الكوريتان على موعد مع السلام.. "تاريخ جديد يبدأ الآن"
تأتي القمة قبل أسابيع من لقاء مزمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
استقبل الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وتبادل الاثنان الابتسامات، وتصافحا في المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين، اليوم الجمعة، في أول قمة للكوريتين منذ أكثر من عقد.
وتناقضت مشاهد الحديث الودي بين مون وكيم بشدة مع لقطات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية العام الماضي وأكبر تجربة نووية أجراها الشمال وأدت إلى عقوبات دولية واسعة ومخاوف من نشوب صراع على شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي القمة قبل أسابيع من لقاء مزمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال كيم قبل أن يبدأ هو ومون وكبار مساعديهما المحادثات: "إننا اليوم عند خط بداية حيث يسطر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين".
ومن المتوقع أن يناقش مون وكيم نزع السلاح النووي والعلاقات بين الكوريتين، كما سيغرسان شجرة تذكارية في قرية بانمونجوم الحدودية.
وقبل أيام من القمة أعلن كيم تعليق التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى وتفكيك موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في كوريا الشمالية.
وأخفقت قمتان سابقتان بين زعيم الشمال ورئيس الجنوب، وكانتا في بيونج يانج عامي 2000 و2007، في وقف برامج الأسلحة الكورية الشمالية أو تحسين العلاقات بشكل دائم.
وقال كيم: "اليوم وبدلا من التوصل إلى نتائج لن نتمكن من تنفيذها مثلما حدث في الماضي، فإننا يجب أن نحقق نتائج جيدة من خلال الحديث بصراحة بشأن القضايا الحالية والقضايا ذات الأهمية".
واستقبل مون، كيم عند خط ترسيم الحدود العسكرية، ليصبح كيم بذلك أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.
وفي لفتة عفوية، دعا كيم الرئيس الكوري الجنوبي لعبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة، قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود.
وحصل كيم ومون على باقتي ورود من صبي وفتاة من كوريا الجنوبية.
وسار الزعيمان على سجادة حمراء، وكان في انتظارهما حرس الشرف الكوري الجنوبي في الزي التقليدي فيما عزفت موسيقى تقليدية.
وتوقف كيم للتوقيع في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية، قبل أن يبدأ جلسة خاصة مع مون.
وكتب كيم باللغة الكورية في الدفتر: "تاريخ جديد يبدأ الآن.. عهد من السلام"، ثم ترك توقيعه والتاريخ.
وقال مون مع بدء المحادثات الرسمية: "أتمنى أن نتمكن من الحديث بصراحة والتوصل لاتفاق لمنح الكوريين وشعوب العالم الطامحة في السلام هدية عظيمة".
وقال البيت الأبيض في بيان مع بدء قمة الكوريتين إن الولايات المتحدة تأمل في أن تحرز المحادثات بين كيم ومون تقدما في سبيل تحقيق السلام والرخاء.
وأضاف أنه يتطلع إلى مواصلة المناقشات بين الكوريتين؛ استعدادا للاجتماع المزمع بين ترامب وكيم في الأسابيع المقبلة.
وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية قالت إن كيم "سيتناقش مع مون جيه-إن بصراحة في كل القضايا لتحسين العلاقات بين الكوريتين وتحقيق السلام والرخاء وإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية".
وتوجه مون إلى مكان القمة في موكب كبير وتوقف قليلا لتحية العشرات من مؤيدي القمة بين الكوريتين، والذين لوحوا بأعلام كوريا الجنوبية قرب البيت الأزرق الرئاسي.
ومن المتوقع أن تصدر الكوريتان بيانا مشتركا في ساعة متأخرة، اليوم الجمعة، وقد يطلق عليه اسم إعلان بانمونجوم. وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية إن البيان قد يتطرق إلى نزع السلاح النووي والسلام وتحسن العلاقات.
والكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية؛ إذ انتهت الحرب الكورية بهدنة لا معاهدة سلام.
ويوجد 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية ضمن إرث الحرب الباردة بين الجنوب والولايات المتحدة والأمم المتحدة من ناحية والشمال المدعوم من الصين وروسيا من ناحية أخرى.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب وكيم في أواخر مايو/أيار أو يونيو/حزيران. وقال الرئيس الأمريكي أمس الخميس إنه يفاضل بين عدد من المواعيد والمواقع المحتملة للقاء.
وأصدر البيت الأبيض صورتين للقاء في مطلع أسبوع عيد القيامة بين كيم ومايك بومبيو الذي أدى اليمين الدستورية لتولي منصب وزير الخارجية الأمريكي. وكان هذا أول لقاء لكيم مع مسؤول أمريكي.
ولهذه القمة بين الكوريتين أهمية خاصة لأسباب كثيرة، مثل انعقادها في المنطقة منزوعة السلاح وهي قطعة أرض مساحتها 260 كيلومترا نصت الهدنة بين البلدين عام 1953 على أنها ستكون منطقة عازلة بين الجنوب والشمال.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA=
جزيرة ام اند امز