الإمارات والسعودية في اليوم الوطني للمملكة.. علاقات تتوثق وشراكة تترسخ

تشارك دولة الإمارات، السعودية احتفالها باليوم الوطني الـ95، في وقت تتوثق فيها الأخوة التاريخية بين البلدين يوما بعد الآخر، وتترسخ الشراكة الاستراتيجية بينهما مناسبة تلو الأخرى.
شراكة أضحت معها المناسبات الوطنية في البلدين احتفالية مشتركة، تجمع قلوب الشعبين وتجسد علاقات الأخوة التاريخية بين البلدين التي تزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر بتوجيهات من قيادتي البلدين.
ويصادف اليوم الوطني السعودي، الذي يحل الثلاثاء، 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية» في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
وتحتفل به المملكة هذا العام تحت شعار «عزّنا بطبعنا»، تجسيدا لمرور 95 عامًا من العز والفخر للوطن، وتعبيرا عن قيم الأصالة المتجذّرة في طباع السعوديين وهويتهم الوطنية.
وتحتفي دولة الإمارات بتلك المناسبة المهمة، في وقت تتواصل فيه الزيارات المتبادلة وتتزايد المباحثات المتواصلة بين قادة ومسؤولي البلدين لدعم العلاقات الأخوية التاريخية وتنسيق الجهود وزيادة التعاون بينهما.
لقاءات القادة
وقبل نحو 3 أسابيع، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات زيارة إلى السعودية 3 سبتمبر/أيلول الجاري، أجرى خلالها مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء.
وبحث الزعيمان خلال اللقاء العلاقات الأخوية الراسخة ومختلف جوانب التعاون الاستراتيجي والعمل المشترك بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين خاصة المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
جاءت الزيارة بالتزامن مع احتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في لفتة من رئيس دولة الإمارات تبرز قوة وخصوصية ومتانة العلاقات بين البلدين.
وتعد المباحثات التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وولي العهد السعودي خلال الزيارة، هي الثانية خلال أقل من شهر، بعد المباحثات الهاتفية بينهما 14 أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين، والحرص على التشاور المستمر بين القادة.
كا يُعد اللقاء بين الزعيمين هو الثالث خلال أقل من عام بعد الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى السعودية في 21 فبراير/شباط الماضي، للمشاركة في اللقاء الأخوي الذي عقد بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن بشأن القضية الفلسطينية.
جاء هذا اللقاء بعد نحو 3 أشهر من الزيارة الأخوية التي أجراها ولي العهد السعودي إلى دولة الإمارات مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتزامنت مع عيد الاتحاد الـ53، في لفتة من ولي العهد السعودي تبرز خصوصية العلاقات بين البلدين.
زيارات متبادلة
وإضافة إلى لقاءات القادة، لا تتوقف الزيارات المتبادلة لوفود ومسؤولين من البلدين لتعزيز التعاون، تنفيذا لتوجيهات قيادتي البلدين.
جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد نحو شهرين من زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، إلى المملكة 3 يوليو/تموز الماضي، والتي التقى خلالها مع ولي العهد السعودي.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه.
وقبيل تلك الزيارة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 14 مايو/أيار الماضي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية ومسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين لتعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في تحقيق تطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية والازدهار.
وفي اليوم نفسه، التقى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، على هامش القمة الخليجية – الأمريكية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وسُبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأهمية توحيد الجهود الخليجية في مواجهة التحديات، بما يعزز استقرار المنطقة ويدفع بمسيرة التنمية والازدهار فيها.
تعزيز التضامن العربي
علاقات ثنائية مميزة شكلت نقطة ارتكاز أساسية في جهود تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.
وتشكل العلاقات الإماراتية السعودية عبر التاريخ ركيزة قوية للأمن الخليجي والعربي بالنظر إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين تجاه قضايا المنطقة من خلال تعاونهما البنّاء والمثمر لما فيه صالح الشعوب الخليجية والعربية نحو مزيد من الاستقرار والازدهار.
وأدان البلدان الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر 9 سبتمبر/أيلول الجاري، وأكدا تضامنهما الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.
وشددا على أنه يشكل انتهاكاً لسيادة قطر والقوانين والأعراف الدولية كافة ويقوض أمن المنطقة واستقرارها، واكدا دعمها جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها.
وعبّرت دولة الإمارات، في فبراير/شباط الماضي، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية.
وأكدت دولة الإمارات رفضها القاطع لتلك التصريحات التي تعتبر تعدياً سافراً على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأعربت عن تضامنها الكامل مع السعودية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، مؤكدة أن سيادة السعودية "خط أحمر".
دعم عربي
على صعيد دعم القضايا العربية، دائما ما تتصدر القضية الفلسطينية أجندة مباحثات الزعيمين في إطار اهتمامهما المشترك، بالتوصل لحل شامل وعادل للصراع، ودعم فرص تحقيق سلام مستدام عبر حل الدولتين.
وخلال مباحثاتهما 3 سبتمبر/أيلول الجاري، أكد الزعيمان أهمية العمل على ترسيخ أركان الاستقرار والأمن والسلم الإقليمي من خلال إيجاد مسار واضح للسلام الدائم والشامل والعادل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة ودولها.
وتدعم الإمارات والسعودية الزخم الدولي المتزايد للاعتراف بدولة فلسطين، بما يدعم الوصول لحل شامل وعادل للصراع، ويعزز فرص تحقيق سلام مستدام.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك برئاسة مشتركة من قبل السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
ورسمت دولة الإمارات، خلال مشاركتها، خريطة طريق لتحقيق السلام المستدام، عبر معالجة جذور الصراع، مع تأكيدها ضرورة العمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة.
وتلعب حاليا دولة الإمارات والسعودية دورا بارزا في محاولة حل الأزمة السودانية، عبر منصة ALPS الجديدة (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثًا وتضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ومصر والاتحاد السويسري والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وعقدت محادثات بهذا الشأن الشهر الماضي في سويسرا.
وفي إطار جهودهما للدفع بحل سياسي للأزمة في السودان، أصدر وزراء خارجية دولة الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا قبل أيام بيانا مشتركا بشأن استعادة السلام والأمن في السودان، أكدوا فيه التزامهم باستعادة السلام وإنهاء معاناة الشعب السوداني، واستعدادهم للتعاون مع الدول والمؤسسات الإفريقية، والعربية، والأمم المتحدة، والشركاء الدوليين، لتحقيق هذه الغايات.
علاقات تاريخية
وتعد العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية نموذجا فريدا، بالنظر إلى عمقها وتكامليتها، وما تتضمنه من تاريخ حافل بالتعاون على مختلف الأصعدة التي شملت المجالات كافة.
وانطلاقًا من الرؤى الصائبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تشهد العلاقات بين الدولتين تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية استناداً إلى أسس تاريخية صلبة تعززها روابط المصير المشترك وتحكمها وحدة الرؤى والأهداف.
وانعكست العلاقات المثمرة بين الدولتين بشكل إيجابي، على واقع التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات والسعودية، بمختلف المجالات، بما في ذلك التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، والتنسيق والتشاور.
ويعد مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تأسس عام 2016 نموذجا استثنائيا للتكامل والشراكة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على المستويين العربي والإقليمي عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وعقدت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الدورة الأولى للجنة القنصلية المشتركة بينهما في أبوظبي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتأكيدا على الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، التي تقوم على أسس تاريخية متينة ورؤية مشتركة لتحقيق المصالح الوطنية والتنموية.
وتشكل العلاقات بين البلدين نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، المبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة، فما يجمع دولة الإمارات والمملكة من أواصر الأخوة والعلاقات المتميزة يشكل نموذجاً يحتذى به عبر مسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك.
وتؤكد مشاركة دولة الإمارات للمملكة احتفالاتها بهذه المناسبة، خصوصية ومتانة العلاقات بين قادة وشعبي البلدين الشقيقين، التي باتت تمثل عمقا حقيقيا للعمل الخليجي والعربي والإقليمي، وأحد أهم مرتكزات الاستقرار والنماء والازدهار في المنطقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg
جزيرة ام اند امز