الصرب والألبان يعودون للفصول لـ"إزالة عدم الثقة"
السفارة البريطانية والمنظمة الدولية للهجرة تتوليان إطلاق هذا البرنامج، كما يعملان على إعداد قاموس ألباني-صربي على الإنترنت.
أطلقت الحكومة المحلية في بلدة "كامينيتسا" الصغيرة، بشرق كوسوفو، حصصا مجانية لتعليم اللغتين الصربية والألبانية بهدف إزالة عدم الثقة بين الطرفين في أنحاء كثيرة.
ويعود أصول 10% من سكان القرية إلى الصرب، وتهدف الحملة إلى تشجيع الحوار بين الألبان والصرب من خلال كسر حاجز اللغة، آملة في تذليل العقبات بين الطرفين.
وتقول الصيدلانية الألبانية سونا زاجمي البالغة 32 عاما: "أتعلم اللغة الصربية لأنني أعيش وأعمل هنا، ويأتي إلى الصيدلية زبائن لا يتكلمون الألبانية".
ستراينيا فاسيتش موظف مدني صربي يبلغ من العمر 25 عاما، ويتعلم اللغة الألبانية لأنه يعيش في حي تقيم فيه غالبية ألبانية مع 6 عائلات صربية فقط"، موضحا: "الأمر مفيد أيضا لمجال عملي".
والألبانية والصربية هما اللغتان الرسميتان في كوسوفو، وهو إقليم صربي سابق تعيش فيه غالبية ألبانية بنسبة 90% من السكان إلى جانب نحو 120 ألف صربي، إلا أن ثنائية اللغة أصبحت تتراجع بشكل متزايد منذ انفصال كوسوفو عن صربيا في أواخر التسعينيات بعد حرب رسّخت الضغينة بين المجموعتين.
وقديما، عندما كانت كوسوفو جزءا من يوغوسلافيا سابقا، كان يتوجّب على الصرب والألبان أن يتعلموا لغتي بعضهم البعض في المدارس، لكن حاليا، المناهج التعليمية أصبحت غالبيتها مفصولة، مع إقامة كل مجتمع مدارسه الخاصة.
وفي مدينة متروفيتسا المقسمة على سبيل المثال، تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية اللغة الإنجليزية كلغة مشتركة للتواصل مع الشباب، وحتى الآن، تلقى 40 صربيا و18 ألبانيا دورات مجانية قدمتها بلدية مدينة كامينيتسا هذا العام، وقد سجل 50 شخصا آخر أسماءهم على قائمة الفصل الدراسي المقبل، وتستمر الدورة الأساسية 3 أشهر، وتتكون من 40 حصة مدة كل واحدة منها 45 دقيقة.
وأطلق هذا البرنامج بدعم من السفارة البريطانية والمنظمة الدولية للهجرة التي تعمل أيضا على إعداد قاموس ألباني-صربي على الإنترنت.
لا تتشابه هاتان اللغتان مطلقا، إذ ينحدر الصربيون من السلاف بينما تمثل الألبانية فرعا فريدا من عائلة اللغات الهندية الأوروبية، ما يجعلها متميزة عن كل اللغات الأوروبية الحديثة الأخرى.
وتقول سفيتلانا راكيتش من منظمة الهجرة إن تعلم لغة يجب ألا يكون مسألة "سياسية" بل "عملية" مضيفة أن الناس "يفهمون فائدة ذلك، لكنهم لا يملكون الفرص في معظم الأحيان".
يقول كيندرون كاستراتي رئيس بلدية كامينيتسا البالغ من العمر 30 عاما: "إن تاريخ البلدية ساعد في جعلها نقطة انطلاق جيدة لتوحيد المجتمعين، فعدد سكانها البالغ 30 ألف نسمة يعانون من معدلات البطالة المرتفعة نفسها والمشكلات الاقتصادية ذاتها التي تعاني منها بقية كوسوفو، لكن مجتمعهم كان بمنأى عن أسوأ أعمال العنف التي شهدتها حرب 1998-1999 وأودت بحياة 13 ألف شخص معظمهم من الألبان، كما أن البلدة لم تشهد هجرة كبيرة للصرب.
ويضيف: "هذا الأمر يعني أن العائلات في كامينيتسا لا تبحث عن مفقودين، وهي قضية لا تزال تلاحق كثرا في كوسوفو، وفي كامينيتسا يعيش الصرب والألبان جنبا إلى جنب، على عكس المناطق الأخرى، حيث تميل المجتمعات إلى العيش في قرى أو أحياء مختلفة".
وفي إشارة على الشمولية التي تتمتع بها، اختار رئيس البلدية الألباني، الصربي بويان ستامنكوفيش البالغ 35 عاما نائبا له. والأخير يتكلم الألبانية بطلاقة ويعلم هذه اللغة لمجتمعه، ويعتبر نفسه "صربيا وطنيا يريد مساعدة مجتمعه".
وتشير المدرّسة الصربية كاستراتي: "أنا متأكدة من أن هذا البرنامج قادر على أن يكون مثالا للمناطق الأخرى، إذا تلقى دعما سياسيا، والخطوة التالية تتمثل في محاولة جمع المراهقين الصرب والألبان في دورات مشتركة مثل تكنولوجيا المعلومات في المدارس الفنية".