرة" قد لا تكون سعيدة بإعادة التواصل مع هاري. كما قال مصدر ملكي: "لقد كان قاسيًا جدًا معها في تصريحاته وكتاباته، وهي لا تسامح بسهولة".
ويرى المراقبون أن المصالحة الحقيقية ستتطلب أكثر من مجرد زيارة عابرة أو لقاء صحفي، بل إعادة بناء ثقة تهدمت على مر السنوات، وهو اختبار حقيقي لإرادة جميع الأطراف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز