"كيساري".. فيلم يوثق شجاعة جنود الهند بواقعة تاريخية
الجزء الثاني من فيلم "كيساري" يبدأ بخبر تلقته وحدة الجيش الهندي بقدوم الجيش الأفغاني المكون من ١٠ آلاف مقاتل للاستيلاء على الوحدة.
حطم الفيلم الهندي "كيساري" الأرقام القياسية في السينما الهندية، واقترب من حصد أول مليار روبية له بعد أسبوع من بدء عرضه في السينما، فضلا عن تصنيف النقاد له بـ"أهم فيلم في ٢٠١٩"، حتى قبل عرض العدد الباقي من أفلام العام.
الفيلم الذي حقق إعلانه الترويجي ٤٣ مليون مشاهدة، مصنف "تاريخي حربي" يحيي ذكرى واقعة اقتحام الجيش الأفغاني لإحدى وحدات الجيش الهندي البريطاني على الحدود الهندية الأفغانية ١٨٩٧.
يبدأ الجزء الأول من الفيلم بمشهد يظهر فيه مدى قسوة ووحشية الجيش الأفغاني، أو كما يطلق عليه "الباتان"، باجتماعهم حول امرأة واحدة لقتلها بسبب معارضتها لهم، وبالصدفة يتواجد أحد أفراد كتيبة الجيش، ومن بينهم الضابط هافيلدار سينغ، الذي قرر التدخل لإنقاذ تلك السيدة رغم اعتراض رئيس وحدته الإنجليزي، وبعد نجاحه في إنقاذها عوقب بالنقل إلى وحدة أخرى ليكون رئيسها، ويكتشف أن تلك الوحدة يملؤها الاستهتار واللامبالاة، لكنه بحكمة وحزم نجح في تغيير الوضع للأفضل.
ويعتبر أقوى مشاهد الجزء الأول من الفيلم مشهد تجمع الجنود السيخ بقيادة أكشاي كومار، لإعادة بناء مسجد أهل القرية المجاورة للوحدة، وكيف نجح أكشاي أو هافيلدار سينغ في بعث رسالة واضحة مفادها بأن الدين لم ولن يكون طرفا في أي صراعات، لكن حب السلطة قد يجعل أي شخص يستغل مصطلح الدين للحصول على غاياته، مؤكدا أن الإنسانية لا بد أن تكون الدين الموحد لكل البشر.
الجزء الثاني من الفيلم يبدأ بخبر تلقته وحدة الجيش الهندي بقدوم الجيش الأفغاني المكون من ١٠ آلاف مقاتل للاستيلاء على الوحدة، وعدم قدرة الجيش الإنجليزي على توفير إمدادات إلا بعد ٢٤ ساعة، علما بأن عدد أفراد الكتيبة ٢١ فردا بما فيهم رئيسها، وهنا جاء الاختيار بين التسليم أو الموت بشرف بعد القتال لآخر نفس، وكان الحل الثاني هو المتفق عليه من الجميع، واستطاع الجنود تعطيل الجيش الأفغاني لمدة تزيد على ٩ ساعات، وقتلوا أكثر من ألف مقاتل أفغاني.
استطاع مخرج الفيلم أنوراج سينغ أن يمزج بعبقرية ملحوظة مشاهد الحرب والقتال والشجاعة بالكثير من اللحظات المؤثرة التي تدمع لها الأعين، وأظهر الكثير من التفاصيل الخفية حول الجنود، واللحظات التي مروا بها حتى قتل آخر فرد منهم.
كما استطاع المخرج أن يحقق معادلة قد تكون الأولى في بوليوود، إذ جعل أنوراج سينغ بطلا للفيلم من بين كل ممثليه، سواء من الجنود الهنود أو زعماء الأفغان أو حتى السيخ ذي الأفكار المتطرفة، فلكل دور ميزة خاصة وتأثير لا يمكن تجاهله حتى أن نجم العمل أكشاي كومار، تقاسم المساحة نفسها تقريبا مع كل ممثل في العمل.
مشهد أكشاي كومار الأخير كان بمثابة قنبلة الفيلم، إذ استطاع خلال ٦ دقائق فقط هي مدة عرض المشهد، أن يلخص قصص التاريخ المتكررة عن الشجاعة والتطرف الديني والإنسانية الفطرية.
لم ينس المخرج التوازن عندما أظهر نبل أحد زعماء الأفغان، الذي أظهر احتراما لشجاعة القائد الهندي وجنوده ووعده بعدم لمس غطاء رأسه والذي يعتبر مقدسا لدى السيخ.
ورغم صغر دور النجمة برينيتي تشوبرا لكنه كان ظهورا مميزا، إذ قدمت شخصية زوجة القائد السيخي، الذي كانت دوما معه لكن في خياله فقط.
شارك أكشاي كومار بطولة فيلم كيساري كل من: رانبيل دهيندسا، سانديب نهار، مير ساروار، إدوارد سونينبليك وأشواث بهات.