مناوشات الكوريتين.. هل تتحول أوكرانيا لساحة حرب بين الجارتين؟
تسيطر عناوين التوتر بين الكوريتين على الأخبار، وتنتقل من حروب النفايات إلى مكبرات الصوت لكن تطورات متتالية تنذر بمرحلة جديدة من الصراع.
إذ أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول، اليوم الخميس، أن بلاده قد تنظر في تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا اعتمادا على مستوى انخراط الجارة الشمالية في الحرب الدائرة هناك.
وأدلى الرئيس يون بذلك خلال مقابلة مكتوبة مع وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) قبل رحلته إلى أمريكا اللاتينية لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بيرو وقمة مجموعة العشرين في البرازيل.
وأكدت كل من سول وواشنطن أن الجنود الكوريين الشماليين الذين جرى نشرهم في منطقة كورسك على الخطوط الأمامية الغربية لروسيا، "بدأوا بالفعل في المشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية".
وقال الرئيس يول في المقابلة "إذا لم يتوقف كلاهما عن مغامرتهما العسكرية الخطيرة فنحن مستعدون لاتخاذ إجراءات فعالة مناسبة، بما في ذلك تعزيز الدعم لأوكرانيا، بالتعاون مع حلفائنا والدول ذات التفكير المماثل".
ولم يوضح الرئيس الكوري الجنوبي ماذا يعنيه بـ"إجراءات فعالة مناسبة"، لكن مثل هذا التهديد قد يدفع بالصراع بين الكوريتين إلى مساحة جديدة، أشبه بحرب غير مباشرة في شرق أوروبا، وفق مراقبين.
"تكنولوجيا حساسة"
الأكثر من ذلك، حذر يول من قيام موسكو بنقل تكنولوجيا عسكرية حساسة إلى بيونغ يانغ مقابل نشر الأخيرة قواتها هناك، معربا عن مخاوفه من اكتساب القوات الكورية الشمالية خبرة في الحرب الحديثة في أوكرانيا.
كما دعا بيونغ يانغ وموسكو إلى "إنهاء تعاونهما العسكري غير الشرعي وسحب القوات الكورية الشمالية من الأراضي الروسية"، مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية تحافظ على قنوات دبلوماسية مع روسيا.
رسالة أمريكية
وفي وقت سابق، أكدت الولايات المتحدة أن القوات الكورية الشمالية -التي تم نشرها في منطقة كورسك على خط المواجهة الأوكراني الروسي- بدأت في الانخراط في عمليات قتالية ضد القوات الأوكرانية.
وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "اليوم.. أستطيع أن أؤكد أنه تم إرسال أكثر من 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية إلى شرق روسيا، وانتقل معظمهم إلى منطقة كورسك الغربية، حيث بدأوا الانخراط في عمليات قتالية إلى جانب القوات الروسية".
ووفق باتيل "تقوم القوات الروسية بتدريب القوات الكورية الشمالية على المدفعية واستخدام المركبات الجوية المسيرة وعمليات المشاة الأساسية، بما في ذلك عمليات تطهير الخنادق"، التي اعتبرها مهارات "حاسمة" بالنسبة لعمليات الخطوط الأمامية.
وحتى اليوم، تجنب الكرملين الرد على أسئلة حول وجود تعزيزات كورية شمالية.
عقبات
لكن المتحدث المسؤول الأمريكي شدد على أن نجاح روسيا في ساحة المعركة بالاعتماد على القوات الكورية الشمالية يعتمد إلى حد كبير على مدى قدرتها على دمجها في جيشها.
وأوضح "بعض التحديات التي سيتعين عليهم التغلب عليها هي قابلية التوافق التشغيلي، وحاجز اللغة، والقيادة والسيطرة والتواصل".
مستطردا "الولايات المتحدة تتشاور بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا في الدول الأخرى في المنطقة بشأن تداعيات ذلك على التطورات الراهنة".
جاء ذلك بعد أن أنهى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إجراءات التصديق على معاهدة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع روسيا، في إشارة واضحة إلى تعميق التعاون العسكري بين البلدين.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2NSA= جزيرة ام اند امز