قمم السعودية والإمارات.. أرقام قياسية تتوج علاقات "المصير الواحد"
13 قمة عقدها قادة السعودية والإمارات خلال الـ32 شهرا الماضية، لتعزيز الشراكة وتعزيز التضامن العربي والخليجي ودعم الأمن والاستقرار.
رغم أن تلك الفترة تخللها ظهور جائحة كورونا على مدار عامي 2020 و2021، التي أثرت بشكل كبير على تبادل الزيارات حول العالم بأسره.
ويبرز هذا الرقم أيضا علاقات الأشقاء الذين يربطهما "المصير الواحد"، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال المباحثات التي جمعته وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عقب وصوله الإمارات خلال قمتهم ، مساء الثلاثاء، التي تعد أحدث القمم التي تم عقدها.
و تعد هذه هي القمة الثالثة خلال 7 شهور، والقمة الخامسة خلال العام الجاري، والقمة الثالثة عشر التي تجمع قادة البلدين منذ أبريل/نيسان 2019، بحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" في إطار المباحثات الثنائية أو الخليجية والإقليمية والدولية والتي يظهر خلالها توافق في وجهات النظر تجاه مختلف قضايا المنطقة.
5 قمم في 2021
ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، مساء الثلاثاء، ضمن جولة خليجية، تستهدف تعزيز مسيرة التضامن الخليجي، الذي كان لطالما هدفا مشتركا للبلدين.
وعقب وصوله، عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمير محمد بن سلمان، جلسة مباحثات في قصر الوطن بأبوظبي تناولت العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون الثنائي والفرص الواعدة لتنميته في مختلف المجالات في ضوء الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركة.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين والذي يرتكز على مقومات راسخة من التفاهم والتعاون والعمل المشترك والمصالح المتبادلة.
كما تناولا أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك وعدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مؤكدين ضرورة العمل على ترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسة المشتركة للتنمية والبناء والتقدم.
وفي تصريحات قوية للجانبين، حملت رسائل متبادلة تبرز قوة الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إن العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية هي علاقات بين أشقاء بكل ما يعنيه ذلك من معنى وما يحمله من دلالات.. ونحن نؤمن بأن المصير واحد.. وهذه هي القاعدة الرئيسية للعلاقات بين الدولتين".
وأشار إلى أنه بفضل جهود الشيخ زايد وإخوانه من ملوك المملكة "رحمهم الله" ومواقف رئيس الإمارات وأخيه خادم الحرمين الشريفين أصبحت العلاقات بين بلدينا متميزة ولها خصوصيتها وتستند إلى مقومات راسخة من الأخوة والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.
وشدد على أن" المملكة ركن أساسي من أركان هذه المنظومة وثقل رئيسي في ميزان الأمن الإقليمي والعربي.. هكذا كانت ولا زالت وستظل..وثقتنا كبيرة في قدرتنا معاً على مواجهة التحديات في المنطقة وتعزيز مصالحنا العليا والازدهار المشترك لشعبينا".
من جانبه، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن سعادته بزيارة دولة الإمارات خلال أفراحها الوطنية، معرباً عن أصدق التهاني والأمنيات للإمارات حكومة وشعبا بدوام التقدم والازدهار.. كما أعرب عن اعتزاز المملكة بعلاقاتها الأخوية مع دولة الإمارات.
وقال إن العلاقات بين بلدينا لها خصوصيتها فهي تستند الى تاريخ طويل من العلاقات الاخوية الراسخة.
وتقديرا لدوره المحوري في تعزيز العلاقات والتعاون الأخوي المشترك بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعبيراً عن الاعتزاز بعمق هذه العلاقات الراسخة وما يجمع البلدين من روابط تاريخية متجذرة، منح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، الأمير محمد بن سلمان "وسام زايد " الذي يمنح للملوك والرؤساء وقادة الدول الذين يسهمون بدور بارز واستثنائي في ترسيخ العلاقات بين بلدانهم ودولة الإمارات.
قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الوسام للأمير محمد بن سلمان خلال المراسم التي جرت في قصر الوطن في أبوظبي.
وتعد هذه القمة هي الثالثة خلال 7 شهور، بعد القمتيتن التي عقدتا خلال الزيارتين التي أجراهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة 19 يوليو/ تموز، و 5 مايو/أيار الماضيين.
وظهر خلال تلك القمم التوافق الكبير بين الدولتين إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
كما ظهر توافق كبير بين الدولتين في الرؤى حول مواجهة تحديات التغير المناخي، والتعاون لمكافحة جائحة "كورونا" وتداعياتها.
وإضافة للقمم الثلاث شارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أعمال قمة القادة المنعقدة "عن بعد" حول المناخ والتي استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال يومي 22 و23 أبريل/نيسان الماضي.
مشاركة قيادة البلدين في قمة المناخ إلى جانب 40 من قادة الدول جاءت تأكيداً لدور البلدين ومكانتهما الرائدة في العمل المناخي، وجهودهما في التصدي لتداعيات تغير المناخ، والوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وفي 5 يناير/كانون الثاني الماضي، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، بزيارة إلى محافظة العلا غرب السعودية للمشاركة في القمة الخليجية 41.
واختتمت القمة الخليجية بإصدار بيان ختامي مطول من 117 بندا، وإعلان حمل اسم "إعلان العلا".
وعبّر البيان الختامي عن "بالغ التقدير والامتنان للجهود الكبيرة الصادقة والمخلصة، التي بذلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، وحكومته، خلال فترة رئاسة الإمارات للدورة الأربعين للمجلس الأعلى، وما تحقق من خطوات وإنجازات هامة".
قمتان في 2020
وخلال عام 2020، وفي ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد-19، قام البلدان ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها في ذلك العام المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بينهما لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.
وشارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام، في أعمال الجلسة الختامية لقمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية، والتي عُقدت برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على مدار يومين، وشاركت فيها الإمارات بصفتها ضيفا ورئيس الدورة الـ40 لمجلس التعاون الخليجي.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية الإسهام السعودي وأثره في معالجة أهم وأبرز القضايا التي تعنى بمستقبل المنطقة والعالم، وأثنى على الاختيار الدقيق للموضوعات التي دارت حولها نقاشات القمة وتركزت على آفاق تعزيز العمل الجماعي المشترك، وتوحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات الراهنة التي يواجهها العالم وفي مقدمتها جائحة كوفيد-19.
كما شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة قادة مجموعة العشرين "G 20" الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين في مارس/آذار 2020.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انعقاد القمة الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتكاتف الدوليين للتصدي لفيروس كورونا.
6 زيارات متبادلة بـ2019
وقبيل انتشار جائحة كورونا، شهد عام 2019، نحو 6 زيارات رسمية متبادلة بين قادة البلدين على مدار العام، حيث أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 4 زيارات، فيما أجرى الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى الإمارات في ختام العام، فيما ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفد الإمارات في القمة الخليجية 40 التي عقدت في الرياض.
أولى الزيارات الرسمية عام 2019، قام بها الشيخ محمد بن زايد في 16 أبريل/نيسان، وبحث خلالها مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر عرقة بمدينة الرياض العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد خادم الحرمين الشريفين، خلال اللقاء، بعمق العلاقات الأخوية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين والتي تزداد رسوخا وقوة في ظل الحرص المشترك على تطويرها وتوسيع آفاقها.
وخلال الزيارة الثانية، ترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفد الإمارات إلى القمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة المكرمة 30 مايو/أيار، وأكد أن بلاده تقف قلباً وقالباً إلى جانب السعودية في كل تحركاتها الهادفة إلى توحيد الصف والكلمة في مواجهة المخاطر والتهديدات المحيطة بدولنا وشعوبنا، وتحقيق طموحاتها إلى السلام والرخاء والازدهار.
الزيارة الثالثة جرت في 12 أغسطس/آب، وأجرى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات مع كل من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي في قصر منى بمكة المكرمة.
الزيارة الرابعة، أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الرياض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وشهد خلالها توقيع اتفاق الرياض التاريخي الذي وقّعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية.
ونوه الأمير محمد بن سلمان خلال حفل التوقيع بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من تضحيات جليلة في ساحات الشرف مع جنود المملكة وزملائهم في بقية قوات التحالف العربي لدعم الشرعية على الأرض اليمنية، معبرا عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
الزيارة الخامسة أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأبوظبي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، واستمرت عدة أيام تم خلالها عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي وترأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان.
وفي الزيارة السادسة ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفد الإمارات في القمة الخليجية التي عقدت في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين 10 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وعقدت القمة في وقت كانت تترأس فيه الإمارات دورة مجلس التعاون الخليجي آنذاك، في حين عقدت القمة الخليجية للدورة نفسها بالرياض، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
علاقات أخوية راسخة
قمم متتالية جاءت تجسيدا للعلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين في جميع المجالات التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود.
وتوثقت العلاقات بين البلدين بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتعمقت وتجذرت بإشراف ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حتى أضحت العلاقات بين البلدين نموذجاً يحتذى في العلاقات بين الدول.
وبتوجيهات قيادة البلدين، تمضي مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.