«دبلوماسية الغولف».. وسيلة رئيس كوريا الجنوبية للتقرب من ترامب
يستعد قادة العالم لفترة رئاسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سياسيا واقتصاديا وربما عسكريا، ولكن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يستعد بطريقة مختلفة.
مكتب الرئيس الكوري الجنوبي قال اليوم الثلاثاء إنه بدأ ممارسة لعبة الغولف لأول مرة منذ 8 سنوات استعدادا لاجتماعات مستقبلية مع ترامب.
وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن يون زار ملعبا للغولف يوم السبت الماضي للتدرب، فيما أوضح مكتبه أنه لم يمارس اللعبة منذ عام 2016.
ويفضل الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لعب الغولف، وقد قدرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عام 2021 أن ترامب لعب ما يقدر بنحو 261 جولة من الغولف خلال فترة ولايته الأولى، أو جولة كل 5.6 يوم.
ويرتبط ترامب ارتباطًا وثيقًا برياضة الغولف، إذ بدأ في الاستحواذ على ملاعب الغولف وبنائها في عام 1999 بصفته مطورًا عقاريًا. وفي 2016 أصبح يمتلك 17 ملعبًا للغولف في جميع أنحاء العالم من خلال شركته القابضة منظمة ترامب.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي بعد أن هنأ ترامب عبر الهاتف على فوزه "كثير من الأشخاص المقربين من الرئيس ترامب... أخبروني بأنني وترامب ستربطنا علاقة جيدة".
وأضاف أن مسؤولين سابقين في إدارة ترامب وجمهوريين بارزين عرضوا المساعدة في بناء العلاقات مع الرئيس المنتخب.
ويتوقع محللون أن يسعى يون إلى إيجاد طريقة للاستفادة من الصداقة الشخصية مع ترامب لتعزيز مصالح سول بينما يمضي الرئيس الجمهوري في سياسته الخارجية القائمة على مبدأ "أمريكا أولا" مع أسلوبه غير المتوقع في ولايته الثانية.
وقد ترك الرئيس الكوري الجنوبي انطباعًا جيدًا لدى زعماء واشنطن، بعد أدائه لأغنية دون ماكلين "الفطيرة الأمريكية" في عشاء رسمي مع الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في عام 2023.
وتعتمد الشركات الكورية الجنوبية بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، اصطدمت الدولتان بشأن تقاسم التكاليف بالنسبة لنحو 28500 جندي أمريكي متمركزين في كوريا الجنوبية كإرث للحرب الكورية 1950-1953.
وقال رامون باتشيكو باردو، المتخصص في الشؤون الكورية في كينجز كوليدج لندن، إن الشخصيات المتشابهة والنهج الخارجي لترامب ويون قد تساعدهما على التفاهم.
وأضاف "أعتقد أيضًا أن يون يحظى بشعبية كبيرة لدى صناع القرار في الولايات المتحدة، وهو ما سيساعده، أياً كان من يقدم المشورة لترامب بشأن السياسة الخارجية".
ويتفق بروس كلينجنر، من مؤسسة التراث في واشنطن، على أن البلدين يمكن أن يطورا علاقة قوية، لكنه حذر من أن ذلك قد لا يكون كافيا لتجنيب كوريا الجنوبية التأثيرات السلبية.
وأضاف المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في إشارة إلى رئيس الوزراء الياباني الأسبق الذي اغتيل، "بينما يسعى العديد من الزعماء إلى تكرار الصداقة التي كانت بين شينزو آبي وترامب، لا يوجد دليل على أن العلاقة الشخصية أسفرت عن أي فوائد ملموسة وواضحة لليابان".
وأضاف أن طوكيو حظيت بنفس المعاملة التي حظيت بها سول في المحادثات المثيرة للجدل بشأن تقاسم التكاليف العسكرية.