خورخي.. الطرف الثابت في أزمات ميسي
في برشلونة، شهرة وسمعة خورخي ميسي ليست الأفضل، ففي العديد من المشكلات القضائية التي واجهها اللاعب كان والده طرفا فيها
تسببت رغبة النجم ليونيل ميسي في الرحيل عن نادي برشلونة، الفريق الذي انضم إليه منذ أن كان طفلا قادما من الأرجنتين والفريق الوحيد الذي شارك ضمن صفوفه كلاعب محترف، في فتح واحد من أكبر سيول الأخبار الرياضية خلال السنوات الأخيرة.
أي أخبار أخرى تكون في الخلفية وفي الصورة دائما تلك التي تتعلق بمستقبل اللاعب، والذي يعمل والده ووكيل أعماله، خورخي أوراسيو ميسي، على تقريره.
وبحث والد النجم الأرجنتيني، برفقة شركة محاماة، مع إدارة النادي الكتالوني رحيل نجله بشكل ودي، وذلك بعدما ارتدى ميسي قميص النادي طوال العقدين الماضيين.
وعلى الرغم من أن خورخي ميسي صرح قبل اجتماعه بإدارة النادي بأنه "من الصعب" بقاء نجله داخل صفوف الفريق، إلا أن نجم منتخب الأرجنتين قرر البقاء في الفريق الكتالوني للموسم المقبل.
دائما ما كان خورخي صاحب الـ62 عاما في صف ليو، الثالث في ترتيب أبنائه الأربعة، والأصغر من كل من ماتياس ورودريجو وقبل الابنة الصغرى ماريا سول، فهو من شجعه على السفر إلى برشلونة وهو في عمر الـ13 لتجربة حظه كلاعب كرة قدم وأيضا بحثا عن علاج للنمو له، والذي رفضته العديد من الأندية الأرجنتينية تكفلها به ولكن رحّب النادي الكتالوني بذلك.
وتوجّه ميسي في رحلته الأولى إلى برشلونة برفقة والده ووكيل اللاعبين فابيان سولديني، وذلك حسبما ذكره الصحفي الأرجنتيني ليوناردو فاكسيو في كتابه "ميسي الفتي الذي دائما ما جاء متأخرا واليوم هو الأول".
وعلى الرغم من أن سولديني كان وكيل أعماله حينها، إلا أن والد اللاعب كان المسؤول عن جميع أمور وشؤون نجله حسب ما أكد النجم الأرجنتيني عام 2016 خلال محاكمته هو ووالده بتهمة التهرب الضريبي المزعوم.
وقال اللاعب خلال محاكمته: "لقد قمت فقط بلعب الكرة، وقّعت العقود لأنني وثقت بوالدي وبالمحامين".
بينما دافع خورخي ميسي عن نفسه خلال المحاكمة ملقيا باللوم على المحامين الذين نصحوه قائلا: "لقد أخبرونا بأن جميع الأمور قانونية وأن كل شيء كان جيدا"، كما سُئل والد اللاعب عن مدى معرفته بقانون الضرائب، وأجاب حينها: "لا أفهم شيئا في الجوانب المحاسبية، فهي بالنسبة لي كاللغة الصينية".
وفي تلك القضية تم الحكم على ميسي ووالده بالسجن لمدة 21 شهرا وتغريمهم مليوني يورو لصالح خزينة الضرائب، ومع ذلك تم استبدال عقوبة الحبس بغرامة قدرها 252 ألف يورو.
في برشلونة، شهرة وسمعة خورخي ميسي ليست الأفضل، ففي العديد من المشكلات القضائية التي واجهها اللاعب كان والده طرفا فيها وموجودا دائما للإشراف على جميع الأمور المتعلقة بمسيرته الاحترافية.
ويعيش خورخي ميسي ما بين مدينتي روساريو (الأرجنتين) وبرشلونة، وفي كلتا المدينتين يمتلك منزلا ويحظى بحياة هادئة بعيدة عن الضجة والمشكلات.
وعمل والد النجم الأرجنتيني، المتزوج منذ أكثر من 40 عاما من سيليا كوتشيتيني، قبل أن يصبح نجله لاعبا لكرة القدم، في إحدى شركات الحديد والصلب بمدينة روساريو، كما لعب كرة القدم في نادي نيولز أولد بويز الذي لعب لصفوفه أيضا ليونيل ونجلاه الكبيران ماتياس ورودريجو.
وذكر الصحفي فاكسيو في كتابه نقلا عن خورخي ميسي: "بعدما رزقت بولدين وهما لاعبا كرة قدم رغبت فقط أن يكون المولود الثالث فتاة"، بينما جاء المولود الثالث ذكرا أيضا ومع الوقت أصبح أفضل لاعب في العالم.
ومؤخرا هيمن اسم خورخي ميسي على الأخبار الرياضية منذ وصوله برشلونة للتفاوض حول رحيل نجله عن برشلونة.
وكان ميسي أرسل فاكسا رسميا إلى إدارة برشلونة، يطلب فيه تفعيل بند الرحيل المجاني بعد نهاية كل موسم، والمُدرج في عقده الذي ينتهي في يونيو/حزيران 2021، لكن البارسا رد عليه مؤكدا أن موعد تفعيل هذا البند انتهى في 10 يونيو الماضي، ما يعني أن النجم الأرجنتيني عليه أن يدفع 700 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقده إذا أراد الرحيل.
وإزاء تمسك ميسي بموقفه أبدت رابطة الدوري الإسباني (لا ليجا) دعمها لموقف برشلونة، وأكدت أنها لن تسمح برحيل اللاعب دون أن يدفع الشرط الجزائي.
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري وصل خورخي ميسي إلى برشلونة للقاء رئيس النادي جوسيب بارتوميو والتوصل إلى حل للأزمة، ولكن الرئيس، بحسب مصادر مقربة، عرض عليه فقط خيارين للرحيل عن برشلونة: دفع قيمة الشرط الجزائي أو الذهاب للمحكمة.
وقبل إعلان ميسي في الرابع من الشهر نفسه أنه سيستمر في النادي الكتالوني، تبادلت رابطة الليجا وخورخي ميسي بيانات جديدة حول عقد اللاعب، حيث لم يتزحزح موقف الليجا عن إعلانها السابق، في حين تعتبر أسرة اللاعب أن ذلك خطأ.
وفي النهاية أعلن ميسي أنه سيستمر في برشلونة لتفادي نقل نزاع مع نادي عمره إلى القضاء.