المنصورة صفارة إطلاق "المعركة الدولية" بالرقة
"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية العربية تسيطر على بلدة المنصورة غرب الرقة فيما تتأهب بقية أطراف الصراع بسوريا لدخول المعركة
حققت "قوات سوريا الديمقراطية"، تحالف كردي- عربي، تقدما غرب مدينة الرقة السورية من شأنه أن يسرع من إطلاق المعركة الكبرى المنتظرة من مختلف أطراف الصراع الدولي بسوريا.
وتوصف الرقة، الواقعة على الحدود مع تركيا، بأنها أكبر معقل حاليا لتنظيم داعش في سوريا.
ووفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة تمكنت، مساء الجمعة، من السيطرة على بلدة المنصورة، التي تبعد نحو 20 كم جنوب غرب الرقة، وسد البعث المجاور لها بعد اشتباكات مع داعش ثم انسحاب عناصره.
وتعد المنصورة كبرى بلدات الريف الغربي للرقة.
وبحسب رامي عبد الرحمن، مدير المركز، فإن "المعركة الكبرى باتت على الأبواب".
وتأكيدًا لذلك قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش، السبت، إن "قوات سوريا الديمقراطية" أصبحت على بعد 3 كم من الرقة من جهة الشمال والشرق وعلى بعد أقل من 10 كم من جهة الغرب.
كذلك قال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية (العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية) إن العملية الكبرى لاستعادة الرقة من داعش ستبدأ في "الأيام القليلة القادمة" بعد التقدم إلى مشارف المدينة.
من جانبه أكد المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" طلال سلو أن قواته تسلمت "أسلحة ومعدات حديثة من التحالف الدولي (...) في إطار التحضير لإطلاق معركة الرقة التي باتت قريبة".
وتشكلت "قوات سوريا الديمقراطية" في أكتوبر/تشرين الأول 2015، في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، برعاية أمريكية معلنة ومباشرة.
وكان الهدف المعلن وقتها هو تشكيل تحالف من الكرد والعرب والسريان والتركمان والأرمن لطرد داعش وجبهة النصرة من شمال سوريا، وبناء سوريا الديمقراطية العلمانية.
والعمود الفقري لهذه القوات هي "وحدات حماية الشعب" وهي فصيل كردي، ومن اللافت أنه يضم المئات من النساء اللواتي تم تدريبهن على القتال.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن تلك القوات عبر الغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الأرض؛ ليكون سدا أمام المطامع التركية في المنطقة، في حين يأمل الأكراد أن يكافئوا على مشاركتهم في المعارك بمنحهم نفوذا مستقلا في الأراضي ذات الغالبية الكردية.
وعن طبيعة الهجوم المقرر أن يطلق المعركة المرتقبة قال سلو: "الهجوم على الرقة سيحصل من 3 محاور بعدما أنجزت قوات سوريا الديمقراطية الحصار من الجهتين الشمالية والشرقية وتعمل على تمكين حصارها من الجهة الغربية" أيضا.
وبإحكام السيطرة على المداخل الشمالية والشرقية والغربية لم يتبقَّ أمام داعش سوى المدخل الجنوبي للفرار منه باتجاه الداخل السوري.
وسبق أن أعلنت موسكو أنها قصفت عناصر لداعش خلال فرارها من الرقة إلى مدينة تدمر في محافظة حمص المحازية للرقة من الجنوب؛ لمنعها من التوغل داخل المحافظة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحكومي وحليفه الروسي.
وكانت روسيا قد ألمحت سابقا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية سمحت للإرهابيين بمغادرة الرقة في اتجاه أراضٍ خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وتكررت تصريحات من قادة "قوات سوريا الديمقراطية" أو من حلفائها مثل الولايات المتحدة بقرب معركة الرقة خلال الأشهر الماضية، وتم تحديد مواعيد منها شهر إبريل/نيسان الماضي ولم تتم.
غير أن أحدث تصريح كان يتعلق بأنها ستكون هذا الصيف.
و"قوات سوريا الديمقراطية" هي أبرز الفصائل التي تقاتل ضد داعش في محيط الرقة في الأشهر الأخيرة، فيما لم تلح بعد في الأفق بقية الأطراف المتحفزة للمشاركة في المعركة، مثل الجيش السوري الحكومي أو الفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي في المرحلة المقبلة؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوما من روسيا وإيران؛ خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
وهي مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
كما تكتسب معركة الرقة زخما وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg
جزيرة ام اند امز