كريستيان مالانغا.. عراب «الانقلاب التلفزيوني» في الكونغو الديمقراطية
عادت الانقلابات "التلفزيونية" إلى صدارة العناوين، على يد كريستيان مالانغا في الكونغو، بعد أن حاول شن حملة ضد الحكومة غير مخططة وغريبة.
وبعد أيام من محاولة مالانغا الفاشلة، ظهرت المزيد من التفاصيل بعد إحباطها، وتفاصيلها الغريبة، من مراحل التنفيذ إلى نهاية الهجوم على يد الحرس الرئاسي، بعد وقت قصير من إعلان المجموعة المهاجمة "انتصار لم يحدث".
وفي وقت مبكر من صباح 19 مايو/أيار، أفادت التقارير بأن بضع عشرات من الرجال يرتدون الزي العسكري، بقيادة كريستيان مالانغا، وهو ضابط سابق في الجيش الكونغولي، عبروا النهر الذي يفصل الكونغو (برازافيل سابقًا) عن عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينشاسا. لكن المحاولة الانقلابية فشلت.
فمن هو مالانغا؟
نشأ مالانغا، وهو ابن لاجئ سياسي كونغولي، في الولايات المتحدة، حيث حصل على جنسية مزدوجة.
وبعد الانتهاء من دراسته الثانوية في الولايات المتحدة، قام بإنشاء العديد من الشركات الصغيرة بالإضافة إلى جمعية «خط المساعدة الأفريقية» غير الربحية، والتي تدعم تعليم الأطفال في القارة الأفريقية.
ثم عاد إلى بلده الأصلي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحصل على رتبة نقيب قبل أن يغامر في مجال الأعمال التجارية.
عارض مالانغا الرئيس جوزيف كابيلا آنذاك وترشح لانتخابات البرلمان، واعتُقل لفترة وجيزة قبل الانتخابات التشريعية لعام 2011. قبل أن يغادر البلاد.
وعاد مالانغا إلى الولايات المتحدة وأسس «الحزب الكونغولي الموحد»، وهو حزب صغير يهدف إلى ربط وتقريب الشتات الكونغولي حول العالم. وكان أيضًا رئيسًا لحركة “زائير الجديدة” ومقرها بروكسل ببلجيكا.
وفي فترة تواجده بالخارج، سعى مالانغا إلى حشد الشتات حول حركته المعارضة التي أسسها في ذلك الوقت، واستمر في محاولاته بناء تجمع قوي قادر على السيطرة على السلطة.
لذلك، تصف الصحافة المحلية كريستيان مالانغا، البالغ من العمر 41 عاما، بأنه «صوت سياسي منشق من الشتات الكونغولي».
وكان السياسي مؤثرا أيضا في المجال الديني. وفي عام 2017، حصل على وسام الصليب الأكبر من وسام مملكة القديس بطرس وبولس في الفاتيكان.
تفاصيل غريبة
وفي ساعات الصباح الباكر من يوم 19 مايو/أيار، توجه مالانغا ومجموعته الصغيرة من الرجال المسلحين إلى مقر إقامة رئيسة الوزراء الجديدة، جوديث سومينوا، في محاولة للقبض عليها.
وبعد أن فشلوا في تحديد عنوانها بالضبط، ذهبت المجموعة، إلى فيلا وزير الدفاع جان بيير بيمبا. وبعد أن تعذر عليهم العثور عليه في منزله، استهدفت المجموعة مقر إقامة فيتال كاميره، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وقُتل الشرطيان المناوبان.
لكن كاميره تمكن من الاختباء، ما صعب عملية القبض عليه، ما دفع المجموعة المهاجمة للذهاب إلى قصر الرئاسة، بعد أن حصلوا على سيارة جيب سمحت لهم بدخول المجمع الذي يخضع لحراسة مشددة.
وأظهر مقطع فيديو من الهاتف المحمول مالانغا، محاطًا بحوالي عشرين فردًا من مجموعته، وهو يعلن ”لقد حان الوقت. عاشت زائير، عاش أبناء موبوتو. لقد سقط (الرئيس) فيليكس تشيسيكيدي (الرئيس). نحن المنتصرون".
وكان هذا على الأرجح أحد آخر تصريحاته العلنية، حيث أوقف الحرس الجمهوري محاولة الانقلاب. وخلال تبادل إطلاق النار، قُتل أربعة انقلابيين على الأقل، من بينهم مالانغا. واعتقل الجيش حوالي 40 شخصًا، من بينهم اثنان يحملان الجنسية الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الجيش الكونغولي، الجنرال سيلفان إيكينجي، إن «قوات الدفاع والأمن أحبطت محاولة انقلاب في مهدها".
وأضاف إيكينجي، في رسالة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي حينها، أن "المحاولة شارك فيها أجانب وكونغوليون"، مشيرا إلى توقيف نحو 40 شخصًا فيما حيّدت قوات الأمن 4 آخرين بينهم قائدهم "كريستيان مالانغا وهو كونغولي يحمل الجنسية الأمريكية".