كوسوفو.. هل تصبح ساحة جديدة للصراع بين روسيا والغرب ؟
يبدو أن كوسوفو ستتحول إلى ساحة جديدة للنزاع بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
فبينما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك اليوم الأربعاء إلى "نزع فتيل التوتر" في شمال كوسوفو الذي يشهد توترات على الحدود مع صربيا، أعلن الكرملين الروسي دعمه لصربيا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ومتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك "ندعو الجميع إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس واتخاذ إجراءات فورية من أجل نزع فتيل التوتر من دون شروط".
ودعا البيان المشترك الجانبين إلى الامتناع عن أي استفزاز وتهديدات وأعمال ترهيب.
وقال البيان "نعمل مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء (كوسوفو البين كورتي لإيجاد حل سياسي بهدف تهدئة التوترات والتوصل إلى تقدم لصالح الاستقرار والأمن ورفاهية جميع السكان المحليين".
وعلى الجانب الآخر، أعلن الكرملين أن روسيا تدعم ما تقوم به صربيا بهدف وضع حد للتوترات في كوسوفو التي شهدت إطلاق نار وانفجارات وحيث أقيمت حواجز على الطرق.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات له اليوم إنه "لدينا علاقات وثيقة جدا كحليفين.. علاقات تاريخية وروحية مع صربيا"، موضحا أن موسكو تتابع بانتباه شديد ما يحدث في كوسوفو وكيفية ضمان حقوق الصرب.
بيسكوف أضاف: "وبالتأكيد، ندعم بلغراد في الخطوات التي تتخذها".
واعتبر بيسكوف أن "من الطبيعي أن تدافع صربيا عن حقوق الصرب الذي يعيشون في الجوار وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن ترد في شكل حازم حين يتم انتهاك حقوقها".
يأتي هذا الموقف بعدما استدعى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مساء الأحد الماضي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش قائد القوات الصربية إلى الحدود مع كوسوفو، في موازاة إعلان وزير الدفاع ميلوس فوسيفيتش مساء الاثنين أن الجيش الصربي في حال تأهب قصوى بعد التوترات الأخيرة في كوسوفو.
وكانت كوسوفو قد أغلقت أكبر معبر حدودي مع صربيا بعدما أقام الصرب حواجز في شطرها الشمالي، في إحدى أسوأ الأزمات في هذه المنطقة خلال الأعوام الأخيرة.
وعمد عشرات المتظاهرين مساء الثلاثاء إلى إغلاق الطرق في الجانب الصربي من الحدود بواسطة شاحنات وجرارات، وتعرضت شرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام الدولية بعد ذلك لهجمات بأسلحة نارية، بعدما وضعت صربيا قواتها المسلحة في حال تأهب.
ولا تعترف صربيا باستقلال إقليمها السابق ذي الغالبية الألبانية والذي أعلن العام 2008، وتشجع 120 ألف صربي يقيمون في كوسوفو على تحدي السلطات المحلية.
وفي برلين، رأت الحكومة الألمانية أن تعزيز الوجود العسكري الصربي على الحدود مع صربيا ينطوي على "إشارة بالغة السوء" منددة ب"الخطاب القومي" لبلغراد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر بورغر "نحن قلقون جدا حيال هذه التوترات في شمال كوسوفو، وينبغي إزالة الحواجز غير القانونية التي أقامها صرب كوسوفو في أسرع وقت ممكن".
وأضاف المتحدث أن "الخطاب القومي كما سمعناه في الآونة الأخيرة أمر غير مقبول"، مشيرا إلى أن "تعزيز الوجود العسكري قرب الحدود الصربية مع كوسوفو يوجه رسالة بالغة السوء".
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز