دعوات لفتح تحقيق في جرائم تركية شمالي سوريا
المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري وصف مقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب للأسرى بـ"جرائم حرب محتملة"
تزايدت دعوات تطالب بالتحقيق في جرائم حرب ارتكبتها القوات التركية ومليشيات موالية لها في شمالي سوريا، بعد نشر مقاطع فيديو حديثة توضح تعذيب أسرى والتمثيل بجثثهم.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن مقاطع فيديو تصور الفظائع التي أقدمت عليها القوات الموالية لأنقرة في شمالي سوريا، انتشرت على نطاق واسع بمناطق الأكراد في البلاد، ما يثير مخاوف بشأن تجدد القتال حتى رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن مع أنقرة.
وذكرت الصحيفة أن مقطع فيديو نشرته مجموعة مدعومة من تركيا، في وقت سابق من الأسبوع، يُظهر مقاتلا كرديا يتعرض للسحل فيما يهدده المحتجزون بقطع الرأس، كما أظهر مقطع آخر جثث مقاتلين أكراد يتم تشويهها بسكين وسط سخرية المقاتلين الموالين لتركيا.
وأدان مسؤولون أكراد، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري، مقاطع الفيديو، ووصفها الأخير بـ"جرائم حرب محتملة"، فيما يصر الأكراد على أنها تمثل تطهيرا عرقيا.
من جانبها، أعدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا أوضحت فيه مطالبات مشرعين أمريكيين لأجوبة بشأن جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها القوات المدعومة من تركيا في سوريا، خاصة فيما يتعلق باستخدام المعدات الدفاعية الأمريكية التي حصلت عليها تركيا في مثل تلك الأحداث.
وأوضحت المجلة، في تقريرها، أن 4 مشرعين أمريكيين يطالبون بأجوبة بشأن دور تركيا في استخدام ذخيرة محملة بالفوسفور ضد المدنيين الموجودين في شمالي سوريا، وضغطهم على وزير الخارجية مايك بومبيو للنظر في التقارير بشأن استخدام القوات الموالية لأنقرة مادة الفوسفور الأبيض في عمليتها العسكرية هناك.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن النواب الديمقراطيين؛ كريس فان هولن، وباتريك ليهي، وريتشارد بلومنتال، والنائبة الجمهورية مارشا بلاكبيرن، أرسلوا خطابا إلى بومبيو، الجمعة، بشأن مخاوفهم، ويطالبونه فيه بالرد بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت المجلة، التي حصلت على الخطاب، أنه حمل تساؤلات لبومبيو بشأن ما إن كانت الأسلحة أمريكية المنشأ، مثل الصواريخ أو القذائف أو الطوربيدات، قد استخدمت خلال العملية.
كما طالب النواب وزير الخارجية بأجوبة حول ما إن كانت القوات المدعومة من تركيا تتصرف من نفسها أو بناء على توجيه من السلطات التركية، وكيف حصلت تلك العناصر على الذخيرة المحملة بالفوسفور الأبيض، وما إذا كان استخدامها يشكل انتهاكا للقانون الدولي، وكيف تنوي الإدارة الأمريكية الرد حال كان الأمر كذلك.
ولفتت المجلة إلى أن استخدام الفوسفور الأبيض عسكريا ليس محظورا، لكن استخدامه كسلاح حارق في مناطق وجود المدنيين محظور بموجب القانون الدولي.
وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت أنها جمعت "أدلة دامغة" على الجرائم التي ارتكبتها القوات التركية والمليشيات السورية المدعومة من أنقرة، مشيرة إلى أنهم أبدوا "تجاهلا مخزيا لحياة المدنيين" من خلال الهجمات غير المشروعة التي تسببت في مقتل وإصابة مئات الضحايا الأبرياء.
في الوقت ذاته، أطلق مفتشو الأسلحة الكيميائية في الأمم المتحدة تحقيقا في أعقاب اتهام القوات التركية باستخدام الفوسفور الأبيض ضد الأطفال في سوريا.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها مدركة للوضع، وتجمع معلومات فيما يتعلق بالاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية.
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، قبل أن تصل أنقرة وواشنطن لاتفاق وقف إطلاق نار هشّ.
ومع استمرار الاعتداءات التركية على الأكراد، يواصل الجيش السوري الانتشار في شمالي البلاد مع وصول قوات روسية إضافية لحماية المنطقة ذات الغالبية الكردية.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز