صواريخ الكوريتين تدق طبول الحرب.. "بارود" التوتر يشعل شبه الجزيرة
رغم أن تاريخ العلاقات بين الكوريتين مثقل بالتوتر, لكنها المرة الأولى التي يقترب فيها صاروخ كوري شمالي من المياه الإقليمية للجارة الجنوبية.
صواريخ تخلت هذه المرة عن اتجاهها الأحادي من حيث المنطلق والهدف، لتتخذ الاتجاه العكسي أيضا وترفع سقف التوتر إلى أقصاه منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953.
مشهد يدق طبول الحرب من جديد في تطورات تستنسخ -بإحداثيات أكثر تعقيدا- ما حدث في يونيو/حزيران 2020، حين اتهمت كوريا الجنوبية جارتها بتفجير مكتب الارتباط في مدينة كايسونغ الحدودية الذي يتولى عادة إدارة العلاقات بين شطري الجزيرة.
لكن حينها، توقف التصعيد عند حد المعارك الكلامية، ولم يسجل أي رد من الجارة الجنوبية رغم يقينها من أن ما حدث كان استفزازا صريحا من بيونج يانج، وجاء بعد وقت قصير من تهديدات أطلقتها شقيقة الرئيس الكوري الشمالي من أنه "قريبا سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك.. وهو منهار تماما".
صواريخ وقذائف
بعد ليلة متوترة، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن الجارة الشمالية أطلقت، الأربعاء، 100 قذيفة مدفعية باتجاه المنطقة البحرية الفاصلة بين الجانبين، في تطور يأتي بعد ساعات على إطلاق مجموعة من الصواريخ سقط أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية.
وقالت هيئة أركان الجيوش الكورية الجنوبية: "أطلقت كوريا الشمالية نحو 100 قذيفة مدفعية من كوسونغ في مانغون إلى المنطقة الفاصلة شمال خط الحدود الشمالي"، في إشارة إلى الحدود البحرية بين الكوريتين.
تصعيد مستمر يعقب يوما حافلا أطلقت فيه بيونج يانج أكثر من عشرة صواريخ وقع أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية، لكن اللافت هو أن سول لم تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي، وردت بإطلاق ثلاثة صواريخ جو-أرض.
وفي غضون ذلك، استنكر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك-يول، اعتداءات الجارة الشمالية وندد بما اعتبره "اجتياحا أرضيا بحكم الواقع".
صواريخ بيونج يانج فجرت رعبا حقيقيا هذه المرة حتى في صفوف المدنيين، حيث اجتاز صاروخ باليستي قصير المدى خط الحدود الشمالي، ما أطلق إنذارا بحصول غارة جوية، فطلب من سكان جزيرة أولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.
وبحسب الجيش الكوري الجنوبي، تعد هذه "المرة الأولى منذ انقسام شبه الجزيرة" الكورية وتوقف معارك الحرب الكورية العام 1953، التي يسقط فيها صاروخ كوري شمالي على هذه المسافة القريبة من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
وسقط الصاروخ الأقرب إلى الحدود الكورية الجنوبية في مياه تقع على بعد 57 كيلو مترا شرق البر الرئيسي لكوريا الجنوبية على ما أوضح جيش سول الذي أكد أن ما حصل "لا يمكن قبوله"، مشددا على أن سول سترد "بحزم على أي استفزازات".
الأكثر عدائية
لم يكتف رئيس كوريا الجنوبية بالتنديد، بل دعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي بشأن إطلاق الصواريخ الذي اعتبره محللون "الأكثر عدائية وتهديدا" منذ سنوات عدة.
كما وجه أيضا باتخاذ تدابير "سريعة وصارمة لكي تدفع الاستفزازات الكورية الشمالية الثمن الباهظ".
وتأكيدا لإطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في تصريحات إعلامية، إنه يريد "عقد اجتماع حول الأمن القومي بأسرع وقت ممكن".
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز