صفعة قوية لنتنياهو.. لجنة برلمانية لمراجعة طلب حصانته

النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي وصف القرار بالدراماتيكي مرجحا أن ترفض اللجنة منح نتنياهو الحصانة ضد المحاكمة بتهم الفساد

وجهت أحزاب المعارضة الإسرائيلية، الإثنين، ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد قرارها تشكيل لجنة من الكنيست للنظر في طلبه للحصول على الحصانة البرلمانية وذلك خلافا لرغبته.

• 3 أحزاب يسارية ووسطية تتحد لمواجهة نتنياهو بالانتخابات
• نتنياهو يعتزم طلب حصانة برلمانية بقضايا الفساد
  

وبعد مصادقة لجنة الترتيبات البرلمانية على تشكيل لجنة الكنيست من 30 عضوا فإن الكنيست الإسرائيلي سيلتئم قريبا للمصادقة على تشكيلتها قبل أن تبدأ رسميا النظر في طلب نتنياهو الحصول على الحصانة البرلمانية. 

وسعى نتنياهو، خلال الأسابيع الماضية، إلى تأجيل تشكيل لجنة الكنيست إلى ما بعد الانتخابات العامة في شهر مارس/آذار المقبل للنظر في طلبه الحصانة البرلمانية لمنع محاكمته بتهم الفساد. 

وجاءت مساعي نتنياهو هذه بعد تيقنه من أن الكنيست بتشكيلته الحالية سيرفض طلبه الحصول على الحصانة البرلمانية وهو ما سيعني تقديم لائحة الاتهام ضده إلى المحكمة. 

ولعب النواب العرب دورا حاسما بقرار تشكيل لجنة الكنيست بتصويتهم لصالح تشكيل اللجنة. 

ويواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال وإساءة الأمانة والرشوة في 3 ملفات حققت الشرطة الإسرائيلية معه بشأنها قبل قرار المستشار القانوني للحكومة تقديم لائحة اتهام ضده.

وفي هذا الصدد كان رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، وهو أيضا من حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، يحاول منع تشكيل لجنة الكنيست رغم قرار المستشار القانوني للكنيست بإمكانية تشكيل اللجنة.

وبموجب القانون الإسرائيلي فإن لجنة الكنيست تنظر في طلب الحصانة وفي حال وافقت عليه فإنه ينبغي المصادقة على القرار بأغلبية من الكنيست بكامل هيئته.

ولكن لجنة الكنيست لم تتشكل بعد الانتخابات التي جرت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي وهو ما دفع نتنياهو للاعتقاد بأن طلبه الحصانة سيتأجل إلى ما بعد الانتخابات في الثاني من مارس/آذار المقبل، إلا أن أحزاب المعارضة دفعت اليوم باتجاه تشكيل لجنة الكنيست في اجتماع اللجنة المنظمة للكنيست.

وقال الكنيست الإسرائيلي، في بيان، إنه: "بتأييد 16 عضو كنيست مقابل معارضة عضو كنيست واحد من حزب الليكود، صادقت اللجنة المنظمة على اقتراح القرار الذي سيسمح للجنة المنظمة وللجنة الكنيست بإجراء جلسات تخص المواضيع التي تقع ضمن صلاحياتها".

وقال النائب أحمد الطيبي، عضو الكنيست عن القائمة العربية: "بالرغم من المعارضة الشرسة من قبل كتلة الليكود ومحاولة تخريب الجلسة ، فقد تم بحث اقتراح إقامة لجنة كنيست والتصويت عليها بتأييد 16 عضوا ومعارضة عضو واحد".

وأضاف لـ"العين الإخبارية": "بالتالي فلجنة الكنيست لديها صلاحية بحث طلب بنيامين نتنياهو منحه الحصانة ولكن هذه الحصانة لن تمنح له لأنه يبدو أن 65 عضو كنيست يعارضون منحه الحصانة".

وتابع الطيبي: "هذا تطور دراماتيكي لم يكن بحسبان نتنياهو الذي أراد أن يطلب الحصانة وأن تبحث ما بعد الانتخابات، ولكن في التصويت اليوم قطعنا عليه الطريق وذلك بإقامة لجنة الكنيست".

وأشار الكنيست الإسرائيلي، في البيان، إلى أن لجنة الكنيست تتشكل من 30 عضوا من الأحزاب الممثلة بالبرلمان الإسرائيلي.

وكانت أغلبية تبلورت في الكنيست ضد منح نتنياهو الحصانة بعد انضمام حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان إلى المعارضة التي تضم الأحزاب العربية وأحزاب اليسار والوسط الإسرائيلية.

وفي أول تعليق له على القرار قال نتنياهو في بيان: "إن تحالف (أزرق أبيض) لم يحقق أي إنجازات للمواطنين الإسرائيليين. لقد اختطفوا الكنيست للترويج لحملتهم الوحيدة، أما نحن فسنأتي إلى مواطني إسرائيل بإنجازاتنا الهائلة، والإنجازات الهائلة التي سنحققها لدولة إسرائيل في القريب العاجل".

وفي حال رفض لجنة الكنيست طلب الحصانة فإن ملف نتنياهو سينقل إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية المقامة في القدس الشرقية المحتلة حيث سيتعين عليه الدفاع عن نفسه.

ولكن الإدانة النهائية لنتنياهو تكون فقط من خلال المحكمة العليا الإسرائيلية وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل.