4 مؤشرات لاقتراب موعد معركة الرقة السورية
"عملية استرداد الرقة من أيدي داعش، ستنطلق قريبًا".. بهذه العبارة أعلن المبعوث الأمريكي بالتحالف الدولي اقتراب معركة الرقة المرتقبة.
" عملية استرداد الرقة من أيدي تنظيم داعش، ستنطلق قريبًا".. بهذه العبارة أعلن بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، اقتراب معركة الرقة المرتقبة، مؤكدًا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالعاصمة الإيطالية روما حرص الولايات المتحدة على التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، الطرف الرئيسي في المعركة والاشتباك على أطراف المدينة السورية.
وأوضح المبعوث الأمريكي أن العمل المشترك مع قوات سوريا الديمقراطية مستمر، حيث اقتربت العمليات العسكرية من الرقة، لتصل القوات على بعد كيلومترين عن الرقة، مستكملًا قوله: "لا أستطيع التصريح عن تاريخ الانطلاق بشكل محدد".
وخلال الأشهر الماضية، تشابهات التصريحات من قبل المسؤولين الدوليين بالتحالف بشأن اقتراب موعد معركة الرقة، نظرًا لاقتراب القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي من حسم معركة الموصل التي انطلقت في الـ 17 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ولم تكن تصريحات المبعوث الأمريكي لدي قوات التحالف هي المؤشر والدليل الوحيد الذي يشير إلى انطلاق المعركة قريبًا، لكن دلالات أخرى تمثلت في الضربات الروسية مؤخرًا على أهداف لداعش بسوريا، بالإضافة لتحركات قوات النخبة السورية، دعمت هذا التوقع الدولي بشأن قرب انطلاق المعركة.
وكانت الدلالة الثانية لقرب موعد معركة الرقة، هي التحركات الجديدة لقوات النخبة السورية، حيث أعلن محمد الشاكر الناطق باسم قوات النخبة السورية، إن قواتهم التي تعمل وفقًا لخطط التحالف الدولي، تمكنت من تحرير قرية الأسدية، القريبة من مدخل الرقة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين القوات وعناصر التنظيم الإرهابي عند محطة المياه والغاز التابعين للمركز الرئيسي للمدينة السورية.
وتعد هذه التحركات استكمالًا للمرحلة الرابعة من عملية "غضب الفرات" التي تستهدف الدخول للرقة، بعد أن نجحت القوات نفسها في استعادة قريتين على أطراف الرقة، قريتي حمرة الغانم وحمرة الناصر، بالإضافة لتحرير قري اليرموك والصالحية وميسلون، والرافقة، والدلاء، ومزارع الرشيد، خلال معارك طاحنة انتهت لصالح القوات المدعومة من التحالف الدولي.
كما كان تحرير مدينة الطبقة السورية، بوابة لقوات سوريا الديمقراطية أحد أطراف المعركة، ومؤشرا ثالثا للاستعداد نحو معركة الرقة، نظرًا لأن الطبقة كانت قاعدة للتنظيم وتحريرها يفتح الطريق لتحرير الرقة، فضلًا أنها حلقة الوصل بين الموصل العراقية وشرق سوريا.
وبدأت عملية استعادة الطبقة منذ 22 مارس/ آذار الماضي، مروًا بالسيطرة على أكثر من 70% من المدينة، ووصولًا لإعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة الكاملة على الطبقة في الأول من مايو/ أيار الجاري.
كما تمثل ضربات روسيا لمواقع تابعة لـ داعش بسوريا، دليلا ومؤشرا رابعا على اقتراب معركة الرقة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إطلاق السفن صواريخ مجنحة من طراز كاليبر على مواقع وثكنات لتنظيم داعش بالقرب من مدينة تدمر وسط سوريا، منوهة بنجاح الصواريخ في إصابة الأهداف والتي انطلقت من فرقاطة " الأميرال ايسن" والغواصة " كراسنودار" التابعين للأسطول البحري شرق المتوسط.
وانطلقت معركة غضب الفرات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ضمن أربع مراحل مختلفة تخللتها فترات هدوء كجزء من الخطة والتكتيك المحدد ضمن الخطة المرسومة من قبل أطراف المعركة التي تتمثل في قوات التحالف الدولي وقوات النخبة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، و3 آلاف مقاتل كرد وعرب وسريان، بالإضافة لعناصر من الجيش السوري وقوات من تركيا، حيث تعتمد الأطراف المشاركة في معركة الرقة المرتقبة على أسلحة أمريكية من مدرعات ومركبات، ومدرعات إس يو في، ومعدات عسكرية حديثة.
وعند متابعة تطورات الاشتباكات على أطراف الرقة، تظهر ملامح الخطة المرسومة من قبل الأطراف المشاركة، والتي تم قطع شوط كبير منها، بالتقدم لمدينة الطبقة، وسد الفرات بريف الرقة، والسعي للسيطرة على الريف الشرقي، وعزل مدينة الرقة من ناحية الشمال، بالسيطرة على منصات الطائرات وقذائف الهاون، ما يؤكد على اقتراب موعد تحرير مدينة الرقة السورية، وانتقال الصراع من العراق إلى سوريا ضد فلول داعش.