أسبوع المعرفة في إكسبو 2020.. تقنيات التعليم الممتع بالصدارة
شكلت التقنية موضوع النقاش الرئيسي في الأيام الخمسة الأولى من أسبوع المعرفة والتعلم في إكسبو 2020 دبي، لا سيما في ظل جائحة كورونا.
وأجمع الخبراء المشاركون في فعاليات الأسبوع على ضرورة توفير التقنية للجميع، بعد أن حركت جائحة كورونا عجلة الابتكار والاكتشاف في العالم، وحثت على إعادة التفكير في أساليب التعليم العالمية وكيفية استخدامها في مساعدة الدول النامية.
ورأى الخبراء أن الجائحة التي ضربت العالم بأكمله، أظهرت مدى حاجة الدول كافة إلى إنشاء منصات حديثة، يمكن من خلالها تقديم الخدمات التعليمية والتقنية إلى جميع الطلاب، بصرف النظر عن أماكنهم، مشيرين إلى أن حوالي مليون ونصف المليون من أطفال العالم تركوا المدرسة من جراء هذه الجائحة.
وقال عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات: "علينا أن نعمل معا لتمكين الأجيال المقبلة ومساعدتها على أن تكون جزءا من عصر الذكاء الاصطناعي والآلات المتقدمة، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تكاتفنا وضمان وصول التعليم إلى كل فرد. إننا بحاجة إلى المزيد من التعاون بين مختلف البلدان في شتى المجالات المعرفية والتعليمية، وتوحيد الرؤى للوصول إلى أفضل الممارسات العالمية في التقنيات التعليمية".
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمها إكسبو 2020 دبي، تحت عنوان "مستقبل التعليم للجميع: تكنولوجيا التعليم والمساواة في التعلم"، حيث أجمع المشاركون على أن التعليم حق لجميع البشر، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسهم، وعلى ضرورة توفير الأدوات التعليمية اللازمة لجميع الطلاب، من أجل تكوين أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
وقال الدكتور ديفيد موينينا، وزير التعليم وكبير مسؤولي الابتكار في سيراليون: "يجب على دول العالم استخدام التقنيات التعليمية في تعليم الأطفال، وتوفير جميع الخدمات التقنية التي تساعدهم في الحصول على فرص تعليمية متميزة وعالية الجودة".
ومن جانبه، تطرق أودران لو بارون، مدير التعليم الرقمي بوزارة التربية الوطنية في فرنسا، إلى أهمية ابتكار أساليب وطرق تقنية جديدة في القطاع التعليمي، قائلا: "يجب أن تصل التقنيات التعليمية إلى الجميع، كما يجب تهيئة الأجيال المستقبلية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي وأي تحديات مستقبلية".
وشددت الدكتورة كارينا إدموندز، رئيسة الأكاديميات وتحالف "ساب" للجامعات، على أهمية دعم الوسائل التعليمية الموجهة لأطفال التوحد وتطويرها، وضرورة تقديم التقنيات التعليمية بشكل بسيط وسهل للأطفال.
ومن جهة أخرى، جمع منتدى للأعمال بعنوان "منهجيات جديدة للتعلّم من أجل المستقبل"، عُقِد في جناح موانئ دبي العالمية، قادة في مجال التعليم والتعلّم، أكدوا على أن الابتكارات المتغيرة باستمرار يجب أن تصل إلى الجميع.
وقالت كارين ساندرز، المؤسس المشارك والمدير العام لـ"ريل سيرياس جيمز"، التي تحدثت افتراضيا من أستراليا: "توفر تقنيات الألعاب الحاسوبية الحديثة المخصصة للمعلمين في أي مكان من العالم الفرص للطلاب لتعلم سيناريوهات العالم الواقعي." لكن مسألة توفير التعليم المستمر، وإيصال الابتكارات للجميع، تطرح بدورها موضوع "مساعدة المدارس على جعل التعلم ممتعا وذا معنى"، وهذا كان محور نقاش في إكسبو لايف ضمن أسبوع المعرفة والتعلم أيضا.
وسلطت حلقة النقاش الضوء على الحلول المبتكرة في مجال التقنية وتسخير التقنيات الجديدة لجعل عملية التعلم أكثر إمتاعا وتشويقا بالنسبة للطلبة.
ولفت فيدريكو بيلو، مؤسس تطبيق بوكي، إلى أهمية إشراك الأطفال في عملية التعلم عبر إنشاء محتوى تعليمي عالي الجودة، يتضمن أفكارا متنوعة والعديد من الأنشطة والتمارين المحفزة للتفكير والمتعة. ويوفر تطبيق بوكي للصغار فرصة الاستكشاف، ومن ثم محاولة إيجاد تفسير لما حدث في التجربة. وهذا الأمر، حسب قول فيدريكو، يختلف عن قضاء الوقت على الشاشة، فهو يساعدهم على التعلم بطريقة مرحة وتفاعلية بما يحسّن أداءهم الأكاديمي، لا سيما أن المحتوى الذي يقدمه التطبيق يرتبط بالعلوم والفيزياء والكيمياء، وهي معارف ضرورية وأساسية للطفل.
ولأن نسبة الوصول إلى المعلومات المتاحة زادت بشكل ملحوظ، ازدادت معها نسبة المعلومات المضلِّلة. فقد أصبحت المعلومات المتوفرة لدى الجمهور في هذا العصر الرقمي أكثر من أي وقت مضى، لكن فصل الحقائق عن الخيال بات أكثر صعوبة.
أدى الاعتماد الأكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، بدلا من التحقق من صحة المعلومات، إلى منح الأفراد إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر و"الحقائق البديلة"، التي غالبا ما تتعارض مع النتائج العلمية، أو تكون غير مكتملة أو ببساطة خاطئة.
من هنا كان موضوع "علم كل شيء: العلوم مقابل المعلومات المضلِّلة في العالم الرقمي" محط اهتمام أسبوع المعرفة والتعلم، وهدفت الجلسة إلى بحث الطريقة التي يمكن بها تشجيع الأفراد على الاقتناع بالعلوم والتصدي لنشر المعلومات المضلِّلة، وإيجاد طريقة لكي يستعيد العلم دوره الحاسم في مساعدة الناس على التمييز بين الحقائق والمعلومات المضلِّلة.
وقال عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة في دولة الإمارات: "حياتنا الرقمية مليئة بالمعلومات الخاطئة والمضلِّلة. قبل العصر الرقمي، حين كنت طفلا، كنت أستمتع بهذه الخرافات أو الشائعات أو نظريات المؤامرة وأصدقها كلها. ومر وقت طويل إلى أن انتشلنا أنفسنا من هذه الأكاذيب التي تضفي الجاذبية على كل شيء. إنها طبيعة بشرية، فنحن نميل للبحث عن القصة الجذابة الرائعة".
من جهتها، قالت الأستاذة لينا بيلكانين، أستاذة اللغويات وعلم النفس في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية: "من الواضح أننا لسنا محصنين ضد أنواع المعلومات الخاطئة المضلِّلة. تتمثل مسؤولية أي معلم وهدفه في تنشئة مفكرين ناقدين، وهو ما أعمل عليه من خلال تدريس الطلاب الجامعيين، وطلاب الدراسات العليا، وباحثي ما بعد الدكتوراه، لتعليمهم كيفية تمييز المستويات المختلفة من المعلومات المضلِّلة أو الخاطئة.
وقال راشد العوضي، المدير التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد في دولة الإمارات العربية المتحدة: "من الأشياء التي نقوم بها في الأكاديمية من أجل مكافحة انتشار المعلومات الخاطئة أو المضلِّلة إعداد صنّاع المحتوى. كل فرد بحاجة إلى أن يصبح منشئ محتوى. ونحن بحاجة إلى إيجاد أفضل رواة للقصص في العالم لتعليمهم كيفية سرد قصة قيّمة".
وتحدث فارس العقاد، مدير الشراكات الإعلامية لفيسبوك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، عن معايير نشر المعلومات على موقع فيسبوك، قائلا: "الحد من انتشار المعلومات المضلِّلة يتطلب عدم التسامح مطلقا مع الأشخاص الذين يشاركون في إدخال هذه المعلومات. يتحدث الناس دائما عن المعلومات الخاطئة، وينتقدون المعلومات التي نقدمها. وفي الواقع، نتلقى القدر نفسه من الانتقادات لما نحذفه من معلومات أحيانا، حيث نتجنب نشر الكثير من المعلومات التي يرى الناس أنه لا ينبغي علينا نشرها، وذلك لأننا جزء من النسيج الاجتماعي".
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز