قوات كردية تسيطر على السد الثالث في سوريا
"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من أمريكا تسيطر على سد البعث في طريقها لمعركة الرقة وسط ترقب من الجيش السوري الحكومي وروسيا وتركيا
أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، الأحد، أنها سيطرت على سد البعث قرب مدينة الرقة شمال سوريا.
وقالت "قوات سوريا الديمقراطية"، تحالف كردي- عربي، أنها غيرت اسم السد الواقع على نهر الفرات من سد البعث (وهو منسوب لحزب البعث الحاكم في سوريا) إلى سد الحرية.
ويقع السد على مسافة نحو 22 كم من مدينة الرقة التي توصف بأنها أكبر معقل لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وكان السد واقعًا تحت سيطرته وفق التحالف.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، نوري محمود، إن المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثا عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية.
ويعني هذا التقدم أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر الآن على 3 سدود رئيسية على نهر الفرات بعد أن سيطرت على سد تشرين عام 2015 وسد الفرات، أكبر سد في سوريا، الشهر الماضي.
ويأتي تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" نحو الرقة في إطار عملية "غضب الفرات" التي أطلقتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائلة إن هدفها "تحرير" الرقة من سيطرة داعش.
وأمس السبت قال نوري محمود إن العملية الكبرى لاستعادة الرقة من داعش ستبدأ في "الأيام القليلة القادمة" وذلك بعد سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على بلدة المنصورة على مشارف الرقة.
من جانبه أكد المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" طلال سلو أن قواته تسلمت "أسلحة ومعدات حديثة من التحالف الدولي (...) في إطار التحضير لإطلاق معركة الرقة التي باتت قريبة".
وتشكلت "قوات سوريا الديمقراطية" في أكتوبر/تشرين الأول 2015، في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، برعاية أمريكية معلنة ومباشرة.
وكان الهدف المعلن وقتها هو تشكيل تحالف من الكرد والعرب والسريان والتركمان والأرمن لطرد داعش وجبهة النصرة من شمال سوريا، وبناء سوريا الديمقراطية العلمانية.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن تلك القوات عبر الغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الأرض؛ ليكون سدا أمام المطامع التركية في المنطقة، في حين يأمل الأكراد أن يكافئوا على مشاركتهم في المعارك بمنحهم نفوذا مستقلا في الأراضي ذات الغالبية الكردية.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي في المرحلة المقبلة؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوما من روسيا وإيران؛ خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
وهي مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
كما تكتسب معركة الرقة زخما وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.