بعد طعنة ميسي.. كومان يلجأ لتعاليم فان جال في برشلونة
رونالد كومان مدرب برشلونة يستدعي تعاليم أستاذه لويس فان جال لرسم ملامح مشروعه مع الفريق بعد أزمة القائد ليونيل ميسي.. اقرأ التفاصيل
شهدت مسيرة فريق برشلونة الإسباني على مر تاريخه تناغما شديدا مع مدرسة الكرة الهولندية، مما جعل التعاقد مع رونالد كومان كمدرب جديد للفريق الكتالوني أمراً مبهجاً لجماهير قلعة كامب نو.
لكن في ظل الأزمات الأخيرة التي عانى منها برشلونة، ومشروع المدرب الشاب الذي يعتمد على خلق توليفة جديدة، يشم البعض رغبة من كومان في إعادة سيناريو أستاذه ومواطنه لويس فان جال، مدرب البارسا الأسبق، عبر فرض سيطرة أبناء الطواحين على كتيبة الفريق الكتالوني، باعتبارهم أهل ثقة لدى المدرب أكثر من غيرهم.
أسماء هولندية كثيرة مثل كومان ومن قبله يوهان كرويف ومن بعدهما باتريك كلويفرت وغيرهم الكثير، وصولاً لفرينكي دي يونج، ناسبت كثيراً أسلوب البارسا لكنها لم تضمن النجاح الدائم، بل إن تطبيق نظرية الهيمنة الهولندية التامة في عهد فان جال وضم 8 لاعبين من الطواحين أدى في نهاية الأمر إلى موسم بلا بطولات.
ولعل ما يعزز من سعي كومان لتطبيق مبدأ الهيمنة الهولندية والاستعانة بأهل الثقة من أبناء جلدته ولاعبيه السابقين في منتخب الطواحين تلك الأزمة التي حدثت مؤخرا، ومثلت ضربة قوية لخططه، والتي تمثلت في طلب نجمه ليونيل ميسي الرحيل، قبل أن يوافق في النهاية مرغماً على البقاء في كامب نو.
وتؤكد الصحافة الإسبانية أن كومان رغم ذلك لن يضع ميسي صاحب الـ33 ربيعا كلاعب رئيسي في حساباته يبني عليه مشروعه، لأنه يدرك جيدا أنه بقي مرغما، ولذلك فإنه لن يستطيع منح الفريق كل طاقته كما كان يفعل في السابق، لذلك بدأ في تجهيز قائمة اللاعبين الذين سيعتمد عليهم خلال مشواره مع الفريق.
ديباي وفينالدوم
الصحافة الإسبانية كشفت على مدار الأيام الماضية أن كومان يستهدف التعاقد مع مواطنيه جيورجينيو فينالدوم لاعب ليفربول الإنجليزي كحلقة مهمة في خطته لوسط الفريق، وممفيس ديباي لاعب أولمبيك ليون الفرنسي هداف منتخب هولندا الأول في عهده.
ويعد ديباي وفينالدوم من أهم اللاعبين في تشكيلة منتخب هولندا التي قادها كومان على مدار العامين الماضيين لإنجازات رائعة، أبرزها التأهل لنهائي دوري أمم أوروبا ثم الصعود لكأس أمم أوروبا 2020 كأول بطولة كبرى تتأهل لها هولندا منذ 2014، في مسيرة شهدت التفوق على فرنسا بطلة العالم 2018 وألمانيا بطلة 2014 وإنجلترا رابع العالم.
وبالإضافة إلى ذلك يتواجد الهولندي فرينكي دي يونج لاعب وسط البارسا القادم من أياكس أمستردام الصيف الماضي في تشكيلة الفريق الكتالوني، مما قد يرفع عدد ممثلي الطواحين في برشلونة إلى 3 لاعبين.
معضلة فان جال
التواجد الهولندي الكبير في البارسا حال حدوثه مع كومان سيعيد إلى الأذهان تشكيلة الفريق تحت قيادة مدربه الأسبق لويس فان جال، الذي ضمت كتيبته في موسم 1998-1999 ثمانية لاعبين من أبناء جلدته، اعتمادا على مبدأ الاستعانة بـ"أهل الثقة".
وكان كومان عمل في بداية مسيرته التدريبية مساعداً لفان جال في الجهاز الفني للبارسا نهاية تسعينيات القرن الماضي، والذي ضم أيضا البرتغالي جوزيه مورينيو.
في موسم فان جال الأول كان برشلونة يضم هولندياً واحداً هو المدافع وينستون بوجراد، فأضاف إليه أولا ثنائيا آخر هما مايكل ريزيجير من ميلان الإيطالي، ورود هيسب من رودا الهولندي، وفي تلك السنة حقق البارسا 3 ألقاب هي الدوري الإسباني بالإضافة للسوبر الأوروبي وكأس ملك إسبانيا.
في الموسم التالي زاد العدد إلى 8 هولنديين بالتمام والكمال بعد ضم 5 أسماء أخرى هي باتريك كلويفرت من ميلان، وفيليب كوكو وبوندون زيندن من آيندهوفن الهولندي خلال الميركاتو الصيفي، ثم الأخوان فرانك ورونالد دي بوير من أياكس في الشتاء.
في النهاية نجح البارسا في الحفاظ على لقب الليجا، لكنه خرج من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بعد وقوعه في مجموعة ضمت بايرن ميونيخ الألماني ومانشستر يونايتد الإنجليزي اللذين خاضا النهائي في نفس السنة على ملعب برشلونة تحديداً.
في الموسم الأخير بقي الهولنديون الثمانية كما هم بلا زيادة أو نقصان، لكن برشلونة فشل في إحراز أي لقب، ليرحل فان جال عن جدران كامب نو غير مأسوف عليه.
درس ريكارد
بالنسبة لهولندي آخر تولى قيادة برشلونة وهو فرانك ريكارد كان الوضع مختلفاً، حيث تولى قيادة البارسا من 2003 إلى 2008، وعند قدومه للفريق كان لديه 5 لاعبين من أبناء جلدته.
وفي موسم 2003-2004، أول مواسم ريكارد مع البارسا الذي كان بصدد بناء فريق جديد، تواجد في برشلونة من هولندا ريزيجر وكوكو وكلويفرت ومارك أوفرمارس وجيوفاني فان برونكهورست، وضم هو إليهم بعدها إدجار ديفيدز لمدة 6 أشهر على سبيل الإعارة من يوفنتوس الإيطالي.
في هذا الموسم لم يحقق البارسا أي لقب فحل ثانياً في الليجا، وخرج من الدور الرابع للدوري الأوروبي أمام سيلتيك الاسكتلندي ومن ربع نهائي كأس الملك أمام ريال سرقسطة بالخسارة بنتيجة 15.
وقام ريكارد في موسمه التالي على أثر ذلك بالإطاحة بـ5 هولنديين، ولم يتبق إلا برونكهورست، ولم يضم المدرب الشاب أي لاعب من أبناء جلدته بعدها إلا مارك فان بوميل في موسم 2005-2006، قبل أن يرحل بعدها مباشرة لبايرن ميونيخ الألماني.
نجاح ريكارد في التخلص من عقدة أبناء جلدته جعله ينجح في موسم 2004-2005 في التتويج بلقب الدوري الإسباني، ثم الحفاظ عليه في الموسم التالي، بجانب إضافة لقب دوري أبطال أوروبا، وذلك للمرة الثانية في تاريخ النادي.
لعنة الهولنديين
هناك أمر مشابه حدث في ريال مدريد الإسباني في موسم 2008-2009، حين ضم 6 لاعبين هولنديين وفشل معهم في إحراز أي لقب وقتها، لتقرر الإدارة الاستغناء عن 4 منهم.
وضم الريال وقتها بقيادة المدرب الإسباني المخضرم خواندي راموس ويسلي شنايدر وآريين روبين ورافائيل فان دير فارت ورويستون درينثي ورود فان نيستلروي وكلاس يان هونتيلار، وتلقى حينها الفريق خسارة كارثية من برشلونة في سانتياجو برنابيو بنتيجة 2-6، كما خسر 0-4 من ليفربول في أنفيلد رود بدوري أبطال أوروبا.
وفي صيف 2009 استغنت إدارة الريال عن هونتيلار لميلان وشنايدر لإنتر ميلان ونيستلروي لهامبورج الألماني وروبين لبايرن ميونيخ، من أجل التخلص من لعنة الهولنديين التي أصابت الفريق.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز