ما سر رفض تركيا مشاركة الأكراد بالمحادثات السورية؟
"العين" تستطلع آراء محللين سياسيين حول رفض تركيا لجلوس ممثلين عن الأكراد على طاولة الحوار السوري المقرر إجراؤه في أستانة.
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن بلاده سترحب بمشاركة الولايات المتحدة في محادثات السلام السورية المفترض إجراؤها في أستانة عاصمة كازاخستان، لكنه أكد وجوب عدم مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية.
وأشار الوزير التركي في تصريحاته، إلى أنه إذا ألقى حزب الاتحاد الديمقراطي (التابع للأكراد) ووحدات حماية الشعب الكردية، السلاح وأيّدا وحدة أراضي سوريا، فيمكن إدراجهما في إطار حل شامل.
بوابة "العين" الإخبارية، استطلعت آراء سياسي كردي وكاتب تركي حول هذا الشأن، حيث أكد كلاهما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يريد أن يكون للأكراد أي دور في المفاوضات حتى لا يطرحونا أي متطلبات بشأن دولتهم التي يسعون إلى إقامتها.
وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إن هذا المتوقع والمعتاد من قبل الجانب التركي، ولا توجد أي مفاجأة في القرار، مشيرا إلى أن "أنقرة تريد سوريا وفقا لأجندتها الرامية إلى استقطاع مناطق وضمها إلى تركيا، وتحويل المتبقي منها إلى حديقة خلفية لها".
وأضاف ديبو لبوابة "العين"، أن تركيا ترى أن "العقبة أمام هذه الأجندة وكل أجندة تشبهها، بات محصورا في حزبنا وجميع القوى والأحزاب السياسية التي تشبه الاتحاد الديمقراطي، من خلال مشروعنا الديمقراطي المتمثل بالاتحادية الديمقراطية".
وأوضح أن تركيا ستسعى إلى استبعاد الأكراد من أي اجتماع يخص سوريا مقابل تنازلاتها المستمرة، قائلا: "لكننا نعلم جيدا بأنه حينما يحين الوقت المناسب وحينما ينعقد أي اجتماع جدي بخصوص الحل السوري سنكون في رأس الطاولة".
وفي السياق ذاته، قال إسحاق إنجي -رئيس تحري رصحيفة "زمان" التركية المعارضة الناطقة باللغة العربية- إن أنقرة تتفاوض الآن مع موسكو ونظام بشار الأسد، موضحا أن الرأي العام التركي مصاب بالدهشة بسبب تغير الموقف تجاه سوريا لأول مرة منذ 2011، وعقب قتل مئات الآلاف من الشعب السوري.
وأضاف إنجي، في تصريحات لـ"العين"، أن الموقف التركي كان من المفترض أن يكون مع الحل السياسي منذ بداية الأزمة في سوريا، والتفاوض مع الأسد لمنعه من قتل هذا العدد الهائل من المدنيين، مشيرا إلى أن القرار التركي يطرح سؤالا مهما للغاية عن سبب تغير موقفه تجاه الأطراف المتفاوضة في سوريا.
وأشار إلى أن الراوية الغربية تؤكد ولادة دولة جديدة للأكراد شمال سوريا وشمال العراق وجنوب شرق تركيا، ما جعل أنقرة ترفض التفاوض معهم، حيث إن حال جلوسهم على مائدة المفاوضات مع روسيا والنظام السوري وتركيا سيكون لهم طلبات بشأن دولتهم، لا سيما أن تركيا لا تريد جزءا من أراضيها يكون ضمن سيطرة الأكراد، إضافة إلى رفض أنقرة لتواجد أي مكون كردي في الشمال السوري.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA==
جزيرة ام اند امز